الملك عبدالعزيز وضع قواعد راسخة للعلاقات السعودية - المصرية ">
الجزيرة - إعداد - سعد العجيبان:
تعد الزيارة التي قام بها الملك عبدالعزيز إلى مصر في يناير عام 1946م ذات أهمية تاريخية كبيرة لكلا البلدين.. حيث جاءت لتوثيق الرابط بين المملكة ومصر من جهة والروابط بالدول العربية كلها عبر جامعة الدول العربية التي كانت حديثة النشأة. وكان الملك عبدالعزيز قد زار مصر من قبل للقاء الرئيس روزفلت في فبراير 1945م، ولكنها كانت زيارة قصيرة اجتمع خلالها بالملك فاروق وبرئيس الوزراء البريطاني تشرشل، وكان الملك فاروق قد زار المملكة قبل، حيث التقى الملك عبدالعزيز في رضوى قرب ميناء ينبع في يناير 1945م.
توثيق الروابط
وجاءت زيارة الملك عبدالعزيز التاريخية لمصر في عام 1946 م تأكيداً وتعزيزاً للعلاقات القائمة بين البلدين، إذ ترجمت ذلك البرقية التي بعث بها الملك عبدالعزيز إلى الملك فاروق إثر اختتام الزيارة، حيث قال - طيب الله ثراه - فيها: « كان من حظ البلدين توثيق الروابط بينهما توحيد جهودهما في سياستهما، وإقامة التعاون بينهما على أثبت الدعائم «.
المحروسة
وكانت زيارة الملك عبدالعزيز لمصر رداً على زيارة الملك فاروق للمملكة في عام 1945م، وهي الزيارة التي وثقت العلاقات بين البلدين، وقد حضر الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - على اليخت الملكي ( المحروسة ) الذي انطلق من السويس في يوم 2 يناير سنة 1946م متجها إلى جدة وأقل الملك عبدالعزيز، حيث استقبل استقبالاً جماهيرياً حافلاً عند وصوله إلى السويس، وصعد الملك فاروق إلى ظهر اليخت الملكي لمقابلة العاهل السعودي والترحيب بجلالته.
حفاوة بالغة
واستقل الملكان ( القطار الخاص ) متجهين إلى القاهرة، وفي محطة مصر بالقاهرة كان كبار رجال الدولة في استقبالهما، بعدها تحرك الموكب الملكي من محكة مصر إلى قصر الزعفران حيث نزل الضيف الكبير ومرافقيه، وقد لقي الملك عبدالعزيز خلال زيارته الرسمية التاريخية لمصر التي استغرقت اثني عشر يوماً حفاوة بالغة.
الحدث العظيم
وسجلت الصحافة المصرية حيثيات تلك الزيارة التاريخية لكونها حدثاً عظيماً نجحت (السراي) الملكية والحكومة المصرية والهيئات الرسمية والشعبية في الإعداد له إعداداً كبيراً حتى إنها كانت موضع إعجاب وتقدير العاهل السعودي. وبينت الصحف استعداد مصر كلها لاستقبال الملك عبدالعزيز، وأشارت إلى أن القلم لا يستطيع مهما كان بليغاً أن يصف زينة مصر وابتهاجها واستعدادها لاستقبال ضيفها العظيم - صقر الجزيرة -.
