تعقيباً على ما نشر في جريدتنا العزيزة الجزيرة يوم الخميس 8جمادى الأولى 1437هـ، بقلم عطا الله الجروان التعقيبى، على ما نشرته بتاريخ 21 - 5 - 1437 بقلم الدكتور سليمان الكاتب حول قضية عيادات الأسنان بعنيزة وأنها أزمة حقيقة. فمعاناة أهالي عنيزة مع عيادات الأسنان بالمراكز الصحية ومستشفى الملك سعود مستمرة جراء تعطيل أكثر من 16 عيادة أسنان في المراكز الصحية، بسبب عدم توافر الكوادر البشرية اللازمة لتشغيلها خصوصاً الأطباء والممرضين والممرضات...الخ.
على الرغم مما نسمعه من مؤتمرات واجتماعات دورية تضم مسئولين من وزارة الصحة وأطباء الأسنان من داخل المملكة ومن خارجها تتعلق بأمراض الأسنان والعمل على تطويرها والتحدث عن سبل الوقاية، وعلى الرغم من فتح مراكز خاصة بالأسنان ليستغنى بها عن مراكز الرعاية لعجز الوزارة من تأمين أطباء وممرضين وأجهزة أسنان لتلك المراكز في المدن الكبيرة إلا أن وزارة الصحة قد فشلت في تمريض الأسنان لخلو الكثير من المراكز الصحية من العيادات الخاصة بها ولعجز تلك المراكز الخاصة بالأسنان من الوفاء بمتطلبات المواطنين خاصة الأطفال الذين بلغت نسبة إصاباتهم بالتسوس أكثر من 90% منهم، وأجزم أن فتح تلك المراكز للاستغناء بها عن عيادات المراكز الصحية هو لتغطية عجز الوزارة المعظمة عن الوفاء بالتزاماتها في هذا الشأن، علماً أن الوصول إلى المراكز الخاصة بالأسنان فيه من الصعوبات الشيء الكثير كالازدحام وطول المواعيد وبعدها عن الكثير من محتاجيها مما يدفع مرضى الأسنان إلى الاتجاه نحو المستوصفات والمستشفيات الخاصة. وهذا لا شك مرهق ومثقل على كواهل الآباء، لأن تكاليف علاج مرضى الأسنان عالية جداً لا يستطيع الكثير من الأهالي تحملها وبالتالي يتقاعسون أو يتساهلون في إصحاح أسنانهم وخاصة الأطفال إلى أن تعج السوس والجير بالكثير منها بعدها ينتهى أكثرها إلى الخلع واحداً تلو الآخر، فما يصل الطفل لسن البلوغ إلا ونصف أسنانه قد خلع، فهل هذا هو معنى صحة الفم والأسنان الذي نتغنى به في بعض مؤتمرات الأسنان. وبكل صراحة أقول: إن هناك مستفيداً من منسوبى وزارة الصحة من تضييق علاج الأسنان وإلا فما الذي يمنع من التعاقد مع فنيي أسنان وليس أطباء أسنان لخدمة أبناء الوطن وخاصة أطفالنا فلذات الأكباد. من هنا أدعو معالي وزير الصحة إلى الالتفات إلى هذا الشأن من أجل الأطفال ورحمة بالآباء وللتخفيف عما يثقل كواهلهم، فالظروف المالية اليوم صعبة جداً لدى الكثير من المواطنين، وقد كُتب عن هذا الموضوع مراراً وتكراراً وكاتب هذه السطور من ضمن من كتب، كان آخر ما كتبته بتاريخ 6-11-1433هـ عبر جريدة عكاظ، ولكن يبدو أن لا آذان صاغية ولا أعين باصرة، وعسى الله أن يبعث لوزارة الصحة من يرحم الأطفال ويقيهم سهر الليالي من آلام أسنانهم (ارحمو من في الأرض يرحمكم من في السماء). ومن هنا أدعو معاليه لفتح معهد لتخريج فنيي أسنان لنستفيد منهم في علاج السوس والجير لريثما يتوفر أطاء أسنان أجزم أن هذا ليس بالأمر العسير، وبالله التوفيق.
- صالح العبد الرحمن التويجرى