الجزيرة - عبدالله الفهيد:
افتتحت الجلسة الثانية من اليوم الثالث لملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي التاسع الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بعنوان (الجوانب الثقافية والاجتماعية للتراث الوطني)، وذلك في فندق الريتز كارلتون بالرياض.
قدم خلالها الدكتور محمد أبو العطا ورقة عمل بعنوان (المكتسبات المعرفية والثقافية لتوثيق الآثار: موقع مدائن صالح أنموذجاً) شكر خلالها القائمين على ملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي التاسع على الدعوة، مشيدًا بجهود الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في الحفاظ على آثار المملكة وإبراز المخزون التراثي لها.واستعرض خلال الورقة التي قدمها آثار مدائن صالح والعمق التاريخي لها وما يمكن اكتسابه من ذلك معرفياً وثقافياً لعمل توثيق آثار مكتشفة بالشكل الصحيح.
عقب ذلك قدم الأستاذ المشارك بقسم الآثار بكلية السياحة والآثار في جامعة الملك سعود الدكتور السيد الأنور عبدالماجد ورقة عمل بعنوان (تعزيز الهوية الوطنية من خلال المكتشفات الأثرية) أكد فيها أنه لا بد من تكامل الجانب التطبيقي والنظري لكي يكون على الآثار.
وأبان أن بعض المخلفات الأثرية قد تشكل وتمثل إسهامات نوعية في الأثر، لافتًا إلى أن ترسيخ مفهوم الأثر لا تعني التعنصر والحزبية وإنما تكوين الهوية الوطنية، موضحًا أن من إيجابيات الهوية الوطنية يعني الانتماء للوطن.
وأكد أن دور الآثار في تعزيز الهوية الوطنية يتمثل في درء مخاطر العولمة ومعالجة ما خلفه الاستعمار وبناء دولة حديثة، مشيرًا إلى أن الآثار تلعب دورًا هامًا في تعزيز الهوية الوطنية، وتعزيز الوحدة الوطنية.
واستعرض الدكتور عبدالماجد خلال ورقته بعض المكتشفات الأثرية التي يمكن استخدامها كرموز أو لتعزيز الهوية الوطنية والانتماء الوطني.ولفت إلى أن التراث يعزز الأمن الشامل من خلال وجود هوية وطنية مشتركة وهي ما يوفر بدوره الاستقرار، كاشفا أن الدول التي عززت دور الآثار والمتاحف حصلت بالمقابل على وحدة الهوية ومردود اقتصادي عالي.
عقب ذلك قدمت أخصائية التراث الثقافي ودوره في التنمية الاقتصادية الدكتورة كريستينا فارينها ورقة عمل بعنوان: (الأثر الاقتصادي للتراث الوطني: تجارب عالمية)، بينت من خلالها أن التراث يضيف نقلة نوعية ثقافية جبارة إلى جانب أن سياحة الآثار مربحة اقتصادياً.
ولفتت إلى أن اكتشاف الآثار ليس النهاية وإنما بداية العمل على التسويق له وجذب العالم لمشاهدته والحفاظ عليه وترميمه إن احتيج لذلك، مشيرةً إلى أن التراث خلاصة الثقافات السابقة.
وأبانت أن التراث المادي (الملموس) هو التراث الأول، مستدلة بأن البرتغال قاموا بتوسيع وإيصال مفهوم التراث على أنه الأول للجميع، لافتة إلى أن هناك صعوبة في جذب الشباب لزيارة المتاحف.
وأشارت إلى أن هناك طلب مادي كبير في أوروبا على تمويل المتاحف والآثار، مبينة الحاجة الملحة إلى ربط التراث الملموس وغير الملموس، حيث إن التسويق للمنتج يتم من خلال تنوع الأداء وهو كذلك الحال في الآثار، لافتة إلى أنهم في البرتغال عملوا كثيرًا على تنوع التراث والثقافات بغض النظر عن الإشكالات السابقة فيما يخص الآثار.