فادي إبراهيم الذهبي ">
وتتواصل مسيرة الخير والتنمية والعطاء، مسيرة خادم الحرمين الشريفين, مسيرة الملك ابن الملك ابن الإمام، فمنذ أن وحَّد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - أرض الجزيرة كانت بداية شعلة النور والإيمان الذي أضاء جبالها ووديانها.
وتمضي الأيام تباعاً وتعبق من أرض الجزيرة العربية نسمات الذكريات، تحمل معها أمجاد التوحيد على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله.
ونشأت الدولة السعودية الحديثة التي أصبحت ملكاً للتاريخ، وضربت بجذورها عميقاً في مجتمعها وشعبها, واستمرت صورة البطولة في أبنائه الميامين من بعده الملك سعود، الملك فيصل، الملك خالد الملك فهد والملك عبدالله - رحمهم الله - على حمل راية التوحيد، واستلم الراية من بعدهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أطال الله في عمره.
وأطل الملك سلمان متوكلاً على الله مبتدئاً باسم الله يحمل العهد, عهد الولاء, عهد العزيمة والإصرار وتحدي الصعاب, عهد الحزم والعزم.
فالملك سلمان - رعاه الله - له الشعبية الكبرى في كثير من البلدان الإسلامية والعربية التي زرتها، والجميع يشهد بوفائه واهتمامه من صميم قلبه للقضايا الإسلامية والعربية، ومد يد العون والمساعدة لكل المسلمين في أنحاء العالم. فقد زرت العديد من المدن والقرى الإسلامية وغير الإسلامية، فكنت أجد بها مساجد ومدارس ومستشفيات، وكنت أعلم لاحقاً بأنها بدعم من المملكة العربية السعودية وليس هناك أية لوحة أو إشارة تفيد بأنها على نفقة المملكة العربية السعودية، بل وفي بعض القرى كنت أجتمع مع أناس يقولون لي إنهم تعالجوا بستشفيات المملكة مجاناً واستلموا حتى ثمن تذاكر السفر. فالحمدلله بأن لهذه الأرض وللمملكة الغالية السمعة الطيبة في إنحاء العالم.
لقد منَّ الله على المملكة العربية السعودية أن يسر لها خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن، أي شرف هذا يفتخر به، والحمد لله أن وفق المملكة لتقديم أكبر توسعة في التاريخ شهدها الحرمان المكي والمدني الشريفان، فالسعودية تبذل جهوداً رائعة في تقديم وسائل الراحة والأمان للمعتمرين والحجاج، فالمعتمر أو الحاج يشعر بالاعتناء البالغ بالحرم المكي منذ أن يبدأ طريقه من جدة إلى مكة، حيث ترى طريقاً واسعاً مليئاً بمحطات الوقود والاستراحات وسيارات الشرطة والمرور والإسعاف على جنبات الطريق لتقديم المعونات التي يحتاجها الحاج، وما أن تصل مكة المكرمة حتى تجد المواقف الواسعة والفنادق والشقق السكنية القريبة من الحرم المكي الشريف، وفي الحرم تجد الأرضية المعتدلة الحرارة، وعمال النظافة العاملين ليل نهار كخلية النحل ومياه زمزم المنتشرة في كل زاوية من زوايا الحرم المكي الشريف بكاسات نظيفة، والإنارة الرائعة التي تجعل الحرم في الليل وكأنه في وضح النار. هذا، ناهيك عن رجال الأمن في الحرم الذين يقدمون كل أمن ورعاية لزوار الحرم المكي الشريف وكذلك مكاتب الإفتاء والنصح والإرشاد في الأمور التي تلتبس على الحاج أو المعتمر.
إن الطبيعة الجغرافية لمكة المكرمة صعبة للغاية، لذلك كانت عملية حفر الأنفاق وإقامة الجسور والشوارع ليس في مكة فحسب بل في عرفة ومنى ومزدلفة الأمر الغاية في التعقيد الذي يتطلب مجهودات مالية وإدارية وفنية مهولة في تنفيذها، والحمد لله أن وفق المملكة على أتم وجه لهذا الشرف التاريخي الذي تحظى به المملكة العربية لسعودية وبشهادة جميع مسلمي العالم، ولا بد لنا من ذكر مجمع خادم الحرمين الشريفين لطباعة المصحف الشريف الذي يوزع هدية قيمة لا تقدر بثمن توزع على مسلمي العالم، والله إنها مفخرة لكل مسلم، والله إنه لشرف ما بعده شرف، وأهلاً بضيوف الرحمن...أهلاً بالمسلمين.
فصقر العرب الملك سلمان بن عبدالعزيز أفعاله الرجولية والشجاعة والإقدام ليست وليدة اليوم بل هي استمرار لتاريخ رجل تشرب حب الإسلام والعروبة والأصالة من والده مؤسس الدولة السعودية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - التسامح الكرم الشجاعة والعدالة وغيرها - رعاه الله - فنحن ليسنا بصدد أن نسرد صفاتك الحميدة لكن يا سيدي إنها كلمة لابد أن تقال.
فوالله يا والدنا إننا نحبك من قلوبنا...ومن عميق نفوسنا، فهنيئاً لنا بك يا سيدنا، وعاش شعب المملكة العربية السعودية مسلماً مسالماً مدافعاً عن دينه ووطنه.