ثمانية عشر باحثاً يقرؤون «نقد» القصة القصيرة في المملكة بملتقى النقد السادس ">
الثقافية - محمد المرزوقي:
تنطلق في تمام الساعة السادسة وخمس وأربعين دقيقة، من مساء اليوم فعاليات «ملتقى النقد الأدبي في المملكة العربية السعودية» في دورته السادسة، تحت عنوان: «القصة القصيرة في المملكة: مقاربات في المنجز النقدي»، الذي ينظمه النادي الأدبي الثقافي بالرياض، وتقام الفعاليات في فندق مداريم كراون مقر إقامة الضيوف، حيث يتضمن حفل الافتتاح كلمة لرئيس مجلس الإدارة المشرف العام على الملتقى الدكتور عبدالله الحيدري، ثم كلمة الباحثين المشاركين يلقيها نيابة عنهم الدكتور عبدالرزاق حسين، ثم كلمة للشخصية المكرَّمة القاص جبير المليحان.
كما يشارك في الملتقى 18 باحثاً وباحثة من السعوديين والعرب من مختلف الجامعات السعودية بأوراق تتناول نقد القصة القصيرة.. صرح بذلك رئيس مجلس إدارة النادي المشرف العام على الملتقى الدكتور عبدالله الحيدري، قائلاً: انطلقت الدورة الأولى من ملتقى النقد في المملكة العربية السعودية في عام 1427هـ/2006م، وأعلن وقتها أنه سيعقد كل سنتين، وانتظمت دورات الملتقى بعد ذلك كما خُطط لها مع تغيّر مجالس إدارة النادي أكثر من مرة، وهذا الانتظام يؤكد وضوح أهداف الملتقى، إذ ينفرد من بين ملتقيات الأندية الأدبية جميعاً بالتخصص في مجال النقد وتقويم الجهود النقدية السعودية وتحديد مسارها وبيان أثرها.
وقال الحيدري: إضافة إلى ذلك يسعى الملتقى إلى العناية بكل الدراسات النقدية العربية التي توجهت إلى النصوص الإبداعية السعودية، وإذا كنا هذا العام بصدد انعقاد الدورة السادسة من الملتقى، فإننا نشعر ومعنا كل المشاركين في الدورات الماضية والراصدين لمسيرته وأثره، بأن الملتقى أصبحت له قدم راسخة في المشهد الثقافي السعودي، وأصبحت بحوث الدورات الخمس الماضية مراجع يُعتد بها في هذا السياق.
من جانب آخر أشار رئيس اللجنة التحضيرية الدكتور صالح علي الحمود إلى أن الجلسة الأولى تتضمن ورقتين خاصتين بالشخصية المكرَّمة، والورقتان هما: (جبير المليحان: إنساناً وقاصاً) لخالد اليوسف، و(النقد في موقع القصة العربية لجبير المليحان) لسلطان الخرعان، ويدير الجلسة عبدالرحمن السلطان. أما الجلسة الثانية فتبدأ صباح يوم الأربعاء 6-4-2016م وفيها ثلاثة بحوث، وهي: (النقد التطبيقي للقصة القصيرة في المملكة العربية السعودية في جامعة أم القرى) للدكتورة ليلى شعبان رضوان و(التلقي الأكاديمي للقصة السعودية القصيرة) للدكتورة زاهية جويرو، و(تحوّل النظرة النقدية حول القصة القصيرة) لمنى الحضيف.
وعن ثالث جلسات الملتقى قال المحمود: في هذه الجلسة ثلاثة بحوث، وهي: (هواجس البدايات في كتابة القصة القصيرة مقاربة في شهادات لقاصين وقاصات) للدكتور حسين المناصرة، و(شاهد ومشهود مراجعات في الشهادات الإبداعية لكتاب القصة القصيرة في السعودية) لمحمد الراشدي، و(القصة القصيرة السعودية المعاصرة قراءة في الوعي الفني والجمالي لدى نخبة من كتاب القصة السعوديين) للدكتور يوسف حسن العارف.. تليها الجلسة الرابعة بثلاثة بحوث، وهي: (فاعلية النقد: قراءات في نماذج من البحوث المقدمة لندوة كرسي الأدب السعودي) للدكتور أبو المعاطي الرمادي، و(سؤال المنهج في أطروحة القصة القصيرة في المملكة العربية السعودية للدكتور سحمي الهاجري) للدكتور محمد الكحلاوي، و(قراءة في كتاب الجدار والإنسان الفصل الرابع: السردية الكابوسية والمكان في القصة القصيرة السعودية «البيت والشارع والعراء نموذجاً») لسعد بن سعيد الرفاعي.
