كتب - سلطان الحارثي:
في الوقت الذي يبحث فيه الجميع عن إنجازات وبطولات كرة القدم، ويبحثون عن لاعبيها «مشيدين ومنتقدين»، ولا يهتمون لأكثر من ذلك، يبرز لدينا نجوم من كافة الألعاب المختلفة سواء الفردية أو الجماعية، ويحققون من الألقاب الخليجية والقارية والعالمية ما يستحق التخليد والافتخار بهم، ولعل ماحققه منتخب كرة اليد مؤخراً ما هو إلا إنجاز يضاف لهذه اللعبة التي دائما ما تكون في طليعة الألعاب المنجزة، ولكن نحن ومنذ البداية نعاني من مشكلة عدم إبراز تلك المنجزات التي تستحق الاحتفاء وإبرازها للجميع، وهذه المشكلة لا أعلم هل يتحملها الإعلام بسوء تغطيته، أو يتحملها الجمهور بعدم متابعته واهتمامه، أو يتحملها الاتحاد المنجز بعدم تواصله واتصاله بالإعلام، وأياً كان السبب، فإننا متفقون على أن الألعاب المختلفة تعتبر نسيا منسيا، ولا يعير لها الوسط الرياضي أي اهتمام حتى وهي تتفوق على كرة القدم، وتحقق إنجازات عالمية لو حققها أحد لاعبي كرة القدم لضجت الصفحات الرياضية والقنوات المختصصة، ولأصبح اسم اللاعب المنجز على كل لسان، ولكن هذا هو حالنا مع الألعاب المختلفة التي تحقق الذهب ولا يعيرها الناس أي اهتمام.
وحتى على مستوى المادة، لا يمكن مقارنة لاعب كرة قدم بلاعب غيره ينتمي للألعاب المختلفة، فما يستلمه لاعب كرة يد أو طائرة أو كاراتيه لا يمكن أن يصل لربع ربع ما يتقاضاه لاعب كرة القدم، وهذا فيه إجحاف كبير، خاصة وأن لاعبي كرة القدم في الفترة الأخيرة لم يحققوا أي منجز يسجل باسم الوطن سواء أكان ذلك مع المنتخب أو مع أنديتهم، بينما ما حققه مثلا لاعب المنتخب السعودي للكاراتيه عماد المالكي من منجزات عالمية وقارية وخليجية يستحق عليها الإنصاف، فهو حقق منجزا سُجل باسم الوطن، وذلك من خلال تحقيقه الميدالية الذهبية بكأس العالم في سلوفينيا بوزن 60 كجم، وهذا إنجاز عظيم يستحق أن نفخر به، ونفاخر بمن حققه، وهذا اللاعب جئت به على سبيل المثال ولكثرة إنجازاته وما حققه في مجاله، وإلا فإن هنالك لاعبين كثر ينتمون للألعاب المختلفة أنجزوا وحققوا ما يجعل الوسط الرياضي يفخر بهم، ويحتفي معهم بتلك المنجزات التي سُجلت باسم وطن الأمن والأمان، ورُفعت من خلالهم راية التوحيد خفاقة في سماء العالم، ولذلك فنحن هنا لا ندعي أحد للتخلي عن كرة القدم، ولكن مثلما تدعمون لاعبي كرة القدم، التفتوا قليلا للاعبي الألعاب المختلفة، وأنصفوهم، وأبرزوا إنجازاتهم، وأعطوهم حقهم من الإنصاف، ونحن هنا لا نتحدث عن جهة معينة، بل نتحدث عن الإعلام والجمهور، ناهيك عن المؤسسة الرسمية وأعني هنا الرئاسة العامة لرعاية الشباب واللجنة الأولمبية والتي لابد أن تكرم كل من يحقق منجزا يسجل باسم الوطن، فعماد المالكي وأمثاله من الأبطال المظلومين لابد أن تعتني بهم المؤسسة الرسمية حتى يشعروا بأهمية ما حققوه، وأنهم بهذه المنجزات رفعوا من أسهم الرياضة السعودية في المحافل الدولية.