جازان - الجزيرة:
أكد محافظ صامطة الأستاذ عبدالعزيز بن محمد الطيار، أن توجيه سمو أمير منطقة جازان دائماً بأن المواطن هو محور الاهتمام الأول، وعلى ضوء ذلك يحتم علينا الواجب استقبال جميع شكاوى المواطنين بجدية، والسرعة في إنجاز المعاملات بإخلاص دون تأخير أو تعطيل، واحترام وقت المراجع.
وأكد في حواره مع «الجزيرة» أن أهمية المحافظة ليست بالكثافة السكانية والبعد اجتماعي بقدر ما تملكه المحافظة من ثراء تاريخي وموقع جغرافي مهم، وما تمتاز به من مقومات اقتصادية وبيئية جاذبة.
وقال المحافظ إن المواطنين في المحافظة عنوان للشجاعة، فقد كانوا يتكيفون مع جميع الظروف بكل اقتدار، ولم تؤثر عليهم الأحداث، حتى أثناء نزول القذائف، وأضاف: «فقد لاحظت عليهم السكينة والشعور بالفخر في وجودهم في هذا الموقع، وكانوا حقيقة عنواناً للصمود والمنعة تجاه أي عدوان تحت ظل راية التوحيد - أعزها الله، وما زادنا ثقة وقوة هو ثقة الجميع بالقيادة الحكيمة، وبجنودنا البواسل في ميادين الفخر والعزة»... وفيما يلي نص الحوار.
* بداية حدثنا يا سعادة المحافظ عن صامطة وعدد المراكز التابعة لها، وكم يبلغ عدد سكانها تقريباً؟
ـ يتبع المحافظة مركز القفل الذي يقع بمحاذاة الحدود الدولية، إضافة إلى مركز السهي الذي يشرف على البحر الأحمر غرباً، ويبلغ عدد السكان ما يقارب 280 ألف نسمة، وأهمية المحافظة ليست بالكثافة السكانية والبعد اجتماعي بقدر ما تملكه المحافظة من ثراء تاريخي وموقع جغرافي مهم وما تمتاز به من مقومات اقتصادية وبيئية، جاذبة، إضافة إلى المكانة الخاصة للمحافظة في الجانب العلمي والثقافي في الماضي والحاضر، إذ يكفي المحافظة وأهلها فخراً في أن تأسس بها أول معهد على مستوى المنطقة والذي تم افتتاحه على يد المغفور له - بإذن الله - الملك سعود عام 1374هـ، وهو ثاني معهد على مستوى المملكة، وقد كان منارة للعلم والدعوة، وقد تخرج فيه العديد من العلكاء والقضاة والمعلمين والمثقفين، وقد خدموا في العديد من المجالات في جميع أنحاء المملكة بكل إخلاص واقتدار.
* إلى أي حد أنتم مطمئنون لجودة الخدمات وتكاملها في المحافظة والمراكز التابعة لها؟ وهل ترون أنها مناسبة وكافية لعدد السكان؟
ـ لدي مؤشرات أعتمد عليها في التعرف على مستوى جودة الخدمات وتكاملها، أما بالنسبة لكفايتها فهذا يختلف من جهة خدمية لأخرى ومستوى نطاق خدماتها ومستوى المستفيدين، لكن ما أتطلع إليه هو تطوير أدوات قياس أداء الجهات الخدمية ومدى كفايتها.
*كيف تعاملت المحافظة مع أحداث عاصفة الحزم خاصة، خصوصاً أن أغلب المراكز الحدودية تابعة لها تعرضت خلال الفترة الماضية لعدد من المقذوفات؟
ـ الملفت في الأمر في هذا الموضوع أن المواطن في هذه المحافظة كان عنواناً للشجاعة، فقد كانوا يتكيفون مع جميع الظروف بكل اقتدار، ولم تؤثر عليهم الأحداث، حتى أثناء نزول القذائف، فقد لاحظت عليهم السكينة والشعور بالفخر في وجودهم في هذا الموقع، وكانوا حقيقة عنواناً للصمود والمنعة تجاه أي عدوان تحت ظل راية التوحيد - أعزها الله، وما زادنا ثقة وقوة هو ثقة الجميع بالقيادة الحكيمة، وبجنودنا البواسل في ميادين الفخر والعزة.