لا يرى الناس مثله
وكتب أبلغ الكتاب واصفين تلك الزينة، فلم يستطيعوا أن يبلغوا في وصفهم شيئاً من عظمتها التي لم تشهد مصر مثلها في تاريخها على الرغم من استقبالها ملوكاً كثيرين. كما أوردت الصحافة المصرية أن الشعب المصري كله حيا عاهل الجزيرة والقطب العربي الكبير، وسجلت مصر في تاريخها الحديث تلك الزيارة الكريمة بصفتها أسعد أحداثها المهمة. وفي مجلة المصور كتب عبدالرحمن عزام باشا أن مصر حين تستقبل الملك عبدالعزيز إنما تستقبل رجلاً تمر الحقب ولا يرى الناس مثله، مشيرا إلى أن هذه الزيارة ستترك بلا شك أثراً خالداً في العلاقات السعودية - المصرية - العربية، وأنها تشكل مثالاً للعلاقات القوية. وصدرت التعليمات من رئيس الوزراء المصري لكل وزارة لاتخاذ التدابير اللازمة لتسهم كل منها بنصيبها في استقبال الملك عبدالعزيز والحفاوة به، وأطلقت وزارة الأشغال المصرية اسم الملك عبدالعزيز على شارع النيل بقسم مصر القديمة بمدينة القاهرة، وإصدار طابع تذكاري بمناسبة زيارة الملك عبدالعزيز آل سعود إلى مصر في عام 1946 م.
أقواس النصر
وقد كونت لجان للاحتفال بالضيف الكبير، وروعي إقامة أقواس النصر في طريق جلالة الملك عبدالعزيز على الطراز العربي، وقررت لجنة الاحتفالات العامة بمدينة القاهرة إقامة أربعة أقواس نصر كبيرة، أحدها في مدخل شارع إبراهيم باشا، والثاني والثالث بميدان إبراهيم باشا، والرابع في داخل ميدان عابدين، كما قررت فتح جميع مطاعم الشعب مدة ثلاثة أيام لإطعام عشرة آلاف مواطن.
قصر الزعفران
وقد جهز قصر الزعفران لاستقبال الملك عبدالعزيز، فيما زُينت محطات السكك الحديدية، وتم تجهيز الطرق التي يمر فيها الموكب الملكي، وأُضيئت المباني الحكومية، واتخذت إجراءات الأمن اللازمة، وتقرر اشتراك جنود الجيش مع الشرطة في المحافظة على النظام، وأعدت الأماكن التي سيزورها الملك عبدالعزيز، طبقاً لبرنامج الزيارة الذي نشر بالتفصيل في الصحف اليومية. وفي حين رافق الملك فاروق ضيفه الملك عبدالعزيز طوال زيارته لمصر، تألفت بعثة شرف مرافقة للملك عبدالعزيز برئاسة الأمير محمد عبدالمنعم.
برنامج حافل
وشمل برنامج الزيارة بوجه عام القصر الملكي في عابدين، ومقر الحكومة والبرلمان المصري، والجامع الأزهر، والجامعة العربية، وأسلحة الجيش، والمؤسسات العلمية والصناعية، والمستشفيات، وجامعة فؤاد الأول (القاهرة حالياً)، والمعالم الأثرية، والقناطر الخيرية، والمتحف الزراعي، وإصلاحية الأحداث كما زار المحلة الكبرى، وهي إحدى قلاع الصناعة المصرية ومدينة أنشاص ومدينة الإسكندرية التي استعرض بها الجيش المصري، وغيرها من الأماكن المهمة.
اليوم الأول
كان يوم الخميس الموافق العاشر من يناير 1946م هو يوم وصول الملك عبدالعزيز إلى مصر بدءاً بميناء السويس، واتجه موكبه إلى القاهرة يرافقه الملك فاروق وبعثة الشرف وكبار المسؤولين على المستويين الرسمي والشعبي حيث وصل الموكب الملكي إلى قصر الزعفران المعد لإقامة جلالته.
اليوم الثاني
وفي اليوم الثاني من البرنامج أدى الملك عبدالعزيز يرافقه الملك فاروق صلاة الجمعة في الجامع الأزهر، وألقى خطبة الجمعة الشيخ مصطفى عبدالرازق شيخ الجامع الأزهر، وكان موضوعها تفسير قول الله عز وجل {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (13 سورة الحجرات )، وفي مساء اليوم نفسه حضر الملك عبدالعزيز الحفل الرسمي الذي أقامته وزارة الخارجية المصرية على شرفه، وقد شهدها مائتا مدعو من كبار الشخصيات.
