طالعت في الصفحة الأولى بالجزيرة بتاريخ 3 من جمادى الآخرة 1437هجريًّا تغريدة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -. وقد عبَّر - وفقه الله - عن فخره بتضامن الجميع في تمرين رعد الشمال، وأن «العالم العربي والإسلامي فخور بمقامكم الكريم وبهذا التحالف العظيم الذي طال انتظاره»، وكان ينتظر القائد الشجاع المتوكل على الله تعالى ثم على وحدته الإسلامية في ردع أهل الشر والضلال والإرهاب بقوة عربية وإسلامية، تذكرهم بأمجاد الأمة العربية والإسلامية العظيمة. وها أنتم يا ملك الحزم كنتم لها، وبحكمتك وعزمك وحزمك نجد 20 دولة إسلامية تجتمع وتخوض أكبر مناورات عسكرية في العالم. قال تعالى: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ}.
وحينما تم الإعلان من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع عن هذا التحالف برعد الشمال أصاب الأعداء بالتخبط، وصدرت الكلمات الحاقدة الحاسدة والقلوب المرتجفة من الخوف بأن هذا التحالف لن يتم ولن تجتمع الأمة الإسلامية في تحالف عسكري، وأن هذا من الخيال، وأخذ إعلامهم بكل قوته من بث الإحباط والتشكيك في قيام هذا التحالف الإسلامي. قال الله تعالى {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}. ألا يعلم هؤلاء المهلوسون والعملاء من أحزاب الشيطان وبني صهيون وبني صفوان ومن هم على طريقهم يسيرون أن قائد هذه البلاد هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وأنه يملك الحكمة والسياسة والتقدير من العالم الإسلامي، سواء على السبيل الرسمي أو الشعبي. وقد أمتعت يا ملكنا الغالي جميع عيون وقلوب العالم الإسلامي والعربي بالمناظر الجميلة والمناورات العسكرية التي تعبّر بكل فخر عن قوة العالم الإسلامي وإعادة هيبته وتضامنه الذي - كما قلت - قد طال انتظاره، بحضور قادة العالم الإسلامي، تتقدمهم يا ملك القلوب بحزمك وعزمك. وقد اختلطت المشاعر، وذرفت العيون فرحًا بما تشاهده على أرض الواقع وعلى أرض الحرمين الشريفين من جيوش من وسط العالم الإسلامي وجيوش من شماله وجنوبه وشرقه وغربه، أثلجت الصدور بالاستعراض، سواء في السماء أو الأرض أو البحر، وتألقت بالأمة العربية والإسلامية، وزاد المسلم اعتزازًا وفخرًا بقيادته وبلاده المشاركة بهذا التحالف المبارك في رعد الشمال. وقد نقلت جميع القنوات الفضائية وقنوات التواصل الاجتماعي المناورات العسكرية التي جعلت قلوب المسلمين ترقص فرحًا، وقلوب الأعداء ترتجف خوفًا.
يا خادم الحرمين الشريفين، إن حروفي وكلماتي ومشاعري تبخرت، كيف لا ونحن بقيادتك الحكيمة نخوض حربًا في الجنوب، ومناورات عسكرية في الشمال، أذهلت العالم؛ ما يدل على قدرة جيشنا بجميع قطاعاته العسكرية الباسلة على خوض حرب على أكثر من جبهة. لم تشغلك الحرب، ولم تشغل رجالك المخلصين عن تنظيم أكبر تجمع عسكري وسياسي في أكبر مناورات عسكرية بهذا الحجم وهذا التنظيم المتميز بالكم والكيف من أجل ردع كل من تسول له نفسه الاعتداء على الأمة العربية والإسلامية. كنا يا قائد الأمة الإسلامية نشاهد قادة العالم الإسلامي في طاولة مستديرة، وأقوى القرارات التي ينتج منها الشجب والاستنكار، ولم يخطر ببالنا أننا نشاهد القادة في أرض مناورات عسكرية، تجمعهم كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله. لا توجد كلمات ولا تصريحات، وجعلوا من تضامنهم وجيوشهم ومناوراتهم العسكرية هي من تترجم كلماتهم إلى أفعال بقيادتكم الحكيمة لهذا التحالف، وبجوارك عضداك المحمدان، ولي عهدك نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية عضدك الأيمن الذي أثناء المناورات العسكرية حقق جنوده من أفراد وزارة الداخلية إنجازًا أمنيًّا في ردع الإرهاب في منطقة حائل. وكذلك ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ومهندس رعد الشمال.. بتوجهاتكم الكريمة استطاع - بتوفيق الله - التخطيط والإنجاز الدقيق في كسر جميع الحواجز الكبيرة، والوصول إلى هذا التجمع العسكري والسياسي الكبير الناجح بامتياز من الجميع، وخير شاهد على ذلك ذعر الأعداء وخوفهم من رعد مبارك، هو رعد الشمال.
ساعات وأيام جميلة عاشتها الأمة العربية والإسلامية في مشاهدة أجمل اللقطات والصور التي تظهر بكل فخر واعتزاز قوة الدول العربية والإسلامية. وأيام وساعات أصبحت ثقيلة على الأعداء واللقطات والصور خلقت الرعب والخوف في قلوبهم، وكما هي عاداتهم السيئة جعلت ألسنتهم تهذر والعملاء يفضحون أنفسهم بكل حماقة بتصريحاتهم المضحكة.
بلادنا حقًّا لنا أن نفخر بها وبقيادتنا الحكيمة.
السيف أصدق إنباء من الكتب
في حده الحد بين الجد واللعب
أسال الله العلي العظيم أن يحفظ حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وولي ولي العهد - حفظهم الله -، وبلادنا الغالية وجنودنا البواسل. ودمتم.
- خالد عبدالرحمن الزيد العامر