وأضاف المحمود: الجلسة الخامسة تضم أربعة بحوث، وهي: (تحليل السرد في القصة السعودية وبناء التأويل: دراسة في المقاربات النقدية) للدكتور إبراهيم سعيد السيد، و(آفاق تلقي الشخصية في القصة القصيرة السعودية) للدكتور عاصم بني عامر، و(القصة القصيرة السعودية بين مطرقة الناقد وسندان المبدع: قراءة نقدية) للدكتور سليمان عبد الحق، و(جيل التأسيس النقدي في دراسة القصية القصيرة في السعودية) لقليّل بن محمد الثبيتي.
وقال المحمود: تعقد صباح الخميس 29-6-1437هـ الجلسة السادسة وتتضمن ثلاثة بحوث وهي: (القصة القصيرة السعودية في رؤى النقاد العرب: قراءة في منجز الناقد د.محمد صالح الشنطي) للدكتور ولد متالي لمرابط أحمد محمدو، و(ضمير النقد العربي للقصة القصيرة السعودية: مرحلة البدايات والتحولات (1970ــ2000م)) للدكتور أميرة علي الزهراني، و(النقاد العر ب ومناهج النقد في القصة القصيرة السعودية: دراسة انتقائية لأهم الإصدارات النقدية) للدكتور عبدالرزاق حسين.. وصولاً إلى الجلسة السابعة والأخيرة التي تعقد الساعة 11.30 ضحى، وهي مخصّصة للبيان الختامي والتوصيات.
وعن الدراسة الأولى عن «الشخصية المكرمة» التي تحمل عنوان (جبير المليحان: إنساناً وقاصاً) لخالد اليوسف، تطرق إلى أن البداية الطبيعية في كتابة القصة القصيرة، وأنها خطوات حثيثة للتطور والتقدم والتحول في كتابتها التقليدية إلى الكتابة الأحدث، وهذا بوصفه ما تم مع المبدع جبير المليحان في بداية السبعينيات الميلادية، وجاء الإصرار مصاحباً لكل خطواته، قراءة ومتابعة لأجيال وأسماء لها حضور عربي في القصة القصيرة، ثم إصراره على الاطلاع والكتابة والنشر، لم يلتفت للمرجفين والمثبطين والكسالى، بل صاحب الأسماء التي تبحث عن النص الجديد، فتجمع عدد منهم في المرحلة نفسها، ليكونوا نواة لجيل جديد تولوا زمام المبادرة لخروج القصة القصيرة من التقليدية إلى الحداثة الشكلية والمضمون والهدف؛ لكن ماذا جرى لجبير المليحان وبعض مجايليه ليلقوا أقلامهم ويبعثروا أوراقهم وكتاباتهم في الفضاء، ثم يغيبون لسنوات طويلة؟ هذا ما تجيب عنه هذه الورقة.
بينما تأتي الورقة الأخرى عن المليحان بعنوان (النقد في موقع القصة العربية لجبير المليحان) يقدمها سلطان الخرعان، من منظور أن نقد النقد يعد من أهم الأعمال النقدية التي يحتاجها المجتمع اليوم؛ لأنه يقوِّم الأعمال النقدية، من خلال مراجعة قراءتها، وبيان ما فيها من جوانب القصور، ومناطق القوة.. ولذلك جاءت الورقة لدراسة النتاج النقدي في موقع القصة العربية لمؤسسه جبير المليحان. وقد حفل الموقع بكثير من القصص، وعلَّق على هذه القصص جملة من النقاد والمتذوقين، فكانت الآراء النقدية على القصص مجالاً مهماً يجيب عن أسئلة الورقة التي تعد من الأسئلة المهمة في حقل الدراسات النقدية.
