السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
أشير إلى ما نشر في جريدة الجزيرة الغراء في العدد رقم (15879) في الصفحة العاشرة بعنوان: (معرض للتوعية بحقوق المرضى النفسيين في مستشفى شقراء).. حيث افتتح مدير مستشفى شقراء عبدالله المنيع المعرض التوعوي لحقوق المرضى النفسيين بحضور المدير الطبي وعدد من الكادر الطبي، حيث تم الشرح عن محتويات هذا المعرض وأهدافه إضافة إلى ما يحتويه هذا المعرض من محاضرات ولقاءات ونشرات حول حقوق المرضى النفسيين.
أقول إن هذه مبادرة طيبة وظاهرة صحية من هذا المستشفى تجاه حقوق المرضى النفسيين لأن هؤلاء المرضى النفسيين ذكوراً وإناثاً هم من أفراد المجتمع كغيرهم، لهم حقوق علينا وعلى الدولة وقد يكونون أولى بهذه الحقوق الطبية العلاجية لأن مرضهم وهيامهم على أنفسهم بدون علاج ورعاية يعطل بعض طاقات المجتمع في المساهمة في التنمية تنمية اقتصادية أو تعليمية أو إنتاجية... إلخ وأكثر من هذا يكونون عالة على أنفسهم وأسرهم ومجتمعهم لأن التنمية كما يقول المختصون في هذا المجال أن التنمية تبدأ من أفراد المجتمع وتعود عليه في جميع مناحي الحياة والدولة -أعزها الله- بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -متعه الله بالصحة- وحكومته الرشيدة تبذل الغالي والنفيس وتعطى الأولوية للتعليم والصحة في ميزانيتها حيث ترصد المليارات من الريالات في سبيل هذا التعليم وصحة وعلاج المواطن ومن هذا العلاج علاج ورعاية ذوي الأمراض النفسية والعقلية في مختلف أمراضهم هذه.
ودليل هذا الاهتمام والرعاية إنشاء مستشفيات الأمل للصحة النفسية بعلاجها وكذلك الأمراض العقلية الأخرى التي قد تكون ناتجة عن استعمال المخدرات والمسكرات إضافة إلى المستشفيات والعيادات الأخرى للمصحات النفسية لأن ذوي الأمراض النفسية والعقلية أصبحوا كثر في الآونة الأخيرة لتعقد الحياة ومشاكلها من البطالة والظروف الأسرية والمجتمعة القاسية ورفاق وشلل السوء الذين يتلقفون بعض أفراد المجتمع وخاصة الشباب، ويزينون لهم بعض المواقف السيئة حتى يدخلونهم في دوامة هذه المواقف من تشرد وانحرافات واستعمال بعض المحظورات حتى يصلون إلى مرحلة الإدمان ومن ثم متاهة الأمراض النفسية والعقلية ويصبحون ويشكلون خطورة على أنفسهم وأسرهم ومجتمعهم فكم سمعنا وقرأنا في وسائل الإعلام المقروءة والمرئية وخاصة شبكات الألواح الإلكترونية من قتل وضرب وطعن طالت الأقارب من الوالدين وخاصة الأم والإخوان والأخوات والأصدقاء وزملاء العمل كل هذا نتيجة لإهمال بعض ذوي الأمراض النفسية، فكم شاهدت وشاهد غير من يهيم على نفسه في الطرقات والشوارع والأسواق ليل نهار ولا أحد يحرك ساكناً تجاههم الكل يقول ليست هذه مسؤوليتي (من شرطة - وهلال أحمر - ووزارة الصحة - ووزارة الشئون الاجتماعية... إلخ) حتى يقع الفأس في الرأس.
أو حتى لو تم القبض عليه من أي جهة أو حتى من أسرته وثم الذهاب به إلى المصحات النفسية يتم فحصه سريرياً ويعود مع من أحضره بعد صرف العلاج له هذا المريض حتى ولو كان بحاجة للتنويم فيعود كما كان لأنه لا يتعاطى العلاج لرفضه وأسرته لا تستطيع إعطاءه إياه في المواعيد المحددة وسبب عدم تنويمه من قبل المستشفى هو عدم وجود سرير تنويم لهذا المريض، حيث انتقلت هذه الظاهرة وهذه العدوى من المستشفيات العامة الحكومية إلى مستشفيات الصحة النفسية.
فإلى متى يكون عالجنا قصير المدى وليس بعيد المدى لسنوات قادمة تخطيطنا وقتي وتسكيني ينتهي بعد فترة زمنية والمدن تتسع والسكان يزداد عددهم بنسب تطاردية والأمراض النفسية تكثر أكثر مما قبل والدولة لم تقصر بشيء وقائد مسيرتنا وتنميتنا الملك سلمان بن عبدالعزيز دائماً يردد ويقول الأمانة انتقلت مني إليكم ويقول: (رحم الله من أهدى إلى عيوبي) ويقول كذلك (أنا وجدت لخدمة ديني ووطني) ويقول حفظه الله (آذاننا صاغية وأبوابنا مفتوحة وهواتفنا بما معناه غير مقفلة).
هل هناك أكثر من هذه السياسة سياسة الباب المفتوح ليس للمواطن فحسب، بل للمقيم على هذه الأرض الطيبة فيا أيها المسؤولون في قطاع الدولة الحكومي خططوا ونفذوا طالما هذه سياسة خادم الحرمين الشرفين فالأموال مرصدة وموجودة طالما أنها تخدم المواطن في جميع مناحي الحياة الدينية والتعليمية والصحية والاجتماعية والثقافية والإعلامية... إلخ.. فهذا هو ما يسعى ويصبو إليه ملكنا الملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
مندل عبدالله القباع - خبير ومختص اجتماعي