د. حمد بن عبدالله القميزي ">
في حياتنا هناك خطوط حمراء لا نرضى ولن نرضى المساس بها، فديننا خط أحمر نحميه وندافع دونه، وأمننا في بلادنا ودولتنا خط أحمر نحميها ونقاتل دونها، وقيادتنا وولاة أمرنا خط أحمر نلتف حولهم لتزيد لحمتنا وتقوى علاقتنا ووحدتنا.
فبالإيمان بالله ثم بالأمن في الوطن وبالقيادة الحكيمة تتوحَّد النفوس، وتزدهر الحياة، وتغدق الأرزاق، ويتعارف الناس وتُتُلقى العلوم من منابعها الصافية، وتتوثق الروابط بين أفراد المجتمع، وتتوحَّد الكلمة، ويأنس الجميع، ويتبادل الناس المنافع، وتقام الشعائر بطمأنينة، وتتحقق المواطنة الصادقة.
إن الأمن في الأوطان نعمة عظيمة، قَالَ عنها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِناً فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا». وتؤكد النصوص الشرعية والعقول السليمة أن الأمن مقصدٌ عظيمٌ، شُرِع له من الأحكام والقوانين ما يكفُلُه ويحفظُ سِياجَه. فقد حرمت كل فعلٍ يؤدي إلى العبث بالأمن والاطمئنان والاستقرار، وحذَّرت من كل عملٍ يبُثُّ الخوف والرعبَ والاضطراب، وذلك من أجل المحافظة على نعمة الأمن والأمان، وامتداداً لهذه الأحكام أصدرت الدولة الأنظمة ووضعت القوانين في تحديد عقوبات من يتعرض لأمن الناس واستقرارهم، وجندت الأجهزة والرجال سعياً لتحقيق أمن وارف في البلاد.
وقد نصت الأعراف والاتفاقيات الدولية على ضرورة حماية وتأمين الحدود بين الدول لمنع المعتدين والمتسللين والمخربين ومهددي الأمن، وأوكلت قيادتنا تلك المهمة لسياج أمني مكون من رجال بواسل وجنود أقوياء أوفياء، وهدف هذا السياج حماية الوطن من كل ما يهدد أمنه واستقراره، وبالتالي حماية أبناء الوطن.
المطلوب: إن ما نعيشه في وطننا ومن حولنا من أحداث وتهديدات يجعلنا نتحد جميعاً للوقوف صفاً واحداً مع قيادتنا ورجالنا وجنودنا البواسل على حدودنا بكل ما نملك، للتصدي لكل محاولات المعتدين والحاقدين والخارجين على الأمة والدولة، ويتطلب منا تفعيل ادوارنا الوظيفية والاجتماعية والاقتصادية، وتقوية لحمتنا الوطنية، وتجاوز خلافاتنا المزمنة وأحياناً خلافاتنا المفتعلة، وعدم السماح لأولئك الذين يصطادون في المياه العكرة ويستغلون المواقف العفوية لخلخلة الأمن وتفريق الصف وزعزعة الثقة بين القيادة وأبناء الوطن. فالدين والأمن والقيادة خطوط حمراء.
- جامعة المجمعة