كتابة وتصوير - أحمد المغلوث:
اتصل بي أحد الأحبة من المعارف طالباً مني تكليف أحد الأبناء الذين يعملون في الرياض أن يشتري له عقالاً قبل عودته في نهاية الأسبوع، وذكر نوعية العقال، والحق أنني دهشت من طلبه الغريب، وهل المنطقة بحجمها ومساحتها وتعدد أسواقها لا يوجد فيها مثل هذه النوعية من «العقل».
لم أتردد أن أطمئنه بأن طلبه على العين والرأس، وبالمناسبة فالعقال لباس الرأس بات من العادات المتوارثة أباً عن جد بل إنه يشكل علامة مميزة تضفي لمسة من (البرستيج) على شخصية لابسها، وكم واحد تأخر عن الذهاب إلى عمله أو حتى الخروج من بيته لعدم عثوره على عقاله، لذلك يحرص بعضنا على وجود أكثر من عقال داخل دولاب ملابسه من باب الاحتياط، فهو المكمل للشخصية، اللهم إلا من اعتاد على عدم لبسه كالمشايخ والعلماء. والعقال الذي جاءت تسميته لغة من الفعل عقل، ويقال عقل الأعرابي ناقته، يعني ربطها، وقيل أعقلها وتوكل، والعقال هو رباط الرأس، ومن هنا جاءت تسميته بالعقال واشتهرت مدن في المملكة بصناعة العقل كالطائف. «الجزيرة» سألت أحد باعة الملابس والعقل في أحد الأسواق بالأحساء عن أنواع العقل، فقال محمد نعمان منصور: هناك أنواع عديدة منها المستورد والمنتج محلياً، لكن أفضلها ما كانت خيوطه إنجليزية نظراً لجودتها، والأثمن هو العقال المرعز، وتتراوح أسعاره بحسب حجمه، فهناك عقال ضعيف ونوع سميك، فهناك العقال المصنوع بالخيط الناعم أو الخشن، والأسعار تتراوح من 25 ريالاً إلى 35 ريالاً، والأنواع الثمينة لا تتوفر في المحل لكننا نطلبها لبعض الزبائن الذين يرغبونها، وعن الإقبال على شراء العقل، أجاب مشكوراً: في العادة يتضاعف الإقبال عليها في المناسبات كالأعياد أو الزواج.