ويضيف الخرعان: كان السؤال الأبرز في الورقة، ما مدى إسهام النقد في جودة العمل القصصي؟ وما أكثر أنماط النقد الأدبي وجوداً في الموقع؟ وهل كان النقد موجهاً من فئة واحدة، أو كان نقداً متنوعاً منفتحاً على جميع الأصعدة؟ سواء كانت على مستوى الأشخاص أو مستوى النتاج القصصي.
وفي ورقة بحثية بعنوان (تحليل السرد في القصة السعودية ونظرية التأويل: دراسة في المقاربات النقدية) لإبراهيم السيد قال عنها البحث: يقوم العمل القصصي الإبداعي على ركيزتين أساسيتين هما: الحوار والسرد، ولكل منهما دوره في البناء الفني. ومع ظهور نظريات التحليل السردي في النقد الأدبي، وتنوع مشاربها، واتساع حدودها، تشكلت لدى النقاد اتجاهات عدة في تحليل السرد تنظيرًا وتطبيقًا.
وأضاف السيد: يأتي هذا البحث ليكون قراءة نقدية على تنميط الاتجاهات السردية في نقد العمل القصصي، وهو بذلك يقع ضمن مجال نقد النقد، ويرتكز على ثلاثة محاور، هي: نقد العناصر السردية وفضاءات التأويل، وتحليل البنية السردية وإمكانات التأويل، والمرتكزات السردية التأويلية في النقد القصصي. ثم يعقب ذلك ذكر لأهم النتائج التي انتهى إليها البحث، وتذييل بقائمة لأهم المصادر والمراجع.
أما في ورقة الدكتورة أميرة الزهراني، التي ستقدمها بعنوان (ضمير النقد العربي للقصة القصيرة السعودية) فتتناول هذه الدراسة واقع النقد العربي، غير المحلي، للقصة القصيرة السعودية، في مرحلة البواكير على وجه الخصوص.. حيث تلبسه بجملة من الآفات النقدية، التي برزت للدارسة، من خلال فحص عدد كبير من الدراسات النقدية؛ سواءً التي استقلت بالقصة القصيرة السعودية في مؤلف، أو كانت القصة ضمن فصل من فصول الكتاب، أو أُفردت الدراسة لكاتب سعودي بعينه، والأخرى المتفرقة كالمقالات والمقدمات والرسائل العلمية.
تقول الزهراني: جاءت تلك العلل النقدية متمثلة في العناوين البرّاقة المخاتلة، والإطراء الذي يصل حد الاستخفاف، والانطباعية الكسولة في الاكتفاء بما يحوم حول النص، وتحميل نصوص متواضعة نظريات ومقولات أكثر مما تحتمل، ومنح الكاتب المبتدئ ألقاباً فروسية عظمى... فضلاً عن تبني مجمل تلك الدراسات مناهج نقدية تقليدية، لا تغامر في دراسة بنية النص الجمالية من الداخل، كما ستقف الدراسة - بمشيئة الله - على ما خلَّفه هذا النقد من إشكاليات إبداعية أثَّرت - إلى حد كبير - في مصير القصة القصيرة السعودية ومستواها.
