«أمي» ">
أمّي التي أقبضُ الوقتَ لأجلها
من أجلِ أن أحظَى بِدعوة ..
يداها مُسَوَّمَةٌ بِالنعيمِ تحُفّها عناية اللهِ
و قدميها الـ ترسِمُ خارطةَ الجنة
كَـ مَعْبَرٍ للبِرّ في مُحكَمِ الإسراء
تنزيلٌ وأحقافٌ و ترتيلُ ..
وجودُها في الأرضِ رحمةٌ
و كفّها في سماء الليلِ
كوكبٌ يُوقَدُ ويَتَّسِع
تلبس جلبابَ تقواها
ويبقى وجهها زُلفى
تُصلّي ..
فتخشعُ حينها الركعة
وأسمَعُ في صلاةِ فؤادها
(والشمسِ وضحاها)
وأذكرُ صحوةَ الجُمعة
و كهفُ النورِ يغشاها ..
ها يَمْرُقُ من أقصى ضلوع الحنين
حنيني ..
ككلّ شيء حولي
يجلب «الابتسامِ»
كقلقٍ ناضجٍ
كَـ مهام
سبحانَ وهَّاب الظلام
بياضَ نوركِ
وسلسبيلُ الطُّهْرِ ينمو صادقاً
لاريب فيه ..
أدمنتُ حزن مواجعي
كالقادمين من الغياب
إلى الغياب
كالسائلينَ دروبَ
«درويشٍ , وقهوة أمي»
- يا أمي ..
قد جاوزتُ العشرينَ
فَدَعِي الهمَّ , و نامي -
نامِي
فدتكِ جوارحي
بكَتْكِ عِظامي
ولن أَفِيكِ ..
لأنْ
لا شيءَ يكفيكِ
سلامي يا
(أولَ الأوطانِ وآخر المنافي)
طابت ليَ الذكرى
على متنِ الكتابةِ
و الحنينِ
أبٍ ، و أمٍ ، ووحشةٌ
وزهرةُ سِدْرٍ
تدسُّ بِـ أكمامها
ما بقيَ منّي
وما تبقّى
من طمأنينةِ سرِّي
تحتَ سُترةِ وِتْرِي
و ( بَـرَّاً بوالدتي )
كانتْ هيَ الأتْقَى ..
أمي التي
عاشتْ صامتةً
كصبرِ فلسطينَ
والقدسِ و الأقصى ..
لم تغادرني
هيَ باقية
و تمدَّدَتْ في قلبِ قلبي ..
صوتُها على مَتنِ التهيُّؤِ
أسمعُه ،
صمتها المسكونُ في عكّازِ
أرضيَ أجمَعُه ..
يا أجمل من جميلةٍ
وأعظم من عظيمةٍ
أكتبكِ كمن يحتسي نفسه
عند قهوة الأذَان
يا قِبلةِ الأمان
إلى يوم يُبعثون ..
تكبرينَ ، ونكبرُ بكِ
تفرحينَ ... لنحزنَ أكثر
فنهزمُ الحزنَ بالكتابةِ ..
لم نتفرّغ لنكتبكِ
بل .. كتبناكِ
لتتفرغ لنا الحياة !
يا كل الحياة / يا أمي
- إيمان الأمير
@emanalameer