اليوم الثالث
في اليوم الثالث زار الملك عبدالعزيز جامعة فؤاد الأول ( جامعة القاهرة حالياً )، حيث رحب بجلالته محمود فهمي النقراشي باشا وزير المعارف بالنيابة، وكذلك الدكتور مصطفى مشرفة مدير الجامعة بالنيابة، وأشادا بجهود الملك عبدالعزيز في الذود عن العروبة والإسلام، وأن الجامعة ترد بعض ما عليها عندما تعلم ناشئة المملكة.
وحضر الملك عبدالعزيز الحفل الذي أقامته الجامعة على شرفه في قاعة الاحتفالات الكبرى بها، وكانت حافلة بكبار المدعوين من جميع الهيئات الرسمية والشعبية، كما غصت مدرجاتها بجموع الطلاب الذين بلغ عددهم ثلاثة آلاف طالب، وجلس على المنصة الوسطى أعضاء مجلس الجامعة. وقد أشارت الصحف إلى أن هذا اليوم يعد يوماً خالداً في تاريخ الجامعة، وقدمت للملك عبدالعزيز كثيراً من دواوين الشعر التي نشرت في مصر، وعدداً من الكتب في التاريخ والآداب والفلسفة الإسلامية مجلدة تجليداً فاخراً. وألقى محمود فهمي انقراشي كلمة وزير المعارف المصري بالنيابة عنه لوجوده في السودان آنذاك قال فيها: إن هذا الاحتفال في الجامعة لدليل على أن العرب في نهضتهم الحاضرة، ودعوتهم إلى التآخي والتضافر والعمل لسعادتهم ومجدهم إنما يقيمون نهضتهم على أسس ثابتة من التعليم والتهذيب، وعلى قواعد راسخة من العلوم والأخلاق. كما أوضح النقراشي باشا في كلمته أن هذه الزيارة الكريمة للعاهل السعودي الكبير إنما جاءت في أوانها متجاوبة مع الأصداء في جميع الأنحاء بجامعة الدول العربية الناشئة الفتية التي تعلقت بها آمال العرب جميعاً. كذلك أقيم مهرجان عربي تضمن عروضاً رياضية وغيرها، كما قدم بعض السودانيين رقصات شعبية أعقبها إلقاء خُطب ترحيبية، وإنشاد قصائد شعرية في هذه المناسبة الكريمة. وقدم طلبة المدارس والجامعة العروض الرياضية، وكذلك طلبة الشرطة الملكية والحربية الملكية، إضافة إلى مشاركة بضع مئات من جامعة فاروق بالإسكندرية مع زملائهم في القاهرة في تحية الملك عبدالعزيز واستقباله، وانضم إليهم كثير من طلبة طنطا وغيرها، فزاد مجموعهم عن الألف. وقد أهدت أسرة الضاد بكلية اللغة العربية الملك الضيف تحية شعرية تتضمن آيات الترحيب والحب والولاء بمقدم جلالته.
اليوم الرابع
وفي اليوم الرابع شهد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - عروض الخيل وسباقاتها في ميدان السباق.
اليوم الخامس
وفي اليوم الخامس شهد الملك عبدالعزيز عرضاً عسكرياً للجيش الملكي، ويعد آنذاك أعظم عرض من نوعه أقيم في مصر الحديثة، إذ بلغ عدد القوات المشاركة فيه 36 ألف جندي مزودين بأحدث أنواع الأسلحة. وقد بلغ عدد مصوري الصحف ووكالات الأنباء والإعلام المرئي الذين حضروا العرض مائة مصور، وهو أكبر عدد من المصورين اجتمع في احتفال رسمي في مصر في ذلك التاريخ. كذلك لم يتخلف عن المشاركة في استقبالات الملك عبدالعزيز النزلاء الأجانب في مصر على اختلاف جنسياتهم، وبينهم ضباط الحلفاء وجنودهم، كما احتفلت السفارة البريطانية بالملك عبدالعزيز، حيث أقام السفير البريطاني في مصر اللورد كيلرن مأدبة غداء في اليوم نفسه للضيف السعودي الكبير، كذلك قام الملك عبدالعزيز في اليوم نفسه بزيارة منطقة أهرامات الجيزة.
