أمير منطقة الرياض يدشن ملتقى السفر والاستثمار السياحي بمشاركة 300 جهة ">
الجزيرة - عبدالرحمن المصيبيح / تصوير - مترك الدوسري:
افتتح صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة البارحة الأولى, الدورة التاسعة لملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي 2016 الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات.
وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وأعضاء مجلس إدارة الهيئة وكبار ضيوف الحفل.
وبدئ الحفل المعد بهذه المناسبة بالقرآن الكريم, ثم شاهد الحضور عرضاً مرئياً عن الملتقى والسياحة السعودية.
بعد ذلك ألقى رئيس مجلس السفر والسياحة العالمي جيرارد لوليس كلمة أشاد فيها بما تشهده المملكة من تطور في المجال السياحي, وبجهود المملكة في تطوير قطاع السفر والسياحة, والسياحة الثقافية، منوهاً بأهمية صناعة السياحة في الاقتصاد العالمي والوطني، مبيناً أن مجلس السفر والسياحة العالمي قطاع عالمي في مجال السفر والسياحة يحتوي على أكثر من 44 رئيسا ومديرا تنفيذيا في جميع المجالات بما في ذلك السفر والسياحة, حيث يعدان أهم مجالان في هذا القطاع ويدعمان بشكل مباشر وغير مباشر أكثر من 2284 فرصة وظيفية.
ثم ألقى سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني كلمة أشاد فيها بما تحظى به قطاعات السياحة والتراث الوطني من اهتمام من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ .
وقال سموه : «إن الدولة قد فاتها، العديد من الفرص الاقتصادية المتاحة في تطوير قطاعي السياحة والتراث، ومن الممكن تعويضها من خلال المسارعة في إنشاء الوجهات السياحية المنافسة، وتحسين البنى التحتية، وتأسيس شركات التنمية السياحية، وزيادة فرص الاستثمار والتمويل السياحي، وتنويع المنتجات والخدمات السياحية ورفع مستوى جودتها.
وتابع سموه : «إن هذه البلاد لن تخسر المزيد من الفرص والملك سلمان ملك لهذه البلاد», منوهاً بأن التحول الذي تتبناه الدولة حاليا بقيادة خادم الحرمين الشريفين حصل في الهيئة منذ إنشائها.
وأضاف: «الملك سلمان مدرستنا وهو قائد استثنائي لا يؤمن بالفقاعات», لافتاً النظر إلى أن السياحة ليست مجرد ترفيه بل صناعة متكاملة وأي اختزال لها في مشاريع ترفيهية أو محاولة لإطلاق مشاريع ترفيهية بعيدا عن منظومة السياحة التي تبنتها الدولة ممثلة في الهيئة خلال السنوات الماضية سيكون مضيعة للوقت وزيادة في الخسائر, مؤكداً أن أي تردد في دعم القطاعات المعززة للاقتصاد مثل السياحة والتراث يفاقم من خسائر المواطن وتراجع اقتصاد المملكة.
واعتبر سموه أن الجائزة المهمة التي حظيت بها الهيئة هي المواطن السعودي الذي حرصت الهيئة منذ بدايات تأسيسها على إشراكه في أنظمتها وبرامجها ومشاريعها, والمستشار الأول للهيئة يجب أن يكون المواطن، والشركات الاستشارية لا يمكن أن تخلق لوحدها المستقبل ولا تقود التحولات.
ولفت الأمير سلطان بن سلمان النظر إلى أن غلاء الأسعار في الخدمات السياحية هو بسبب أن السياحة هي القطاع الوحيد غير الممول ولو توقف الدعم عن قطاعات أخرى فستكون أسعار السلع فيها أضعاف ما هي عليه الآن, منوهاً بأن النمو في أعداد السياح المحليين والاستثمارات السياحية حصل بدون أي دعم ويمكن قياس ما سيكون عليه لو تم الدعم للقطاع.
