(1) الحارس
تبين له فيما بعد أن الحارس لم يكن نائماً.. ولهذا أراد الاجتماع به وأن يقف معه على هذا السر.
- ولِمَ لَمْ تردعه وتردعني عما نفعله في المزرعة؟
- أنت ممكن أردعك لكن هولا أستطيع ذلك لأنني أخاف منه.
- لأنه لا يتورع عن عمل أي شيء يخطر في باله, قبل شهرين جاء بمفرده يلعب ويرتع ويعبث بالأشجار، وعندما قلت له إن في هذه التصرفات مخالفات كثيرة وأن المزرعة ليست ملكك، أتدري ماذا فعل؟
- ضربني بالمنجل في كتفي.
(2) جدتي
عادت جدتي من القرية إلى بيتنا بأول يوم من رمضان. وكان الجو بارداً جداً كما هو معروف عن شتاء الخليج, ابتسامة بريئة تعلو محيا جدتي فرحاً باستقبال شهر الخير والبركة، بعدها خرجت بالشارع الشمالي الذي يطل على بيت الرجل الثري ظافر.
وفي هذه اللحظة خرجت مجموعة من الأطفال ترحب وتقول: أهلا رمضان, أخذت جدتي توزع على الأطفال بعض الحلويات والبسكويت فرحاً بهذه المناسبة, وعلى صيحات الأطفال وإزعاجهم, خرج الرجل العجوز الثري صاحب القصر الأنيق فأخذها معه.
(3) المجرم
قبل أن تخلد نورة ـ زوجة راشد ـ للنوم, أخذت تتذكر ليلة زواجهما
- فقالت : قبل زواجنا كنتَ جميلاً , لم تعد الآن كما كنت؟
- لقد فقدته منذ تزوجتك ومن ليلة الزفاف, والآن دعيني آخذ قسطاً من النوم, كأنني لم أنم طوال حياتي,
نمت نوماً عميقاً وحلمت حلماً مزعجا.
- أذكر ذلك.. لأنك كنت تهذي كالمجنون حلمت بأنني صعدت النخلة المشهورة في القرية بارتفاعها وعندما وصلت قمة النخلة قطعتُ إصبعي بمنجل حاد. بعد ذلك استيقظت من النوم وحمدتُ ربي أنه مجرد حلم.
- ولكنك تقول فقدتَ إصبعك ليلة الزفاف؟
- نعم .. بحثت عنه ولم أجده يا نورة،
- هل فعلا قطعته؟
- لا يا راشد.. إصبعك في مكانه ولا تتوهم.. هههههههه
- لا تضحكي.. اخرسي يا ملعونة.
- سأبلغ عنك يا مجرم
** ** **
- جاسم علي الجاسم