اليوم السادس
وفي اليوم السادس زار الملك عبدالعزيز منطقة القناطر الخيرية، ثم زار بعد ذ لك البرلمان المصري حيث رحب بجلالته الدكتور محمد حسين هيكل باشا رئيس مجلس الشيوخ وألقى كلمة أشاد فيها بدور الملك عبدالعزيز في دعم جامعة الدول العربية، وقال: «إن زيارتكم المباركة لبلادنا لفاتحة خير تستبشر بها الأمم العربية جميعاً، كما أن هذه الزيارة زادت روابط المودة والمحبة بين مصر والمملكة العربية السعودية توثقاً ومتانة».
اليوم السابع
وفي اليوم السابع زار الملك عبدالعزيز مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة، وألقى عبدالرحمن عزام باشا أمين الجامعة كلمة قال فيها: «إن للملكين الملك عبدالعزيز والملك فاروق الفضل الكبير في إقامة جامعة الدول العربية». وقد أطلق اسم الملك عبدالعزيز على الشارع الذي يقع فيه قصر ( المانسترلي ) مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية السابق.
البيان المشترك
وقد صدر في مساء اليوم نفسه تصريح ملكي مشترك للملكين عبدالعزيز وفاروق أثناء زيارة الجامعة أذاعته رئاسة مجلس الوزراء المصري وألقاه محمود فهمي النقراشي باشا رئيس الوزراء جاء فيه: « إن من دواعي سرورنا العظيم أن يكون إجتماعنا في هذا المكان التاريخي في الدار الجديدة لجامعة الدول العربية، تلك الجامعة التي كان من حظنا وحظ إخواننا ملوك العرب وأمرائهم ورؤسائهم أن يضعوا أساسها وأن يرعوها، فيقيموها على دعائم من التعاون والتكافل لخير العرب وخير البشر كافة، ويستجيبوا بذلك لرغبات الشعوب العربية وأملها، نحن نرغب في أن تضرب جامعتنا دائماً للناس جميعاً المثل في تعاون صادق بين جماعة من الدول، متضافرة على سلامتها المشتركة ومتكافلة في صيانة حريتها واستقلالها. ونحن واثقون أن جامعتنا، وهي تؤدي هذه الرسالة بين العرب، لا تريد علواً واستكباراً على أمة أخرى، بل نرى أن من أسمى مقاصدنا ومقاصدها التعاون مع أمم الأرض كلها على البدر والحق والعدل والسلم الدائم، ونحن كذلك نثق بأن جامعتنا التي تربأ بنفسها عن كل تفكير في العدوان على غيرها تحرص كل الحرص على أن تدافع عن الحق والعدل والحرية. ولم يكن المجهود العظيم الذي يبذله ملوك العرب وأمرائهم ورؤساؤهم وحكوماتهم وشعوبهم لنصرة عرب فلسطين إلا تحقيقاً لمبادئ الحق والعدل، ونحن نشارك المسلمين والعرب جميعاً في إيمانهم بأن فلسطين بلاد عربية، وأن من حق أهلها، وحق المسلمين والعرب معهم، أن تبقى عربية كما كانت دائماً، وإنا لنقدر كل التقدير ما يرمي إليه ميثاق الجامعة العربية من أن يكون لكل قطر عربي حقه الواضح في تقرير مصيره والتمتع بحريته الكاملة، ويسعدنا أن تسير الأقطار العربية بخطى ثابتة نحو الوحدة، وتضع من النظم ما يزيد في التقارب بينها وإحكام صلاتها، ويؤدي إلى تبادل المنافع والخيرات لتسعد جميع طبقات الأمة العربية بعيش أرغد، وتنعم بالثمرات الكثيرة التي وهبها الله سبحانه أرضهم وبلادهم، ونحن واثقون كل الثقة في أن الشعوب العربية التي تتمثل آمالها في جامعة الدول العربية لا تريد إلا السلم والحق والإخاء العام، وستهتدي بسيرة أسلافها لتحقق المثل العليا التي يوجهها إليها تاريخ العرب ونهضتهم العظيمة ودعوتهم للمساواة العامة بين الشعوب والطوائف والأفراد، فتتعاون جامعتنا مع المؤسسات الدولية التي تقدمها الأمم المتحدة لتحقيق حرية البشر والعدل والإخاء، فتكفل للحضارة الإنسانيةيراً موفقاً في ظلال سلم دائم.