وقال سموه في كلمته : « الدولة أسست صناعة كبرى ضمن مؤسسة أسمها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني مع شركائها من إمارات المناطق والقطاع الخاص ولا نريد أن يكون هناك مضيعة لمزيد من الوقت, وقلت سابقا أن أكبر خطر على أي اقتصاد في العالم هو الفرص الضائعة وفي مجال السياحة الوطنية, وحقيقة ضاعت منا فرص كبيرة ولو تركنا المجال مفتوح من خلال التردد والتأخر ومن خلال الضعف في المبادرة بالتمويل فستستمر الخسارة ونترك المجال حتى تنطلق دول أخرى ونهنئها على نجاحاتها سواء في دول الخليج أو غيرها لأنها استفادت من الفرص وحولت برامجها الاقتصادية إلى القطاعات المنتجة.
وأضاف «البشرى هي ما نسمعه من سيدي خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ في لقاءاته العامة والخاصة واهتمام الدولة بأن تنطلق السياحة الوطنية بشكل عاجل وتفتح أبواب الوطن لأبناء الوطن في كل مكان الذين يعتبرون الكنز الأول للسياحة الوطنية، والأرقام التي نسمعها اليوم عن نمو السياحة الوطنية جرّاء التحول الكبير الذي حدث في السنوات 15 الماضية وتحول المواطن من متردد إلى متحمس للسياحة الوطنية ومن مشكك إلى متأكد من إمكانيات هذا البلد وما يحويه من مواقع ومن بشر ومن ترحاب ومن جميع المكونات التي تجعل السياحة في أي بلد قصة نجاح، ومن أهم مكونات النجاح تلك هو المواطن السعودي الذي يغذي اقتصاديات بلدان أخرى كسائح, ويسكن هنا ويرغب ببرامج ترفيه ووجهات سياحية تأخرت كثيرا ولم تنطلق بعد، المواطن السعودي اليوم هو أكبر سوق بالمنطقة ويتسابق عليه الآخرون ونحن نخسر هذا الاقتصاد الكبير وهو يخرج من بلادنا بمئات المليارات في سبيل أننا لم نحقق للمواطن حتى الآن ما يطمح إليه مع كل الأرقام التي سمعناها اليوم».
وبين سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن الهيئة قدمت للدولة ضمن استراتيجتها الوطنية قبل عام مشروع ريادي لتوطين صناعة اقتصادية متكاملة بكل عناصرها النظامية والتنظيمية وعناصر التمويل وبناء علاقات الشركاء ومقدمي الخدمات, والملك سلمان ـ حفظه الله ـ لا يؤمن أبدا بالفقاعات ولم يؤمن أبدا بالتصريحات ولم يؤمن إلا ببناء البنية التحتية، والملك سلمان في أول اجتماع لمجلس التنمية السياحية بمنطقة الرياض قال «إن ما رآه في الإستراتيجية الوطنية لتنمية السياحة التي عرضتها الهيئة يعتقد البعض أنها أحلام واليوم نرى أن هذه الأحلام تحققت وتتجاوز التوقعات»
وأكد سموه أن الهيئة قطعت شوطاً كبيراً في تنظيم وتطوير هذه القطاعات على المستوى الوطني وعلى مستوى المناطق, وبلغت المبادرات التي أطلقتها الهيئة حتى الآن أكثر من (232 مبادرة) تم تنفيذ معظمها، وبعضها في طور التنفيذ, منوها بأهمية أن تكون القطاعات صناعات اقتصادية مثل قطاعات التعليم والرياضة والثقافة وغيرها.
وأشار إلى أن الهيئة قدمت أسلوباً هادفاً ومركزاً في التحول الإداري والاقتصادي منذ بداية تأسيسها عام (1421هـ)، وبشكل يتميز عن المتعارف عليه في الأجهزة الحكومية القائمة حينها، حيث اعتمدت برنامجاً متطوراً ومتميزاً شمل إحداث نقلة عميقة في قطاعات السياحة وإعادة هيكلة وتنظيم الصناعة جذرياً، وإعداد استراتيجيات وخطط للتنمية السياحية على المستوى الوطني والمناطق.