وفي ورقة بحثية بعنوان (فاعليّة النقد: قراءة في بحوث ندوة كرسي الأدب السعودي: القصة القصيرة) للدكتور أبو المعاطي الرمادي، يؤكد فيها أهمية النص النقدي الأدبي بوصفه منجزاً إبداعياً تفوق قيمته قيمة النصوص الأدبية، فهو يمتاز عنها بدوره في تقدير النص الأدبي تقديراً صحيحاً، وبيان قيمته ودرجته الأدبية، وتفسير ما غمض فيه، وفك شفراته ليستطيع القارئ التفاعل معه، التأثر به. وهو دور يحتاج إلى قدرات عقلية خاصة، وذائقة فنية متميزة، إضافة إلى الدربة والمران/ ولكي يكون النص النقدي نصاً فاعلاً يجب على الناقد الالتزام بمنهج نقدي واضح، لا يحيد عن أسسه ومنطلقاته، والحرص على دقة المصطلح ووضعه فيما وضع له، والتخلي عن الأحكام العاطفية المحولة النقد إلى درب من دروب الدعاية المستكرهة، والفكاك من أسر البريق اللغوي الزائف، حتى لا يتحول نصه النقدي إلى سراب جاذب للعين، خال من القيمة.
وقال الرمادي: طبعت بحوث ندوة كرسي الأدب السعودي في كتاب من جزأين، ضم بين دفتيه خمسة وثلاثين بحثاً، بعضها أضاف للنصوص القصصية وكشف عن جوانب مجهولة فيها، وبعضها جاء عبئاً على النصوص، بسبب عدم الوعي بأهمية النقد، والفوضى المنهجية! حيث تسعى هذه الورقة إلى مناقشة ما في بعض هذه البحوث من عوار نقدي، يمكن تلخيصه مبدئياً فيما يلي: الخطابية المباشرة، وتهميش القراءة، وقلق المصطلح، وضعف الوعي النقدي، كما أنها ستقف على ما تميز من بحوث، عارضة أسباب التميز؛ فبضدها تتميز الأشياء.
وفي ورقة بعنوان (جماليات الشارع في القصة القصيرة السعودية لدى الناقد حسين المناصرة: الجدار والإنسان نموذجاً) يقدمها سعد الرفاعي، فتستعرض دراسته تناول الناقد حسين المناصرة للمكان (الشارع) لدى كل من: فهد المصبح وعبد الحفيظ الشمري وعبدالعزيز الصقعبي ومحمد الشقحاء وجبير المليحان، وتحديد الجماليات المشتركة في التناول النصي وتقنية توظيف الشارع في النص، ثم تنطلق إلى تحديد الافتراق الإبداعي بين كل شارع وآخر بحسب تناول الناقد لذلك، ثم تنطلق الورقة إلى تقديم قراءة أخرى تتلمس الجماليات المكانية في النصوص من وجهة نظر مغايرة مع استدعاء شواهد نصية أخرى للقُصاص المستهدفين في القراءة بما يدعم القراءة ومدى اتفاقها أو افتراقها عن القراءة النقدية السابقة.
وقال المناصرة: تعتمد هذه المقاربة على مدونة الكتاب النقدي الذي جمعه وأعده الأستاذ خالد اليوسف، بعنوان «القصة القصيرة السعودية: شهادات ونصوص» ( 2013م)؛ إذ يضم هذا الكتاب خمسًا وعشرين شهادة لخمسة وعشرين قاصًا، وهذا العدد من الشهادات كافٍ للتعرف في مستوياته المختلفة إلى عوامل عديدة أسهمت في توليد حراك إبداع القصة القصيرة لديهم، بالنظر إلى أن المبدع - عمومًا - يحرص في أي شهادة إبداعية يقدمها عن نفسه أن ينظر بدءًا إلى بداياته في كتابتها، بصفتها هاجسه الأول في الكتابة الإبداعية في أي فن من الفنون!
وختم المناصرة حديثه عن ورقته قائلاً: ستستفيد هذه المقاربة أيضًا من مرجعيات أخرى لشهادات أو حوارات لهؤلاء القاصين والقاصات في مجال هاجس بداياتهم تحديدًا، وقد تعمدت أن أستخدم كلمة (هاجس) في عنوان هذه المقاربة، بالنظر إلى أن الهواجس هي ما يخطر ببال الإنسان من أفكار وصور عن موضوع استرجاعيًا أو استشرافيًا؛ فالاسترجاعي الذي يهمنا في هذه المقاربة، لا يكون يقينيًا بقدر كونه تخييلاً أو تصورًا لماضٍ، لا يستعاد حرفيًا أو بسهولة ويسر!.