تعلَّمنا بسوح مدارس شتى
بأنَّا أمة بالذلِ لا ترضى
تعلَّمنا بأنَّا إن تمسكَّنا
بحبل الله لا نأسى ولا نشقى
تعلَّمنا.. تعلَّمنا وما أفضى تعلُمُنا
إلى ما قد تعلمنا وما أهدى
تفرقنا تضعضعنا تباعدنا
فصرنا لا يُميزنا سوى الفوضى
تخاذلَ بعضنا ونسوا
بأن الله سائلهم على شيخٍ بكى أبكى
على امرأة ذئابُ الكفرِ تنهشها
على طفلٍ هنالك في ربى الأقصى
نسوا ما قاله عمرُ وأصبح همهم دنيا
فبات هديرُ معتصمٍ لُجى ذكرى
أليس هناك من يثأر لماويةٍ
أليس لحرة عربية مأوى
أرى في غزة الأهوال تُفزِعُها
وبغداد غدت ثكلى
ونور دمشق غيَّبه ظلام الجهل
فانتحبت تسيل دموعها تترى
وصنعاءُ التي كانت جذور العُربِ
قد لبست ثياب البؤس والشكوى
وكل عواصم الأعراب قد شربت
من الكأس التي في جوفها حمى
ولا ترياق للعدوى
سوى القرآنِ والتقوى
فهيا يا بني الإسلام انتفضوا
لعل المجدَ في أعماقنا (يصحى)
فها هي ذي شموس النصر قد هلت
على صنعاءَ بالبشرى
بعاصفة أعدَّ لحزمها سلمانُ
فاقتلعت جذور الرعب والفوضى
أناخت ناقة الأعداءِ صاغرةً
تجرُّ هزيمة كبرى
قفوا يا أمة الإسلام قاطبةً
لجيشٍ في الوغى أبلى
لجندي فدى بالروح موطنه
ونافح عن حمى ثكلى
كفى وهنًا كفى ضعفًا فإنا إن توحدنا
يخافُ جموعنا الأعشى
قصيدة - رشيد فرح فرحان عبدون