زيارة الملك سلمان تجسيد لأواصر العلاقات بين الشعبين السعودي والمصري ">
القاهرة - مكتب الجزيرة - علي فراج - نهى سلطان - ياسين عبد العليم:
رحب علماء الأزهر الشريف وفي مقدمتهم الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر، مشيدين بقوة العلاقات بين المملكة ومصر التي وصلت إلى حد التعاون الاستراتيجي بفضل التقارب والود بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس عبد الفتاح السيسي، ولفت علماء الأزهر إلى المواقف المضيئة التي اتخذها وتتخذها المملكة وقادتها وشعبها لدعم واستقرار مصر على مر العصور، وأوضح علماء الأزهر في تصريحات خاصة لـ»الجزيرة» أن الأخوة في الدين والعروبة والقرب الجغرافي، وتبادل الود بين الشعبين جعل من العلاقات المصرية السعودية نموذجا مختلفا عن بقية العلاقات الثنائية بين الشعوب، لا شك أن زيارة خادم الحرمين الشريفين لمصر تعد زيارة تاريخية بكل المعايير؛ لأنها الأولى منذ تولي الملك سلمان الحكم والكل ينتظرها على المستوى الشعبي؛ لكونها تمثل رمزا للعلاقة الخاصة التي تربط البلدين.
في البداية، رحب فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر، وقال: إن موقف خادم الحرمين الشريفين في دعم مصر يبرهن على أن المملكة هي حصن العروبة والإسلام، وأكد الطيب أن علماء الأزهر وطلابه وبقية الشعب المصري بكافة فئاته وطوائفه يكنون كل احترام وتقدير لما يقدمه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز من خدمات لمصر وشعبها وما يقوم به تجاه الأزهر، متمنيا للقيادة والشعب في المملكة المزيد من الرفعة والتقدم، فيما لفت شيخ الأزهر إلى أهمية القمة السعودية المصرية المرتقبة التي سوف تجمع الملك سلمان والرئيس عبد الفتاح السيسي، وهما زعيمان كبيران يقودان أكبر وأهم بلدين في المنطقة العربية وفي اجتماعهما دائما الخير كله للعرب وللمسلمين، وأشاد شيخ الأزهر بالعلاقات التي تربط مصر بالمملكة ووصفها بأنها علاقات وطيدة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، وأكد شيخ الأزهر أن تعاون وتكاتف القاهرة والرياض سوف يساهمان بإذن الله في إنقاذ الأمة من المؤامرات التي تحاك لها من قبل أعدائها في الداخل والخارج، وقال الطيب: إن الأمة الإسلامية ليس أمامها سوى التعاضد والتكاتف في مواجهة كافة التيارات المنحرفة التي تحاول تشويه صورة الإسلام والمسلمين،كما وصف شيخ الأزهر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الذي دعا إليه خادم الحرمين، بأنه «نواة لوحدة حقيقية بين العرب والمسلمين، متمنيا أن يكون هذا التحالف نواة لوحدة حقيقية بين شعوب الأمة العربية والإسلامية، في الظرف الدقيق والبالغ الحرج في تاريخ الأمتين، وقال شيخ الأزهر إن المملكة في قلب كل مصري مؤكداً أن الملك سلمان صاحب دور ناصع في خدمة مصر والعروبة والإسلام ودائما ما يسعى حثيثا لتعزيز أواصر التعاون من أجل السلام والاستقرار بالمجتمع الإسلامي.
من جانبه، قال الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية: إن مصر قيادة وشعبا تنتظر بترحاب ومحبة زيارة خادم الحرمين الشريفين، صاحب التاريخ الطويل في دعم ومساندة مصر، وشدد علام على أن المملكة ومصر هما قطبا الأمن والاستقرار في المنطقة، وصاحبا الدور الريادي في قيادة الأمة نحو التقدم والاستقرار، وأضاف مفتي مصر أن مصر والمملكة هما الحارسان الأمينان على ثغور الإسلام والمسلمين من كل مكائد الأعداء والمتربصين من الداخل والخارج. ولفت مفتي مصر أن العلاقة بين البلدين الشقيقين هي الضمانة الأقوى والعمود الفقري لأمن المنطقة واستقرارها، مشيراً إلى أن المصريين جميعاً يرحبون بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر مقدرين ومثمنين الدور السعودي الداعم لمصر على كافة الأصعدة، وقال علام: إننا في مصر ندرك تماماً أن العلاقات بين البلدين هي علاقات إستراتيجية دائمة ومصيرية، ونحن على يقين أن المرحلة المقبلة ستشهد تعميقاً متزايداً وتمتيناً أقوى للعلاقات بين البلدين على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية.
