ترجمة وتلخيص: أثير حسن الحجيلان ">
الاكتئاب هو أحد الاضطرابات العقلية والنفسية الأكثر شيوعًا في وقتنا الحالي، حيث إن هناك 350 مليون شخص مُصاب بالاكتئاب على مستوى العالم. يتسم هذا الاضطراب بانخفاض في المزاج وفقدان الرغبة والمتعة في الحياة بشكل عام، مما يؤدي لتدني الأنشطة اليومية وتطور الأفكار السلبية حتى إن الأمر في بعض الأحيان قد يصل إلى التفكير في الانتحار، وهو يصيب جميع فئات المجتمع بدون استثناء وتزداد الإصابة بهذا الاضطراب عند الإناث بشكل أكبر من الرجال وذلك لعدة عوامل منها الاختلافات الهرمونية خلال فترة الحمل والولادة وقبل وأثناء الدورة الشهرية.
كيف يتم تشخيصه؟
هناك معايير يشخص من خلالها هذا الاضطراب:
المعيار الأول: إذا توفرت خمسة من هذه الأعراض أو أكثر، وبشرط أن يتضمنها العَرَض الأول أو الثاني لمدة أسبوعين:
- المزاج المكتئب والشعور بالحُزن على مدار الأيام. يتم استنتاجه سواء من شكوى المريض أوحتى من مظهره الخارجي.
- فُقدان المتعة بالأمور التي كان يحبها المريض ويستمتع بها.
- اضطراب النوم، سواء زيادة أو نقصانا.
- الشعور بالذنب ولوم النفس كثيرًا وفُقدان الأمل بالحياة والمستقبل والشعور بأن الحياة لا قيمة لها.
- صعوبة في التركيز واتخاذ القرارات.
- انخفاض ملحوظ في الطاقة الجسدية.
- تغيرات في الشهية والوزن، سواء زيادة أو نقصانا.
- العصبية والتوتر أو الخمول وقلة الحركة.
- التفكير في الموت أو الانتحار.
المعيار الثاني: أن تكون هذه الأعراض أظهرت تأثيرا واضحا في المريض من الناحية الشخصية والاجتماعية والوظيفية.
المعيار الثالث: ألا تكون هذه الأعراض سببها مرضا عضويا أو ناتجة من سوء استخدام الأدوية أو المخدرات.
ما هو السبب؟
السبب الرئيس لحدوث الاكتئاب غير معروف حتى الآن، لكن هناك أسباب وعوامل مختلفة تُساهم بظهوره، منها:
- عوامل بيوكيميائية: وجود خلل في الناقلات العصبية (السيروتونين- الأدرينالين) التي بالأساس لها دور كبير في التحكم بالمزاج.
- عوامل وراثية: فالأبحاث تؤكد أن وجود تاريخ عائلي من الدرجة الأولى (الأب، الأم، الأخ، الأخت) يزيد من احتمالية حدوثه.
- عوامل شخصية: قلة وانعدام الثقة في النفس، التفكير السلبي والاضطرابات الشخصية.
- عوامل بيئية: فقدان وظيفة، وفاة قريب، تعرض للاغتصاب، التعرض لمشاكل في الحياة منذُ الصغر، فقدان أحد الوالدين قبل سن الحادية عشرة.
- أمراض نفسية أخرى: اضطرابات القلق بأنواعها، فقدان الذاكرة، الفُصام وغيرها.
ما هي المضاعفات الناتجة من هذا الاضطراب في حال لم يتم علاجه؟
تختلف المضاعفات باختلاف شدة الاكتئاب وكذلك توفر أو فقدان الدعم الأسري، ومنها ما يلي:
- زيادة في الوزن تؤدي لارتفاع معدل الإصابة بأمراض القلب، والسكري.
- النزاعات العائلية والاجتماعية، وصعوبة استمرارية العلاقات.
- العُزلة عن العالم الخارجي وفُقدان الوظيفة.
- عدم الإنتاجية والتي تؤثر على الفرد والمجتمع.
- تعاطي المخدرات وشرب الخمور؛ محاولة في مقاومة الأعراض مما يفاقم المشكلة على المدى البعيد.
- محاولة الانتحار والإقدام على هذا الفعل.
كيف تتم معالجة المضطرب؟
هنالك ثلاثة مسارات في العلاج يجب اتباعها حتى يتم تجاوز هذا الاضطراب بشكل جيد:
- الأدوية: أدوية مضادات الاكتئاب، فهي تساعد على توازن العمليات البيوكيميائية المضطربة في المخ.
- العلاج النفسي: هذا المسار يحتوي على طرق مختلفة في العلاج، مثل: علاج عملي ذهني يركز على التغيير في طريقة التفكير والتصرفات، علاج يتطلب وقوف العائلة مع المضطرب بدعمه و تشجيعه، أو العلاج مع مجموعة جميعهم يعانون من المشكلة ذاتها.
- العلاج الاجتماعي: عن طريق إعادة تأهيل المريض لمزاولة مهنته وتدريبه على المهارات الاجتماعية.
ما هي طرق الوقاية؟
لا توجد طريقة للوقاية من الاكتئاب بشكل نهائي، لكن هناك بعض الطرق التي تقلل من نوباته وشدته وتساهم في السيطرة على أعراضه:
- عند ظهور أعراض هذا الاضطراب يجب المسارعة إلى مراجعة الطبيب للعلاج المبكر مما يُحسن النتائج فيما بعد.
- متابعة الطبيب فيما لو حدثت أي نوبات جديدة مع متابعة العلاج والالتزام به.
- الاستجمام والمداومة على التمارين الرياضية والحرص على تناول الأكل الصحي.
- التواصل مع العائلة أو الأصدقاء، خاصة في أوقات الأزمات للحصول على مساعدتهم بتجاوزها.
مفاهيم خاطئة:
- الاكتئاب يعني المزاج السيئ فقط، والصحيح أن له أعراضا جسدية كما ذُكر مُسبقاً.
- أدوية الاكتئاب تؤدي إلى الإدمان وهذا غير صحيح، ولا توجد أي أدلة علمية تثبت ذلك وبالإمكان إيقاف هذه الأدوية تبعا لتقييم الطبيب النفسي.
- الاكتئاب هو علامة على ضعف الشخصية، فهذا غير صحيح، بل إن هناك شخصيات قوية وقيادية تعاني من الاكتئاب.
- الاكتئاب لا يمكن علاجه، بل الصحيح أن أدوية مضادات الاكتئاب في تطور ملحوظ.
-الاكتئاب لا يصيب الملتزمين دينيًا، غير صحيح فهو يحدث لجميع فئات المجتمع بدون استثناء.