* التقيتم بعدد من المسئولين في المحافظة.. ماذا كانت رسالتكم لهم؟ وهل هناك جهة لديكم تتابع أداء المرافق الحكومية؟
ـ التقي بالمسئولين بصفة مستمرة، ودائماً رسالتي لهم هو الحرص في معالجة أسباب المشكلات التي تعترض لا أعراضها والأخذ بالوقاية منها قبل وقوعها، والتأكيد على الحفاظ على المقتدرات التي وفرتها الدولة - أدامها الله - للمواطنين ودفع المسئولين نحو إنفاذ جميع المشاريع المسخرة للمواطن دون تأخير أو خلل قدر الإمكان، أما بالنسبة إن كان هناك جهة تتابع أداء المرافق الحكومية، فهناك هيكل إداري يتضمن أقساماً عليها مسئولية الإشراف على مستوى أداء المرافق الحكومية، إضافة إلى الإدارة العليا لتلك الجهات التي نتوقع منها أن تقوم بمتابعة أداء تلك المرافق الحكومية، وكذلك هناك أجهزة رقابية مختلفة نتوقع منها كذلك القيام بدورها الرقابي، وعلى رأس الجميع إمارة المنطقة هي موقع الحاكم الإداري على مستوى المنطقة تقوم بالإشراف العام والتوجيه.
* ما توجيهكم إلى كل رئيس مركز أو مسئول في دائرة حكومية مقصرة في خدمة مواطني المحافظة؟
ـ أنقل لهم دائماً توجيهات سيدي أمير المنطقة والتي دائماً ما يشدد على أن يكون المواطن هو محور الاهتمام الأول، فعلى ضوء ذلك يحتم علينا الواجب استقبال جميع شكاوى المواطنين بجدية، والسرعة في إنجاز المعاملات بإخلاص دون تأخير أو تعطيل، واحترام وقت المراجع، وحقه في أن تأخذ معاملته الوقت من التدقيق والاهتمام، وأن تطبق الأنظمة واللوائح والتعليمات، نصاً وروحاً استثمارياً.
* هل هناك مشروعات كبرى تطمحون إليها لتغيير وجه المحافظة لتكون علامة فارقة عن غيرها من المحافظات الأخرى؟
ـ نحن نسعى بقدر الإمكان في تحقيق طموح ولاة الأمر ممثلة بسمو أمير المنطقة في السعي نحو تنمية وتطوير المحافظة في مجالات حيوية عدة، ويتطلب ذلك جهد وتعاون زملائي في العمل ورؤساء المراكز والمشايخ والأهالي والأعيان كافة.
* ماذا تم بشأن المدينة الصناعية للمحافظة في ظل وجود بعض الورش في مناطق حساسة في المحافظة وتشوه واجهتها؟
ـ هناك موقع محدد للمنطقة الصناعية، وسمو أمير المنطقة وجه بضرورة الإسراع في إنشاء الصناعية، وبلدية صامطة تترقب طرح إقرار كراسة الشروط والمواصفات من قبل أمانة المنطقة والموافقة على طرح الصناعية في مناقسة عامة. وسيكون ذلك في القريب العاجل - بإذن الله.
* المحافظة والمراكز التابعة بحاجة لجذب مستثمرين لتعزيز مكانتها الاقتصادية، ما خططكم حول ذلك؟
ـ يتم الإعلان عن فرص استثمارية من وقت لآخر على مستوى البلديات التي تخدم المحافظة، وهي بلدية صامطة، وبلدية القفل وبلدية السهي، وأخيراً تم الإعلان عن فرص استثمارية كبرى في نطاق المحافظة من قبل بلدية أحد المسارحة والتي تخدم جزءاً من محافظة صامطة أن الحركة الاقتصادية كبيرة بالمحافظة وبحكم موقعها على طريق دولي والكثافة السكانية والمستوى الاجتماعي المعيشي لقاطني المحافظة تعد عناصر جاذبة للاسثمار ونجاحه.