كما أعرب وزير الأوقاف المصري الدكتور محمد مختار جمعة عن ترحابه الشديد بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود المرتقبة إلى مصر بالتاريخية وقال إنها تمثل رمزا للعلاقة الخاصة التي تربط البلدين، ولفت وزير الأوقاف المصري أن علاقات مصر بالمملكة تمتلك من الخصوصية التي تحول دون دخول أطراف أخرى وتأثيرها عليها، وشدد على أن زيارة خادم الحرمين الشريفين لمصر تعد زيارة تاريخية بكل المعايير،خاصة أنها تأتي في لحظة غير مسبوقة في تاريخ العالم العربي بما تشهده من تحديات كثيرة والاضطرابات التي تواجهها والتشاحن الإقليمي، وهي تحديات لا يمكن التعامل معها إلا إذا وقفت الدولتان مصر والمملكة صفا واحدا وفي خندق واحد، وأكد الدكتور مختار جمعة على قوة ومتانة العلاقات بين مصر والمملكة في مختلف المجالات ومنها الدينية، مبينا أنها تحظى برعاية خاصة من الرئيس السيسي والملك سلمان، كما أشاد وزير الأوقاف المصري بدعوة خادم الحرمين الشريفين إلى ضرورة توحيد الصف في مواجهة الإرهاب.
كما أكد الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق ترحيبه الشديد بالزيارة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين لمصر مؤكدا أن هذه الزيارة تكتسب أهمية بالغة في هذا الوقت بالذات خاصة وأن أمتنا العربية والإسلامية تمر بظروف صعبة تتطلب التشاور والتنسيق المستمرين بين قادتها أمثال الرئيس عبد الفتاح السيسي وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خاصة وأن القائدين الحكيمين يؤمنان بأهمية تضامن العالمين العربي والإسلامي ودعم العمل المشترك مع الدول العربية والإسلامية وهذا المنهج يمثل إستراتيجية تتمحور حولها كل سياسات مصر والمملكة للدفاع عن العروبة والإسلام.
ومن جانبه، أكد الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر، تؤكد حقيقة مهمة وهي أن المملكة ومصر تمثلان القلب النابض للعروبة والإسلام وأن خادم الحرمين الشريفين والرئيس عبد الفتاح السيسي يمثلان قيادتين حكيمتين تدفعان إلى تعزيز التضامن العربي والإسلامي والتأكيد المستمر على عمق الروابط بين شعوب الأمة وترسيخ مفهوم الوحدة والتعاون المشترك، وأضاف واصل أن الزيارة تعكس العلاقات الحميمة بين الشعبين الشقيقين، متوقعا أنه سيكون لها مردود إيجابي في المرحلة المقبلة وفي مواجهة التحديات التي تحاك ضد الأمة العربية والإسلامية مشيراً إلى أن الشعب المصري يقدر هذا الدور الذي تقوم به المملكة قيادة وشعبًا في دعم مصر.
كما رحب الدكتور جعفر عبد السلام، أمين عام رابطة الجامعات الإسلامية بزيارة الملك سلمان لمصر لاعتبارها زيارة تاريخية في توقيت مهم في تاريخ الأمة العربية والإسلامية مشيرا إلى أن التقاء الزعيمين الملك سلمان والرئيس السيسي لهو حدث في غاية الأهمية خاصة أنه يأتي في وقت تضطرب فيها سفينة الأمة العربية وتحتاج إلى حكمائها لتفادي الأزمات والخروج بالأمة إلى بر الأمان، وأكد عبد السلام أن زيارة خادم الحرمين الشريفين تؤكد على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، وتمثل تعزيزا للتعاون المستمر بين البلدين في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية مشيرا إلى أن أهمية القمة المصرية السعودية تأتي من المكانة الدولية والقدرات الكبيرة التي تتمتع بها مصر والمملكة على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية، فالخبرة التاريخية تؤكد أن القاهرة والرياض هما قطبا العلاقات والتفاعلات في النظام الإقليمي العربي، وعليهما يقع العبء الأكبر في تحقيق التضامن العربي والوصول إلى الأهداف المنشودة التي تتطلع إليها الشعوب العربية من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي خصوصا في ظل التحديات التي تواجه المنطقة العربية على شتى الأصعدة، وقال أمين عام رابطة الجامعات الإسلامية إن المملكة أكبر داعم لمصر وهي تعتبر مصر الشريك الوحيد والحقيقي في كل قضاياها، وعندما تراجعت مصر نسبيا على المحيط الدولي بسبب الأحداث الداخلية التي شهدتها مؤخراً، رفضت المملكة ذلك وساهمت في دعم صمود مصر حتى تأخذ مكانها التي تليق بها.