وزير الأوقاف المصري: مصر والسعودية هما حجر الزاوية وتعاونهما يحبط المؤامرات ضد الأمة ">
القاهرة - سجى عارف:
عقدت رابطة الجامعات الإسلامية بالتعاون مع جمعية الصداقة المصرية السعودية للتآخي والتواصل ندوة أمس تحت عنوان (تطور العلاقات المصرية السعودية في القرن الحادي والعشرين) وشارك في الندوة الدكتور جعفر عبدالسلام الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، والمستشار عبدالعاطي محمود الشافعي الأمين العام لجمعية الصداقة المصرية السعودية، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف المصري والدكتور شوقي علام مفتي جمهورية مصر العربية الجمهورية ومفيد شهاب وزير التعليم العالي الأسبق والسيد الشريف وكيل مجلس النواب المصري. وفي بداية الندوة أكد الدكتور جعفر عبد السلام الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية أن الندوة تعقد بمناسبة زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لمصر وتأكيد على العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين وتعزيز للتعاون المستمر بين البلدين في جميع المجالات «السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية».
وأشار الدكتور عبد السلام إلى المكانة الدولية والقدرات الكبيرة التي تتمتع بها مصر والسعودية على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية، فالخبرة التاريخية تؤكّد أن القاهرة والرياض هما قطبا العلاقات والتفاعلات في النظام الإقليمي العربي وعليهما يقع العبء الأكبر في تحقيق التضامن العربي والوصول إلى الأهداف المنشودة التي تتطلع إليها الشعوب العربية من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي خصوصاً في ظل التحديات التي تواجه المنطقة العربية على شتى الأصعدة. ومن جانبه أكّد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن مصر والسعودية هما حجر الزاوية في الأمتين العربية والإسلامية وتعاونهما يحبط المؤامرات ضد الأمة في ظل حكمة القائدين الكبيرين، حيث تأتي زيارة خادم الحرمين الشريفين كأطول زيارة خارجية له وإدراك منه ومن الرئيس المصري لخطورة المرحلة وأكبر رد على من يريدون الشر للبلدين. وأضاف وزير الأوقاف أن العلاقات بين البلدين ليست تاريخية فقط، مؤكداً أن الزيارة أبلغ رد على من يلعبون على وتر التردد، حيث تأتي الزيارة في وقت مهم وظرف مهم وأبعاد اقتصادية وسيادية. وأشار الوزير المصري إلى كلمة الرئيس السيسي عن مفهوم الأمن لا يقف عند حد الأمن العسكري الذي يتأخر، بينما يتطرق إلى الأمن السياسي والفكري والاقتصادي، والثقافي والتعاون الذي تسعى إليه رابطة الجامعات الإسلامية، لينطلق الجميع إلى متانة العلاقة بين الدولتين لمواجهة التحديات، حيث يجب علينا أن نعاون العالم في دحر الإرهاب.
وقال الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية إنه تم توقيع اتفاقية بين دار إفتاء مصر وأوقاف السعودية للاتفاق على إنتاج فتاوى رصينة، وتجاوز خلاف وجهات النظر في الفرعيات، لمواجهة التشدد، قائلاً: «صرنا الآن أمام تحديات عظيمة نحن أقوى منها، والعلاقات الثقافية الدينية بين مصر والسعودية هي دائماً قوية، وتأتى زيارة خادم الحرمين بأبعاد متعددة أكبر من الأبعاد السياسية إلى دينية وثقافية واقتصادية في لقاء قوة وقمة وضمير لبلدين يعرف الكل قدرهما، وهذا التعاون نتاج الضمير الأخوي من الحاكمين، ومسؤولية كل حاكم تجاه الآخر.
من جانبه أكَّد الدكتور مفيد شهاب وزير التعليم العالي الأسبق، أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لمصر مع وفد كبير يضم كافة التخصصات لمدة 5 أيام، زيارة تاريخية للعلاقات المصرية السعودية، وتأتى لإغلاق الثقوب في العلاقات التي تحاول القوى المناوئة افتعالها ومواصلة التعاون المشترك والعمل على محور مصر السعودية دمشق. وأضاف شهاب أن العلاقات المصرية السعودية نموذج متميز وفريد يتسم بالشمول، بفضل المكانة التي يتمتع بها البلدان، موضحاً أنهما قطبا التعاون في المنطقة، في ظل التماثل لمعالجة القضايا ونظرتهم إلى القضايا الشرق أوسطية، خاصة القضية الفلسطينية. وأشار «شهاب» إلى أن القرن الماضي شمل تميزاً لعلاقات مصر والسعودية، وهو ما يؤكّد الترابط القوى بين البلدين، موضحاً أن مصر والسعودية قادتا الدول العربية المستقلة إلى توقيع ميثاق إنشاء جامعة الدول العربية واتفاق الدفاع العربي المشترك ووقفت السعودية بجانب مصر لطلب جلاء القوات البريطانية من مصر، كما وقفت بجانب مصر خلال العدوان الثلاثي، وعوّضت السعودية مصر عن التمويل الأجنبي لبناء السد العالي وتم تداول شعار «أهلاً بالسادات بطل العبور وفيصل بطل حرب البترول».
من جهته أكّد المستشار عبد العاطي الشافعي رئيس جمعية الصداقة المصرية السعودية للتعاون والتآخي أن الله تعالى ألّف بين قلبي مصر والسعودية، فعندهم نزل الإسلام ونحن نشرناه في الأزهر، موضحاً أن علاقات التآخي بين البلدين جاءت عقب تأسيس المملكة عام 1932 في أول زيارة خارجية للملك المؤسس إلى مصر. وأضاف الشافعي أن ملك السعودية قائد نهضة وصاحب رسالة إنسانية ومصلح كبير في الداخل والأمة العربية والإسلامية، وشارك مع الجيش المصري في الدفاع عن التراب الوطني لدى الاعتداء على مصر في عام 67. وأشار الشافعي إلى أن ملك السعودية مع الرئيس المصري يقودان عملاً إنسانياً كبيراً ويتحركان عالمياً لإعانة البشرية.