د. محمد خيري آل مرشد ">
إن ما يخربه مجنون يحتاج لمئة عاقل لإصلاحه، فما بالنا وهذا الجنون العمائمي الإيراني الجمعي وامتداداته السرطانية في المنطقة من بغداد المالكي وأذرعه، لبيروت حسن نصر اللات وجنوده مرورا بدمشق بشار وزمرته الإجرامية والى صنعاء الحوثي الهمجي.. إن هذه القوى الظلامية الهمجية التي تذكرنا بالقرامطة وتاريخهم الأسود الحافل بالقتل والتدمير دون استثناء حتى الكعبة المشرفة، لم تسلم من أذاهم.. يحق لنا أن نخاف من سيطرة هؤلاء الأوغاد لأن تاريخهم الإجرامي لا يماثل أي تاريخ من تواريخ الاحتلالات الغربية.. فهؤلاء الى درجة من الفجور إنهم يتقربون الى الله بذبحنا وتدمير مقدساتنا وتحليل أموالنا، وهذا الفقه لايكاد تجده بأي عقيدة على الارض سوى عند هذه الفئة الضالة التي تعلم أبناءها ليس إقصاء الآخر وحسب؛ بل هلاكه بأبشع الطرق وهم يستمتعون، ولنا في مناظر حرق الأحياء وكيفية ذبح وقتل الآخرين أمثلة لا تعد ولا تحصى..
وبما أن الأمر كذلك مخيف ومريب جدا فإن مصلحة الحاضر المتمثلة في الأمن والاستقرار والتقدم والتنمية مهددة جدا؛ بل مهدد وجودنا ككيان من قبل هؤلاء الهمج الضالين وحيث الهمج هناك يوجد أعداء الانسانية والحضارة، إذن نحتاج نحن لكم هائل من العقلاء والحكماء لكي يتصدوا لهذا التهديد المباشر، ولكن علمنا التاريخ بأن وجود قائد صالح قوي ذي نظرة ثاقبة وميزات قيادية فذة قد ينوب عن كل هؤلاء، فيكون رجلا بألف رجل يقوم بالتصدي لكل خطر محدق والحفاظ على كيان الأمة، وهذا ما نحسبه في الملك سلمان وفقه الله لكل خير ومن حوله من رجالات نحسبهم في هذا الخلق الذي نرجوه، وأيضا لا ننسى إخوته الصادقين الآخرين في المنطقة الذين يشكلون سندا وعونا حقيقيا.. هؤلاء يستطيعون بإذن الله وقف هذا المد الجنوني الصفوي بل دحره الى داخل ايران.
إن التغاضي الذي استمر لعقود عما تقوم به عمائم الخراب، من تكوين مؤسسات وجماعات وأذرع لها في المنطقة وتحضيرها على نار هادئة، أمثال حزب العفاريت في لبنان أو الحوثي في اليمن ومحاولة الانكفاء على الذات أو احتواء أخطار هؤلاء لم يعد مجديا ولا ينفع اليوم، بل إن الموقف الذي اتخذه الملك سلمان- حفظه الله- في حسم هذا الأمر ومواجهته وإن كان مكلفا فهو اقل تكلفة بكثير من التكلفة التي قد تصيبنا لاسمح الله لو انتصر هؤلاء في دمشق وصنعاء وغيرهما.. فقد يكلف الوجود وجودا..
اجتمع الشرق والغرب ليضمن مصالحه لابد من إعداد مشاريع متوازية لإنجاح أي نظرة استراتيجية لتغيير ما كنا عليه من شلل سياسي وتنفيذي وخاصة لمواجهة المد الصفوي السري منه والمعلن على حد سواء، لأن شهية عمائم طهران كبيرة ومنفتحة جدا على دول الجوار.. فإصلاح أخطاء الماضي تتم بمشاريع سياسية واجتماعية وعقائدية وثقافية عسكرية متوازية، قد تختلف جهوزيتها وسرعة تنفيذها حسب اختصاصها والهدف المرجو منها، إن العسكرية منها هو الضامن لنجاح الباقي والحفاظ عليه واستمراريته بحمايته.. هذا يتطلب مشروعا عربيا استراتيجيا متكاملا يعمل على ترسيخ هذه الأفكار وتنفيذها لتصبح واقعا ملموسا يعيشه الناس، والمتمثل بمناورات «برعد الشمال» أكبر مناورات يتم تجهيزها للتأهب بالشرق الأوسط..
نرى أن ما يقوم به الملك سلمان- حفظه الله- يذهب في هذا الاتجاه، وأن المعطيات التي نراها من اتخاذ قرارات جريئة جداا وخطوات عملية هامة للغاية، منها عملية عاصفة الحزم المباركة التي تعد من أهم عوامل ترسيخ الاستقلال العقائدي والثقافي والأمني، والتي أفشلت محاولات إيران الدخول من البوابة الجنوبية للمملكة لزعزعة أمنها.. كما أن تشكيل التحالف الاسلامي أو أي تحالف قوي رادع لشهية إيران، وكاسر لطموحاتها وتقطيع أذرعها في المنطقة بشكل مدروس وعملي وفعلي، هو الضامن الوحيد من تمدد شرهم إلينا.. هذه المعطيات والمؤشرات تجعلنا نعتقد بأن سلمان الخير «سلمان الحزم والعزم» هو رجل المرحلة وعنوان تشكيلها الجديد بإذن الله.