إن نماذج الرؤية والتفسير للمناهج متطورة ومفتوحة التفسيرات أمام المعلمين بشكل مطرد.. التطور والتوسع في مفهوم المناهج أدى إلى الانتباه للمنهج الخفي غير المكتوب. المنهج الخفي له تأثير كبير على الطلبة، مما يجعل من الأهمية أن لم يكن أكثر أهمية من المناهج الدراسية.

في مثال الحال عند تعليم حرية الحوار ضمن أحد دروس أي منهج لكن الطلبة لا صوت لهم ومعاملتهم بشكل غير عادل ومجرد متلقين، فإن المنهج الخفي هنا أكثر تأثيراً من الدعوة للحوار غير المطبق من المعلمين. المعلم يعلم طلابه عن أضرار التدخين لكنهم يشاهدونه في بعض الحالات يدخن فإن أثر ذلك أكثر من توجيهاته. فالمنهج الخفي أكثر تأثيراً وأبقى أثراً من الكتاب المقرر والمنهج المعتمد على الذاكرة. هكذا تبدو الأهمية للمنهج الخفي وتحديده ومدى تأثيره خاصة في المسؤولية الاجتماعية التي سيتم استعراضها.

المنهج الخفي قد يكون غير محدد وغير مكتوب وغير مباشر وغير متعمد إخفائه وهو ضمني عرضي.. بخصوص التعريف للمنهج الخفي فهو من الصعب أعطائه تحديداً واضحاً لأن تأثيره يختلف بين الطلبة وخبراتهم ولأن ذلك هو في تغير مستمر، حيث المعارف والمعتقدات في المجتمع تتطور. مع ذلك هناك مجموعة متنوعة من التعاريف التي وضعت استناداً على مجموعة واسعة من وجهات نظر أولئك الذين يدرسون هذه الظاهرة.

المنهج الخفي يمكن أن يعرف بأنه الرسالة التي لا تمحى، وغالباً ما تكون رسالة لا شفهية، فالشخص يأخذ هذه الرسالة من حدث أو تجربة.. رسالة المنهج الخفي قد تكون غير مكتوبة، حيث إن المنهج الخفي يمكن اعتباره نقل الخبرات التعليمية التي يروج لها المدرس والمدرسون من خلال ممارساتهم التي ليست بالضرورة التزامات مكتوبة أو مقصودة. هذا المنهج قد يكون ضمنيا او عرضيا وليس مقصوداً أو مباشراً لذا لولز وباندي (Wiles الجزيرة Bondi, 1993) يعتبر أنه ذلك النوع الذي يتم تلقيه من قبل الطلبة في العادة بطرق ضمنية أي غير مباشرة.

الضمنية للمنهج غير المباشر دعى تانر (Tanner الجزيرة Tanner, 1980) ليفضل تسميته بالمنهج الضمني وهو يجادل بأن كلمة الخفي تعني تعمد إخفاء بعض خبرات التعلم عن الطلبة لأن هذه ليست مكتوبة او معترف بها رسمياً. وتأثير المنهج الضمني على التعلم يمكن أن يعبر عن نفسه في اتجاهات الطلبة وسلوكهم سواء أثناء وبعد الانتهاء من دراستهم، لذا فإن كلمة «خفي» قد تشير إلى تعمد الإخفاء بينما هذا النوع من المنهج قد لا يقصد أخفاؤه وقد يأتي بعفوية الممارسات والتعليمات غير المكتوبة.

المنهج الخفي في التعلم التعاوني يسهم في تنمية المسؤولية الاجتماعية. طرق التدريس في التعلم التعاوني يفهم الطلبة أن العمل التعاوني قيمة اجتماعية، وأن الإبداع الجماعي أهم وأفضل من الإبداع الفردي. لذا فأن التربية تعمل على تنمية الإحساس والعمل للمسؤولية الجماعية بدلاً من الفردية.. على سبيل المثال، على الرغم من التعدد الثقافي والاجتماعي في أستراليا على سبيل المثال، فهناك الشعب من كل دول العالم ومختلف اللغات والديانات والثقافات إلا أن الشعب في عمومه يسعى للمصلحة العامة كقيمة اجتماعية.

المناهج الأسترالية تركز على الأسلوب التعاوني في التعليم، وإيجاد نوع من الانسجام بين التركيبات الثقافية المتعددة. لذا فإن المناهج في الدول المتقدمة تسعى للتأكيد على العمل التعاوني والذكاء الاجتماعي بالرغم من تعدد الخلفية الثقافية لمجتمعها إلا أن تربيتها وتعليمها تسعى إلى مزيد من الانسجام الثقافي.. أن تنمية الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية من أولويات وضروريات تنمية التربية الوطنية.

كلية التربية - جامعة الملك فيصل