سلطان المهوس
بكل برود أجاب رئيس اتحاد الكرة تلفزيونيا عن سؤال يتضمن الأسباب وراء تأخر إصدار قرار بشأن احتجاج نادي الاتحاد المقدم منذ 44 يوماً بشأن ما حدث من حكم لقاء الفريق أمام القادسية،
حيث قال عيد: «الحقيقة أخذ الموضوع أكثر من وقته وهو - يعني القرار - فوق مكتبي لكني انشغلت في الفترة الماضية مع المنتخب ولم يكن لديّ الوقت الكافي».
في الوقت الذي يعلق فيه عيد على احتجاج الاتحاد كانت رعاية الشباب تمهد لبنات الخصخصة عبر مؤتمر النتائج الأولية للجنة تحديد عدد الأندية الممارسة للعبة وغير الممارسة، ويكفي هذا التباين البسيط بين المسارين لكشف وهم موضوع خصخصة الأندية المرفوع لجهات عليا، فالتفاصيل الصَّغيرة تخلق مشاكل كبيرة وعلى اعتبار أن كرة القدم الأشهر والأعلى كعبا فسيكون الربط بين الأمرين ممكنا وواقعياً ومنطقياً.
الخصخصة تنطلق أولا من خلال قاعدة صلبة ومتينة من الأنظمة التي تحكم من يديرون الأنظمة الرياضية، بحيث لا يكون هناك مجال ليتحكم مسؤول أيا كان منصبه بمجريات النظام أو يتفنن بتغييره بحسب هواه أو يضع من الأنظمة ما يتوافق مع نزعة السلطة، فنحن لا نريد خصخصة بمواصفات سعودية فإما النهوض كاملاً أو البقاء بنفس المكان حفظاً للجهد والمال والوقت لدينا تجربة قريبة من هذا النوع، إنها تجربة الاحتراف الكروي للاعبي الدوري الممتاز ودوري الدرجة الأولى التي فشلت بكل المقاييس منذ انطلاقتها قبل خمسة وعشرين عاما، حيث تم وضع احتراف بمواصفات سعودية وليست دولية والكل يشاهد النتائج الآن ولا داعي أبداً للتفصيل.
لا يمكن أن ننجح بالخصخصة دون تحديد دقيق لمهام كل مسؤول وكل عامل وبرقابة لها من الصلاحيات اللازمة لتقزيم السلطوية وفتح مناخات المحاسبة وكذلك الثقة وصولا لتركيبة حقيقية للنجاح، فالبدء بخصخصة الأندية دون خصخصة رعاية الشباب واللجنة الأولمبية واتحاد الكرة (إدارياً) مشروعاً غير قابل للنجاح أبدا فالتغيرات القيادية بتلك المؤسسات تأتي - وفق الواقع - بمنهجيات مختلفة تهدم سابقها وهو ما لا يتوافق مع ألف باء الخصخصة، ولهذا فسيكون غسل الدرج منطقيا من الأعلى وليس من الأسفل.
التطورات تتسارع من حولنا بشكل أسرع وأعمق وعلينا اللحاق بمنافسينا وخدمة شبابنا الرياضي بما يضمن لهم الاستقرار الدائم والمنهجية الثابتة، فالأشخاص يتغيرون لكن العمل يجب أن يتواصل وكفانا تجارب كثيرة غير ناجحة مع التقدير الرائع لكل التجارب الناجحة.
جدية الأمير النشيط عبد الله بن مساعد جديرة بالتقدير وإن كان لي من نصيحة فسأطالب بأن يفتح نوافذ مشروعات التطوير للعلن ضمانا لمشاركة أقوى لمن يهمهم الأمر، فما خاب من استشار خاصة أصحاب الشأن من الأندية أو من الحكماء المعاصرين لواقعنا الرياضي والشبابي وليثق أن كل مشروع ناجح يبهجنا ويسعدنا بل يغير من رتم واقعنا.
قبل الطبع:
الثقة.. لا تتجزأ