ولفت سموه النظر إلى أن التطورات الإيجابية السريعة التي تشهدها صناعة السياحة في المملكة، والنمو والطلب المتزايد على الخدمات والمرافق السياحية في جميع المناطق، تشير إلى مستقبل زاهر وكبير لأحد أهم القطاعات الاقتصادية الواعدة التي تحتاج إلى الدعم والتسهيل لضمان تحقق نتائج الجهود الكبيرة التي بذلت طوال السنوات الماضية في التخطيط والتطوير والتنظيم، والتي أكدت جميعها على الدور المتوقع للسياحة والتراث في زيادة مصادر الدخل وتنويعها، وتوفير فرص العمل والاستثمار للمواطنين وبخاصة الشباب، وتحقيق التنمية المحلية، ويؤكد ذلك أيضاً الارتفاع الكبير في المؤشرات السياحية، حيث زاد إسهام السياحة الوطنية في الناتج المحلي الإجمالي إلى أكثر من الضعف؛ حيث ارتفعت القيمة المضافة لقطاع السياحة من (36.5) مليار ريال عام2005م، إلى (85.5) مليار ريال عام2015م. كما تضاعف الإنفاق على الرحلات السياحية الداخلية من (55) مليار ريال عام 2005م إلى (105) مليار ريال في عام 2015م.
بعد ذلك سلّم راعي الحفل وسمو رئيس الهيئة جوائز التميز السياحي لهذا العام، وهي الجوائز التي تمنحها هيئة السياحية سنويا للمتميزين من العاملين الأفراد والشركات في القطاع السياحي.
كما كرّم سمو أمير منطقة الرياض الشركات والجهات الراعية للملتقى وهي: الهيئة العامة للطيران المدني «شريك استراتيجي، الخطوط الجوية السعودية «شريك استراتيجي»، سكاي برايم للخدمات الجوية «شريك استراتيجي»، شركة هواوي «راعي ذهبي»، شركة دور «راعي البرنامج العلمي»، جامعة الملك سعود «شريك البرنامج العلمي»، مجموعة الحكير «راعي ضيافة».
ثم ألقى راعي الحفل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة كلمة أكد فيها أن هذا الملتقى يقام بالتزامن مع ما تحققه السياحة الوطنية من تطور ملحوظ وإقبال كبير من مختلف شرائح المجتمع السعودي.
وقال سموه في كلمته: أرحب بكم وأحييكم في الرياض ملتقى الوطن, والتي نلتقي هذه الليلة على أرضه رجال عملوا في مجال مهم، جعل منه رائد الوطن وقائد البلاد والمسيرة كائنا ثابتاً مهما، لذلك يجب أن نرعى هذه النظرية بشكل دقيق.
وأضاف سموه : نحن نعيش في هذا المساء مناسبة تقدير وتكريم رجال عملوا في مجال مهم عمل احترافي يقوده أخ عزيز ويؤسس له رائد هذه المجال الأمير سلطان بن سلمان الذي جعل السياحة علامة بارزة, أقدر له وللهيئة ومجلس إدارتها والعاملين دورهم لما يقدمون من أعمال صالحة تسع كل لون، ولها طعم ورائحة من خلال تنظيم كل ملتقيات الوطن, وكل من سبقنا وخاصة الأمير سلطان قد تحدث عن هذا القطاع بما فيه الكفاية وأسس وركز وشرع على كثير من الجوانب الهامة التي يجب أن نعتني بها , حفظ الله الوطن وأبنائه وقيادته «.
بعدها افتتح سمو أمير منطقة الرياض المعرض المصاحب للملتقى الذي يقام على مساحة أكثر من 15 ألف متر مربع، وتجول في أجنحة المعرض الذي يشارك فيه 300 جهة سياحية داخلية وخارجية، إضافة إلى عروض الوجهات السياحية، ومعرض المأكولات السعودية والفعاليات المتنوعة.