السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشير إلى ما نشر في جريدة الجزيرة الغراء في الصفحة (الثلاثين) تحت العدد (رقم 15886) وفي أعلى الصفحة (رسم كاريكاتيري رسمته الأخت منال) يوضح أن هناك موظفا حكوميا محاط بسياج (أحمر) وحول هذا السياج لوحتان الأولى توضح ممنوع الدخول والأخرى على شكل مثلث تدعو إلى الانتباه إلى هذا السياج وأن هناك رجلا يمثل الموظف الحكومي داخل هذا السياج وأنه يجلس على كرسي وفير يضع ويرفع أحد رجليه على منضدة أمامه وبجانبه (كأس) من الشاي وأنه مشغول في (جهاز التواصل الاجتماعي) وأن هناك لوحة كتب عليها وتشير إلى أن إنهاء المعاملات عند جار هذا الموظف في المكتب المجاور إضافة إلى أنه يوجد بعض الأدوات المكتبية ملقاة على الأرض.
أقول تعليقاً على رسم هذا (الكاريكاتير) أولاً أنه رسم مبالغ فيه من حيث الرسومات والمساحة التي أخذها هذا الرسم من الصفحة ثانياً أنه لا يحكي الواقع والصحيح لموظف الدولة الحكومي فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن تجتمع في هذا الموظف هذه الصفات مجتمعة إلا إذا كان موظفا يمثل نفسه في الصومعة التي يعيش فيها ويتعامل مع نفسه داخلها ولا يتعامل مع غيره.
فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن تجتمع ولو صفة واحدة من الصفات التي رسمت في هذا الكاريكاتير في موظف الدولة فهل يعقل أن يكون موظفا حكوميا يحيط نفسه بسياج وهل يعقل أن يضع (رجله) في وجوه المراجعين وهل يعقل أيضاً أن تكون الأدوات المكتبية (من قلم أو خرامة ورق أو دباسة) مبعثرة على أرضية الموظف الحكومي وهل يعقل أن يكتب لوحة بأن إنهاء المعاملات بالمكتب المجاور وهل... الخ.
قد يكون هناك صفة يمارسها بعض الموظفين في الدولة وهي (وسيلة التواصل الاجتماعي بمختلف شرائحه) ثم أن هناك نقطة مهمة أليس لهذا الموظف رئيس مباشر أو مدير لهذا الرئيس المباشر يمكن أن يعدل سلوك هذا الموظف أعتقد أنه يوجد ذلك في أغلب الدوائر الحكومية إن لم يكن يشملها جميعاً.
ثم أنه في الآونة الأخيرة ومع التقدم التقني الإلكتروني وبما يسمى (بالحكومة الإلكترونية) التي حدت من التعامل المباشر مع الأوراق والقراطيس المكتبية الذي جعل هذه الحكومة الإلكترونية تقدم خدماتها للمواطنين والمقيمين عن طريق هذه الألواح الإلكترونية والشخص جالس في مكانه سواء في مكتبه أو منزله.
ثم أيضاً وهذا المهم أن أغلب موظفي الدولة هم في سن الشباب والذين تلقوا تعليماً جامعيا وحصلوا على الدورات التدريبية المبتدئة والمتوسطة - والعليا في الإدارة وعلومها ومنها (العلاقات الإنسانية) التي تركز على التعامل الحسن والخلقي وخاصة مع كبار السن وهذا ما نلمسه في هذه الدوائر ولكن قد يكون هناك شواذ ولكن القاعدة تقول (الشاذ لا يقاس عليه الحكم).
وأخيراً حبذا لو أن الأخت التي رسمت هذا الكاريكاتير لم ترسمه بهذه الحدة وهذه الغلظة التي شوهت بها موظفي الدولة الحكوميين ولكن نقول يمكن أن حصل لها موقف أو حصل لأحد أقاربها من الرجال لكن التعميم لا يجوز في مثل هذه الحالات أو الموقف لأن الموظف قد يكون أبانا أو أخانا أو ولدنا ونتعشم فيهم كل خير خدمة لدينهم ومليكهم ووطنهم وآخر دعوانا (أن الحمد لله رب العالمين).
خاتمة شعرية للشاعرة تذكار الخثلان:
(ما كاد يسعدني أبداً غير طرياك) (ولا عاد غيرك صار للقلب جذاب).
- مندل عبدالله القباع