أمير منطقة القصيم: جائزة الشاب العصامي أصبحت من أهم الجوائز الوطنية ">
بريدة - عبدالرحمن التويجري:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم - رئيس جائزة الشاب العصامي، أن الجائزة كانت مجرد هاجس يراوده منذ سنوات، وبتضافر الجهود المخلصة والإصرار والعزيمة، تحول ذلك الحلم إلى حقيقة، وأطلقت الجائزة قبل سبع سنوات فأخذت مكانها واقعاً على خارطة الوطن وأصبحت من أهم الجوائز الوطنية.
مشيراً سموه إلى أن دعم الشباب لم يأت جزافاً أو من فراغ بل من قناعات كاملة ومؤشرات إيجابية جعلتنا نوليهم الكثير من الرعاية والاهتمام الذي يستحقونه في العديد من الجوانب المعيشية باعتبارهم ذخيرة الوطن والشركاء في بنائه، ودعمهم من الأولويات، وهم السند الحقيقي الذي ترتكز عليه جهود التنمية والوقود الذي تتوهج به منجزات المملكة وتمده بالطاقة اللازمة لضمان الاستمرارية والديمومة في دوران عجلة التطوير والتحديث, تحت راية قائد النهضة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله -، الذي يوصي دائماً بتشجيع الشباب، وتقديم العون اللازم لهم في مجالات العمل جميعها، وإتاحة الفرص الكافية لهم وتذليل الصعاب الماثلة أمامهم ليكونوا عناصر فاعلة ومثمرة، والاستعانة بالكفاءات الوطنية في شتى المجالات بما يعود عليهم وعلى المجتمع والوطن بالخير والصلاح.
لافتاً سموه إلى أنه من هذا المنطلق تولدت لدينا فكرة جائزة الشاب العصامي استشعاراً منا لإحياء العصامية في نفوس شباب وأبناء الوطن، وبث روح الحماس في هممهم لتسليط الضوء على القدرات الشابة التي ضربت أروع مثل في الكفاح والعمل من أجل تحقيق أهدافهم ووضع قدماً لهم في مجتمعهم، وتحفيزهم على طرق أبواب العمل، وحثهم على الإبداع، وتحريك الطاقات المكنونة فيهم، لتحقيق نجاحاتهم وتطلعاتهم المنشودة، وكسر جدار الخوف، ومكافحة ونبذ ثقافة العيب، وخوض غمار العمل في القطاع الخاص، وتشجيع المتميزين منهم الذين نجحوا في صنع الإنجاز واستطاعوا ترجمة أهدافهم التي طالما سعوا واجتهدوا للوصول إليها بعزيمة لا تعرف اليأس أو التقهقر والتقوقع مستفيدين من ارتفاع مستوى الوعي لديهم بثقافة العمل الحر وترسيخ روح العصامية والتطلع نحو غد أكثر إشراقاً، مبيناً أن العيب يكمن في الجلوس بلا عمل، وانتظار مساعدة الآخرين، لافتاً إلى أن العمل في القطاع الخاص هو الأساس لتعدد مجالاته، وخصوبة أنشطته، وتنوع مهاراته.
وقال سموه: إن جائزة الشاب العصامي غالية على نفسي لأني رأيت نتائجها تتحقق وثمارها تقطف بعد أن تحولت إلى هذا المستوى الرائع والسمعة الطيبة على مستوى المملكة فأصبح لها رعاة استراتيجيون وداعمون أساسيون وتنوعت جوائزها بين المادية والمعنوية، وقد غدت كثير من الجهات تبحث عن الفائزين بالجائزة لدعمهم وتقديم العون اللازم لهم وتطوير مشاريعهم ومنشآتهم، وكذلك الشباب أصبحوا يطمحون للفوز بها للاستفادة من مزاياها المتعددة والتسهيلات التي تقدمها الجهات الممولة والمانحة، ونحن نطمح إلى أن يكون للجائزة صفة اعتبارية مستقلة وهيكلة تنظيمية وهذا ما سوف نسعى لتحقيقه خاصة بعد أن وصلتنا طلبات من أنحاء المملكة المختلفة لاستنساخ التجربة وتطبيقها في عدد من المناطق، وأستطيع القول بكل ثقة إن الجائزة خلال سبع سنوات مضت حققت أهدافها في جذب الشباب والشابات وتشجيعهم على العمل الحر وكسر ثقافة العيب والانطلاق بعيداً عن الأفكار المغلوطة والنظرات السلبية عن بعض المهن فالعمل ليس عيباً ولا حرجا فيه طالما كان شريفاً، لكن العيب أن تمد يدك وتستجدي الآخرين، منوهاً أن الجائزة نادرة في تخصصها، ومنحت الفرصة للشباب والشابات أيضاً للتحفيز على العمل، فالنساء شريكات الرجال في كل جوانب الحياة والمرأة لا تقل عنهم مقدرة وعزماً على صنع النجاح ونتشرف أنه أصبح لدينا اليوم نماذج مشرفة يحتذى بها من سيدات المجتمع المتميزات في القطاعين العام والخاص إلى جانب إخوانهم رجال وشباب الأعمال ليكونوا جميعاً نبراساً ينير الطريق للأجيال المتعاقبة.
مؤكداً سموه على الجميع أن يقفوا وقفة جادة وعميقة مع المبدعين الجادين من أبناء الوطن الذين ألقوا وراءهم كل أسباب الدعة والخمول والتواكل انتظاراً للوظائف والمساعدات، لأنهم كوكبة متألقة من العصاميين الذين هم قادة قطار اقتصاد الوطن في المستقبل، والعقول التي ستوجه بوصلته في الاتجاه الصحيح الذي فيه تحقيق الخير والنفع العام لأجيال الغد، وإن رجال الأعمال هم دائماً محل ثقة القيادة الحكيمة للوطن، فهم شركاء أساسيون لا يمكن الاستغناء عنهم في تنفيذ سياسات الدولة وخططها التنموية في مختلف القطاعات والمجالات، ونحن في منطقة القصيم نسعى بكافة الإمكانيات المتاحة لتشجيع الشباب على تنفيذ وتطوير مشاريعهم المهنية الخاصة، مثنياً على الجهود التي بذلتها غرفة القصيم التجارية وشريكها الاستراتيجي شركة السيف للتوكيلات التجارية، ودعم باقي رجال الأعمال للجائزة.
جاء ذلك عقب ختام فعاليات ملتقى الشباب التاسع (شبابنا مستقبلنا) وتتويج الفائزين والفائزات بالجائزة في نسختها السابعة، بحضور رئيس وزراء ماليزيا الأسبق الدكتور مهاتير محمد، الذي نظمته الغرفة التجارية الصناعية بالقصيم الأسبوع الماضي في فندق الموفنبيك بمدينة بريدة.