عبود آل زاحم ">
مشهد رائع لطلاب المملكة المبتعثين للدراسة في الخارج وهم يختارون بكل وعي وحكمة رؤساء وأعضاء الأندية الطلابية في الدول والجامعات التي يدرسون فيها من الشباب الفتي الذي يملك طموحات كبيرة لنفسه ووطنه.
وهو الأمر الذي عبّر عنه أحد الطلاب الذين شاركوا في انتخابات نادي الطلاب السعوديين في إحدى الجامعات الأمريكية مؤخراً، عندما أبدى سعادته الغامرة بأن المرشحين لرئاسة وعضوية النادي من شباب في عمره نفسه، الذي لم يتجاوز الخامسة والعشرين.
والحقيقة التي لا مراء فيها أن انحياز حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله -، الذي تجلى منذ اللحظات الأولى لتوليه قيادة البلاد، وتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولياً للعهد وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولياً لولي العهد ووزيراً للدفاع هيأ المناخ أمام الشباب للتعبير عن طموحاتهم، ومهد الطريق ليتبوءوا مواقع المسؤولية ومهام القيادة على تنوع واختلاف مستوياتها، منها قيادة أندية الطلاب السعوديين المبتعثين في جامعات أوروبا وأمريكا، وغيرها من الدول.
وهذا الحضور الكبير للشباب مؤشر على نجاح سياسات حكومة خادم الحرمين الشريفين في الرهان على المستقبل الذي يمثل الشباب عماده الرئيسي وركيزته الصلبة، واستنفار همم الشباب الفتية لدفع مسيرة التنمية الوطنية، وتقديم صورة مشرفة لأبناء الوطن داخل وخارج المملكة.
ولعل أكثر ما يلفت النظر في انتخابات الأندية الطلابية السعودية في الخارج هو تقدير الطلاب لمسؤوليتهم ودورهم، وتنافسهم الجميل فيما بينهم دون أية حساسيات أو اختلافات؛ فنجد من لم يفز برئاسة أو عضوية هذا النادي أو ذاك يبارك لمن اختاره الطلاب لتولي المسؤولية، وسط حالة من الفرحة العامرة بهذه المنافسة الشبابية الجادة والمنضبطة التي تستهدف أولاً وأخيراً خدمة الطلاب ومساعدتهم في الحصول على ما جاؤوا من أجله من شهادات ودرجات علمية، تؤهلهم لمشاركة فاعلة وإيجابية في خدمة الوطن بعد عودتهم. فكل الشكر لسلمان الحزم الذي غرس في نفوس الشباب معاني المبادرة والمسؤولية والثقة في القدرة على الإنجاز والقيادة.
وها نحن نحصد الثمار الطيبة لهذا التوجه وهذا الرهان على قدرة شبابنا؛ فأصبحنا نرى شباباً يتولون رئاسة وعضوية الأندية الطلابية السعودية في كبرى جامعات العالم، بعد أن كانت خلال سنوات ماضية تقتصر على من تكون أعمارهم أكبر من أعمار الشباب، وتتجاوز سن الشباب.
ويبقى الأمل بأن تصنع الملحقيات الثقافية في سفارات خادم الحرمين الشريفين بالخارج، ومنها الملحقية الثقافية في الولايات المتحدة، ممثلة في قسم الشؤون الاجتماعية، من الضوابط والشروط ما يدعم قدرة الشباب لتولي قيادة الأندية الطلابية السعودية في الجامعات الأمريكية؛ لأن الشباب هم الأكثر قرباً للطلاب، والأقدر على فهم احتياجاتهم من الأنشطة والخدمات.
إضافة إلى ضرورة قيام الملحقيات بدور أكثر فاعلية في متابعة أداء الأندية الطلابية؛ إذ إن بعض هذه الأندية لا يوجد منها سوى الاسم فقط دون أي نشاط حقيقي لخدمة الطلاب، مقابل أندية أخرى تعمل بجهد كبير لخدمة المبتعثين والمبتعثات، وتحتاج إلى الدعم والتشجيع والمساندة.