أنور حيدر ">
بأي حجة سيقابل الإرهابيون ربهم يوم الحساب وقد قتلوا أبرياء بدون وجه حق! ما الذنب الذي اقترفه هؤلاء الأبرياء ليقتلوا؟
أليس من حقهم أن يعيشوا؟
العمليات الإرهابية التي تحدث في أوروبا أو البلدان العربية أو غيرها من بقاع الأرض تدل على أن هؤلاء الإرهابيين الذين ينتمون لمنظمات شيطانية يريدون جر العالم لحَمّامات دم.
ومن نافلة القول التأكيد على أن خطر هذه المنظمات الإرهابية الشيطانية لم يعد منحصرا في بيئة أو منطقة بعينها بل أصبح خطرها في كل بقعة من بقاع الأرض.
هذه المنظمات الشيطانية تعبّر بفكرها الآفاق، تخطط بدهاء ومكر وباستخدام أدوات العصر المتطورة في وسائل التواصل الإلكتروني لتستقطب فئة هي الأغلى في كل مجتمع الشباب الذين هم الأمل في بناء الأوطان لتحولهم إلى أداة لتدمير الأوطان.
هؤلاء الشباب غُرّر بهم في غفلة من مجتمعاتهم وتعرضوا لغسل أدمغتهم بمنهجية شيطانية ليقوموا بالتفجير أو التفخيخ أو الأحزمة أو العبوات الناسفة أو... إلخ.
وما يجب الإشارة إليه أن هذه المنظمات الشيطانية تذهب بهؤلاء الشباب بعيدًا في عالم الخيال، وتصوِّر لهم أن هذه الأعمال الإجرامية بوابة العبور للجنة وللمجد التاريخي ليكونوا أبطالاً ومجاهدين يحقّقون النصر للأمة! بل العكس أن ما يقومون به هو تشويه لصورة الإسلام والمسلمين.
الشباب اليوم في أمسّ الحاجة إلى أصوات قوية تُنادي بحب الحياة والعمل من أجل عمارة الأرض والانتفاع بمنافعها واستغلال مصالحها.
فبعض الشباب يعيشون في حالة من الضياع! لماذا؟ لأنهم وجدوا أنفسهم أمام طوفان هائل من قنوات التواصل الاجتماعي التي فُتحت عليهم من كل حدب وصوب ومن خلالها يتم تغذية فكرهم بسموم تلك المنظمات الشيطانية.
في المقابل، هناك تقصير تجاه الشباب لأنه لم يتم تعليمهم كيف يحبّون الحياة كما علّمتهم المنظمات الشيطانية حُب الموت وكراهية البقاء بيننا، حيث لم يتم إعطاء الشباب والشابات حقّهم من الوقت الكافي للاستماع إليهم ومعرفة ما يدور في عقولهم.
ختاماً، أين دور وزارات التربية والتعليم والتعليم العالي والشباب والإعلام والثقافة والأوقاف والشؤون الدينية والإرشاد ومؤسسات المجتمع المدني في كل دول العالم لمواجهة هذا الطوفان من الفكر المتطرف وإعلان حالة الاستنفار لكل الأفكار النيّرة.