اليوم الثامن
وفي اليوم الثامن زار الملك عبدالعزيز مصانع شركة مصر للغزل والنسيج في المحلة الكبرى حيث تجول بأقسام المصنع المختلفة، وأقامت إدارة الشركة مأدبة غداء على شرفه ومرافقيه من كبار الشخصيات، ثم قابل الملك عبدالعزيز بعد ذلك عقب عودته من المحلة الكبرى إلى القاهرة عدداً من الوفود العربية.
اليوم التاسع
وفي اليوم التاسع زار الملك عبدالعزيز المزارع الملكية في أنشاص حيث شاهد الحدائق الملكية ومحطات الري، وأقيمت للملك مهرجانات عدة للترحيب به.
اليوم العاشر والحادي عشر
وفي اليوم العاشر زار الملك عبدالعزيز مدينة الإسكندرية التي استقبلته استقبالاً حماسياً رائعاً على المستويين الرسمي والشعبي وكان قصر رأس التين مقرا لإقامته، وزار منطقة الميناء وأقسامها المختلفة، واجتمع مع الملك فاروق في قصر المنتزه، ومكث بالإسكندرية اليوم الحادي عشر.
اليوم الثاني عشر
غادر الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - الإسكندرية في صباح اليوم الثاني عشر بعد أن أجرى عددا من المقابلات، واختتمت الزيارة بمأدبة غداء أقامها الملك فاروق في قصر عابدين في اليوم نفسه. والتقى الملك عبدالعزيز بعد ظهر اليوم نفسه بقصر الزعفران نقيب الصحفيين فكري أباظة، وأعضاء مجلس النقابة، وعدد من كبار الصحفيين المصريين. وقد رحبت الصحافة المصرية ( على اختلاف نزعاتها الحزبية ) بالملك عبدالعزيز، وبالزيارة الملكية التاريخية في صفحاتها الأولى، وتتبعت أخبار الزيارة وبرنامج ها، والتصريحات الملكية وكلمات الترحيب، سواء بالكلمة أو بالصورة، إلى جانب المقالات العديدة عن العاهلف السعودي والمملكة. وقد شارك الطلبة السعوديون الموجودون بمصر آنذاك في استقبال ملكهم خير استقبال، وقد اجتمع جلالة الملك عبدالعزيز بالطلاب السعوديين الذين حضروا بين يدي جلالته وزودهم بنصائحه القيمة. وفي اليوم الأخير للزيارة التاريخية للملك عبدالعزيز لمصر الموافق الثلاثاء الثاني والعشرين من يناير 1946م غادر الملك عبدالعزيز الأراضي المصرية قبل المغرب من ميناء السويس بعد أن أمضى في ضيافة مصر ملكاً وحكومة وشعباً اثني عشر يوماً، غادر اليخت الملكي «المحروسة» بجلالة الملك عبدالعزيز عائداً إلى جدة.
المصادر: (مكتبة الملك فهد الوطنية)