ولتعزيز جانب الاستثمار تم طرح هذا الموضوع في المجلس المحلي للنقاش، وخرجنا بتوصية بأن على البلديات وإدارة الأوقاف عملتا خطة متكاملة تهدف إلى تشجيع فرص الاستثمار المتنوع، وسيقدم في المجلس المحلي القادم ونتوقع من الجهات المعنية الفاعلية في هذا الجانب، والعمل على الإعلان عنها وطرحها للمنافشة.
* كيف ستضعون صامطة والمراكز التابعة للمحافظة على خارطة السياحة المحلية، وما المشروعات المقبلة؟
ـ السياحة كما يعلم الجميع صناعة مهمة وأحد أهم روافد الدخل على مستوى الفرد والمجتمع والمستوى الوطني، والأمر يحتاج إلى أكثر تكاتف وتكامل ما بين جميع الجهات المعنية وغيرها في تدعيم التوجه السياحي، حتى نحقق نتائج مرضية للجميع، وإنني أخص بالذكر فرع هيئة السياحة والبلديات في المقام الأول.
* يرى بعض السكان أن النصيب الأكبر من الخدمات تحظى به المحافظة، أما بقية المراكز التابعة لها لم تحظ بالأخمية المطلوبة، كيف تردون على من يشيع مثل هذا الأمر.
ـ إن اقتراح احتياجات المحافظة والمراكز التابعة من المشاريع الخدمية هي من مهام المجلس المحلي والمكون من رؤساء الأجهزة الحكومية، إضافة إلى عدد من الأهالي من مختلف أنحاء المحافظة والمراكز ومن أهل العلم والخبرة ومن المشهود لهم بالصلاح والكفاءة، وهؤلاء الممثلون لأهالي المحافظة ومراكزها هم الرافد الأساس في تقديم اقتراح احتياجات المحافظة والمراكز من المشاريع والخدمات، ويمكن دعوة من نراه من الخبراء والمسئولين في اجتماع المجلس المحلي، ومن خلال المجلس نرفع التوصيات بعد التصويت عليها بالأغلبية إلى مجلس المنطقة، وبذلك تحظى جميع أجزاء المحافظة ومراكزها بالاهتمام بالمطلوب.
* يطالب الكثير من الأهالي بمخطط تنموي شامل للسنوات المقبلة، هل هناك أي عمل لذلك؟
ـ نتمنى تطبيق الفكر التخطيطي الشامل وهو وضع خطة إستراتيجية تتضمن أدق التفاصيل التخطيطية من قبل فريق علمي متخصص في تخطيط المدن، ووضع رؤية مدروسة ومتكاملة للمحافظة وسكانها من جميع الجوانب البيئية والطبيعية والاجتماعية والشفافية والاقتصادية والأمنية والعمرانية، خطة ذات قواعد مكتوبة تستهدف الوضع الراهن والمستقبل القريب والبعيد فيما يراعي للحاجات ويحقق رغبات الأهالي.
*الصحة هاجس الأهالي، إذ الكثير منهم يغادر إلى المحافظات الأخرى بحثاً عن العلاج، هل طالبتم بمستشفى كبير يخدم المحافظة والمراكز التابعة لها، وإلى أي مرحلة وصلت هذه المطالبات؟
ـ يوجد في المحافظة مستشفى عام سعته 150 سريراً ويخدم المحافظة والمراكز التابعة لها، إضافة إلى خدمة المحافظات المجاورة، وتم اعتماد مستشفى القطاع الجنوبي بسعة 300 سرير وتم إصدار رخصة خاصة بإنشائه وجار المتابعة مع الشئون الصحية لتنفيذه. وهناك وحدة غسل الكلى قيد الإنشاء.
ـ الإعلام هو العين الثالثة للمسئول في حال تستقي المعلومة من مصدر موثوق، وقد تكون المعلومة صادقة لكن تتأثر مصداقيتها في حال أخذت مسار التفخيم والإثارة حينها يخرج الإعلام عن هدفه المأمول.