نايف بن محمد العساكر ">
الطريقة الأولى:
طريقة السرورية، وهؤلاء يعملون على تجنيد الشباب منذ المرحلة المتوسطة، وكانوا قديما يخلون بالطلاب في الأماكن، ويقدمون لهم الخدمات، كتدريسهم الرياضيات واللغة الإنجليزية واللغة العربية وغيرها مما يصعب عليهم، ويصعب على بعض أولياء الأمور.
ويقوم بهذه المهمة المعلمون المنتمون للفكر السروري، ويدخلون معهم من أهل التخصصات من ليس في التنظيم ولكنه يتعاطف معهم باعتبارهم من أهل الدين وزمالة العمل.
وبهذه الطريقة استطاع السروريون أن يكتسحوا الساحة، ويجعلوا الشباب يميل معهم، والأهالي يميلون معهم لأنهم يرونهم تفوقوا في دراستهم كفوهم مؤونة تدريسهم، في حين أن التنظيم السروري يعمل جاهدا على تجنيد الشباب ليتمسكوا بالمنهج الذي هم عليه، ويكون للطالب الملتحق معهم مميزات تميزه عن غيره. وبهذا استطاعوا في فترة وجيزة أن يحققوا ما عجز البنائية الإخوانية عن تحقيقه في سنوات طويلة، وهذا سر الخلاف الكبير بين الطريقتين مع أن كلتيهما تتفقان على النهل من مدرسة سيد قطب ومحمد قطب وحسن البنا.
الطريقة الثانية:
طريقة البنائية، وهم الأشد خطورة، لأنهم يحاولون التمدد في مفاصل أي دولة يكونون فيها.
وهذه الطريقة تنتهج الآتي:
1- العمل على ترشيح من يرونه يخدمهم من التنظيميين أو من يكون متعاطفا معهم، أو من يرون أنهم يستطيعون التأثير عليه.
وبهذا الأسلوب الماكر يتمدد التنظيم في المفاصل، فكل واحد من هؤلاء يرشح من يثق بهم ،والآخر يفعل كذلك ،فما تلبث مدة يسيرة حتى يصبح القطاع مليئا بهم، فيصعب على المسؤول أن يحيدهم، أو ينقلهم باعتبارهم مواطنين.
وعند الترشيح للوظائف لايجد المسؤول أمامه غيرهم.
ومتى تكلم أحد في هذا القطاع، اتهموه بأنه لم يسلم منه أحد.
2- تشويه صورة الآخرين ،ونقدهم أمام المسؤول، وغالبا ما يتهمون الشخص بالعجلة وعدم الحكمة، وعدم مراعاة المصالح، وفي كثير من الأحايين يبتزون الشخص بعد أن يقوموا بتوريطه في قضية ما، فيفعلون معه ماتفعله الماسونية، ويقومون باختباره وإجراء دراسة عن حاله وما يميل إليه، وهل هو ممن يمكن التأثير عليه بالمال فيتورط برشوة أو اختلاس ونحوه فيجعلونه تحت رحمتهم وتحت تصرفهم.
3- شن هجوم مكثف عليه عند تعيينه، وهم يفعلون هذا ليخوفوا المسؤول، ويبينوا له قوتهم الإعلامية القادرة على تشويهه.
يقول مصطفى السباعي مراقب جماعة الإخوان في سوريا: (إذا عمدنا إلى إسقاط شخص عملنا معه مالا يستطيع الموساد أن يعمله معه)
وذكر مؤرخ الإخوان المسلمين محمود عبدالحليم في كتابه (أحداث صنعت التاريخ) أن مهام التنظيم السري للإخوان المسلمين القيام بجمع المعلومات عن كل أحد، سواء كان عسكريا أو من أهل الفن أو السياسة أو الأدب أو غير ذلك لأنهم يرون أنهم سيحتاجون إليه يوما ما.
4- النفاق أمام المسؤول، وهذه طريقة الإخوان المسلمين البنائية، فالإخواني البنائي:
ليبرالي إن شئته ليبراليا، شيوعيا إن شئت منه ذلك، حنيفا مسلما إن شئت منه ذلك، فديانته ومنهجه يتكيف بحسب المصلحة التي يراها محققة له هدفه.
ولكن هل هو كذلك؟
وفي الحقيقة أنهم يفعلون هذا بناء على قاعدتهم (الغاية تبرر الوسيلة) فلأن هذا الأمر سيوصلهم إلى الغاية المنشودة وهي إسقاط الحكومات ولإقامة دولة الخلافة الإخوانية، فهم يبيحونه. وهذا هو السر عندما تجد الإخواني يفعل ما يفعله من يطلقون عليه (ليبرالي ) ولا ينتقده الإخوان أبدا، وإن انتقدوه فعلى استحياء مع تقديم ألف اعتذار واعتذار له، وتحميل كلامه على المجاز بينما لا تجدهم يستعملون هذا مع من خالفهم.
أساؤوا لله تعالى، وزعموا - تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا- أن الله تعالى لو عرض نفسه على الناس لم يحصل على نسبة 99,99% والشيخ محمد بن صالح بن عثيمين أفتى بأن قائل هذه المقالة يستتاب، لأن هذا كفر، ولكنك لا تجد ولن تجد جحاف الإخوان المسلمين الذين يدعون الغيرة على العقيدة والدين ينكرون على القائلين بهذا القول لأن القائلين به من كبار القيادات الإخوانية.
كفى الله بلاد المسلمين شرهم..
- المستشار والباحث في شؤون الجماعات المتطرفة