رفعة بنت سيف الرافع ">
التعليم مهنةُ ربانية فالله علّم بالقلم علّم الإنسان ما لم يعلم وعلَّم آدم الأسماء كلها وبعث الأنبياء والرسل معلّمين هادين مهديين لإبلاغ الرسالة وجعل الله العلماء ورثة الأنبياء.
التعليم مهنة سامية وشرّفه الله تعالى بأن كان مهنة الأنبياء ووظيفتهم وبالتالي فإن من يمارس هذه المهنة الشريفة ينال مكانةً عظيمة. إن سمو المكانة تقتضي وسمو الرسالة صفتان متلازمتان لمهنة التعليم ولقد أبرز لنا تاريخنا الإسلامي وتاريخنا المعاصر نماذج رائدة تميزت في هذا المجال. كم يسعد الإنسان وهو يرى المعلم والمعلمة في صروح التعليم المختلفة يعلمون ويوجهون وينصحون في قالب من الود والعطف والاحترام المتبادل.
المعلم والمعلمة يتعاملان مع أشرف ما في الإنسان عقله وقلبه، يعطيان من نتاج علمهما وفكرهما وتجاربهما ويرفعان عن طلابهما الجهل والريبة وينقلانهم من ظلمات الجهالة إلى نور العلم والإيمان والمعرفة ويزرعان فيهم قيم الإسلام والتعاليم الإسلامية والمثل العليا والمهارات العلمية والأدبية المختلفة وكل ما ينفعهم في دينهم ودنياهم.
يسمو شأن المعلم والمعلمة بما يقدمانه للمجتمع تجاه أبنائنا وبما يحقق الأمجاد لوطنهم وأمتهم تلكم أمانةُ عظيمة ويجب القيام بها خير قيام يقول المولى عزَّ وجلَّ {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} اقتداءً بالمعلم الأول سيّد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم الذي بُعث معلماً وهادياً ومن يتبع هذا النهج ينال خير الجزاء من الله تعالى وأن ما يكتنف تلكم المهمة الشاقة ويصبر عليها ينال أجره من الله توافقاً مع هذا الشرف.
يعيش الطالب والطالبة في المدرسة ما يقارب نصف اليوم ويسعدون دائماً بإشراقة شمس الصباح الباكر ليجدوا أنفسهم بين أيدي معلمين ومعلمات فضلاء ليجولوا بهم في دوحة العلم ويتجدد العطاء يومياً على هذا النهج بفضل علمهم النيّر الذي يلامس عقولهم، فالمعلم والمعلمة نبراسان مضيئان ينيران الطريق ويرسمان الإبداع ويُستشرفان بهم آفاق المستقبل هم كالقبطان في السفينة بتعليم وإرشاد وتوجيه يلاطمان أمواج بحر متلاطمة بعسرها ويُسرها متوكلين على الله ومسترشدين بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إن كمال سعادة المعلم والمعلم وهما يريان نتاج غرسهما في ميادين العمل كل في مجاله فتتحقق الآمال وننعم بمجتمع مزدهر وحياة رغيدة. فلله در من أحسن العمل وأحسن الريادة وأدى الأمانة على الوجه الذي يُرضي المولى عزَّ وجلَّ.
وفي بلادنا الغالية وبقيادتها الحكيمة نجد أن التعليم يحظى بقدر وافر من الاهتمام وأن المعلمين والمعلمات يولون جانباً من الرعاية في التأهيل والتدريب والإمكانات فهم من يؤسسون للجيل وينمون أفكارهم ويعلمونهم كل علم نافع فاللهم سهل لهم ويسر مهمتم.
- وادي الدواسر