كتب - عبدالله الهاجري:
ذهب الملحن ناصر الصالح برأيه «بعيدا»، بالتقليل من حضور نجوم الأغنية السعودية، ووصفهم بالضائعين المتخبطين الممارسين بصوتهم أغانٍ شوارعية، واستمر الصالح في هجومه الغير مبرر على نجوم الأغنية وشبابها، مستثنياً فقط الفنان عبادي الجوهر والفنان راشد الفارس، أما البقية فقد أصابهم الصالح بكل أوصاف لا تليق بنجوم صنعوا مجداً للأغنية السعودية وبالذات من كبارالقوم في الأغنية.
ليست المرة الأولى التي يمارس فيه الصالح إبداء رأيه - وهذا من حقه - ولكن ما تحدث به أخيراً عبر إذاعة الكويت ومن خلال برنامج يستمع له الكثير، وبحضور صحفيين، كان حديثا مخجلا، لم أكن أرغب في سماع الصالح وهو يتحدث بمثل هذا الكلام عبر محطة خليجية، في جوانب من حديثه اتفق معه، ربما الغيرة على الأغنية السعودية هو سبب حديثه، أزعم أن حرصه على تطور الأغنية ومواصلة هيمنتها العربية، وإظهارها بالشكل اللائق هو هدفه، لكنه أخطأ تماماً في التعبير عن رأيه، ولم يدرك إطلاقا للآليات التي يستطيع به إيصال رسالته.
استمعت لحلقته في القايلة عبر إذاعة الكويت، هناك التقاء بين ما تحدث به الصالح وبين ما أومن به، على الأقل في حال الأغنية السعودية وتدهورها، وهذا ليس بغريب، فمنذ فترة والجميع يتحدث عن مرحلة «الحضيض» الفني.
صحيح بأننا نملك الأصوات الغنائية الناضجة والشابة، ولكننا افتقدنا للشعراء وافتقدنا أكثر للملحنين، الساحة اللحنية فقدت في السنوات السابقة عددا من أهم الملحنين - رحمهم الله جميعا - كعمر كدرس، محمد شفيق وصالح الشهري وغيرهم، كما أن بعض كتاب القصيدة الغنائية توقفوا «تماما» عن الكتابة العاطفية رغم حضورهم في الأغنية الوطنية، ولم يعد يوجد لدنيا إلا القلة، منهم الدكتور عبدالرب إدريس وناصرالصالح -إذا أراد- مع كافة الاحترام للشعراء والملحنين المتواجدين في الساحة، وعدم ذكرهم لا يلغي إطلاقاً حضورهم، أقول بأن الساحة الغنائية السعودية تعاني من غياب عنصرين من الثلاثة المهمة لإكمال نجاح أي أغنية، العنصر الموجود هو فقط الفنان، ولهذا فإنني أرى أن تهجم الصالح على نجوم الأغنية السعودية كان مجانباً للصواب ومجافيا للحقيقة، ولم يقرأ الساحة إطلاقاً قبل أن يتحدث بتلك الآراء، ولهذا فأنا أسأل الصالح: أين هو من أصوات الفنانين، ولماذا هؤلاء الأربعة، محمد عبده، رابح صقر وراشد الماجد وعبدالمجيد عبدالله، لم يقدموا أي عمل من ألحانه في الفترة الأخيرة.
لماذا انحصرت الأعمال التي جمعته مؤخراً معهم في الأغاني الخاصة وأغاني الزواجات، والأهم، كيف يبني رأيه ويتحدث عن فنانين هم في الأساس قبله في الساحة، بل أن بعضهم غنى قبل أن يسمع ناصر الصالح أول أغنية في حياته، لماذا هذا الهجوم على من وضع وأسس للأغنية السعودية قواعد النجاح.
لست هنا ضد رأي ناصر الصالح، هذا حقه كاملاً، لكن هناك طرق وأساليب في إيصال رأيه، إذا كان مبني على حقائق كاملة، أم أن الأمر بأن محمد أو راشد أو عبدالمجيد لم يغنوا من ألحانه، فهنا تشخيص الواقع بناء على مصالح خاصة، تهدم كل رأي جميل، هل يتوقع ناصر الصالح وهو من أهم الملحنين في الساحة، بأنه بعد رأيه هذا قد كسب المعادلة، وسيغير قواعد اللعبة، بالعكس تماما، فقد انقلبت الطاولة عليه، وآرائه التي قالها، وصلت للفنانين ولم يعجبهم إطلاقاً تلك الأساليب، لا أتوقع على الأقل في الوقت المنظور أن يقوم أحد الفنانين الأربعة بالتعاون مجدداً مع ناصر الصالح، وبما أن الصالح قد أكد بأنه لن يتعاون إطلاقاً مع الفنانين الشباب، فمن بقي له في الساحة؟