ما زلت أتذكر ذلك اليوم الذي أعلن فيه الانقلابيون دخول عدن وأسرهم اللواء محمود الصبيحي وزير الدفاع اليمني والقيادي العسكري فيصل رجب، كان الوقت حينها ظهرا ونحن ومجموعة من الثوار والناشطين نجري مهرولين في الزقاق وجنود الأمن المركزي التابع للمخلوع ومليشسيات الحوثي يطاردونا وهم يطلقون النار بكل عنجهية وغطرسة باتجاه كل من يقترب من جولة القصر التي فيها معسكر الأمن المركزي والقوات الخاصة التابعة للمخلوع كنت حينها لم أتعافى بعد من حادث الاعتداء الذي تعرضت له قبل حوالي يومين من قبل مليشيات الحوثي، حينما كنت أعمل مصوراً وأعلامياً لشبكة التلفزيون العربي حينها ووكالة الأناضول التركية دخلت على إثرها في غيبوبة وظللت لفترة ما يقارب الشهرين على عكاكيز، عدت إلى البيت أتأبط عكاكيزي وأنا على يقين أن ذلك اليوم سيكون يوماً استثنائياً هكذا أخبرت أصدقائي المحبطين الذي تواردوا لزيارتي وأخبرتهم أن هناك تدخلاً عربياً عاجل لإيقاف التمدد الحوثي الذي تجاوزت غطرسته حدودها تحت مسميات واهية لمحارية داعش والقاعدة التي تمثل الوجه الأخر للمخلوع ولها أيضاً متجاوزين كل النداءات والتحذيرات والدعوات التي وجهت إليهم للعودة إلى جادة الصواب ولم تكن تكهناتي تلك إلا وفقاً لقراءة فاحصة وجيدة للوضع وهو بالفعل ما تم في منتصف تلك الليلة حين أعلنت قناة العربية الحدث قرار قائد الأمة العربية والإسلامية ملك الحزم سلمان قراره التاريخي بانطلاق عمليات عاصفة الحزم والبدء في ضرب قاعدة الديلمي الجوية والمطارات العسكرية تم على إثرها تحييد سلاح الجو اليمني الذي كان بيد المليشيات في فترة قياسية وهي الضربة التي لم يتوقعها المخلوع صالح ولا مليشيات الانقلاب الحوثية.
جاءت عاصفة الحزم كأهم حدث عربي وعالمي خلال العام الماضي لتعيد للأمة العربية اعتبارها الحقيقي ومشروعها الحضاري في ظل الغطرسة الفارسية والمشروع الصفوي الذي تجاوز حده وبدأ ينخر في جسد الأمة العربية قطراً تلو الآخر.. جاءت لتصنع للأمة العربية تاريخاً جديداً بقيادة الملك سلمان ملك الحزم والعزم الذي أعاد صياغة زمن الانكسار العربي إلى زمن الانتصارات والتحدي.
لن ينسى اليمنيون بعد مرور عام من انطلاق عاصفة الحزم ملك الحزم والعزم سلمان وقراره التاريخي وقيادات التحالف العربي والأشقاء في الخليج ووقوفهم الداعم والمساند لاستعادة الشرعية في اليمن وفي المقابل لن ينسوا كل تلك الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الانقلابية بحق أبناء شعبنا اليمني في كل المحافظات لن ينسوا جرائمهم التي ما زلوا يرتكبونها بحق أبناء مدينة تعز التي تدفع ثمن مساندتها للشرعية ورفضها للانقلاب.
اليوم وبعد مرور عام على انطلاق عاصفة الحزم حتما سيكون للتحالف العربي قراره في حسم معركة تعز وإنقاذ أبنائها من حرب الإبادة وسيكون لملك الحزم والعزم سلمان الكلمة الأخيرة في ذلك كيف لا وتعز رفعت صوره على الرؤوس عالياً مساندة لقراره الحكيم ورفعت له كل برقيات الشكر والعرفات في كل مسيراتها منذ الساعات الأولى لانطلاق عاصفة الحزم قائلة شكراً سلمان شكراً ملك الحزم وهو ما جعل العصابات الانقلابية اليوم تخوض ضد تعز وأبنائها كل هذه الحرب القذرة وتمارس في حقهم أبشع الجرائم والتنكيل.
لن تنسى تعز مواقف ملك الحزم والعزم قائد التحول التاريخي ومملكة الخير والعطاء وهي تقود اليوم معاركها الحاسمة ضد مليشيات الانقلاب وهي على ثقة بأن ملك الحزم لن ينساها وسيكون له القول الفصل والأخير.
- وضاح اليمن عبدالقادر
Yaljazeera@gmail.com