(اقعدي) يا هند! ">
في مجلس النواب الأردني في الجلسة الرقابية أواخر سنة 2014 اشتهرت هذه الجملة عندما غضب أحد النواب من عدم سكوت إحدى النائبات الغاضبات المطالبات بحق ما, بعدها أخذ المجلس كله يصرخ: (اقعدي يا هند)!
لست هنا بصدد الحديث عن تلك الحادثة؛ فحديثي عن هذه الجملة التي جرت مجرى المثل السائر في المجتمع كلما ضج من لا يريد لصوت المرأة أن يعلو - ولو بالحق - في محاولة لتهميش قدرات النساء المنجزات على الصعيد الإداري, والعلمي, والتجاري أيضًا.
عندما بدأت الانتخابات البلدية في السعودية هذا العام راج بين الأوساط أن هناك من يدور في مكاتب الاقتراع، ويطلب من المقترعين عدم التصويب للنساء!! بعيدًا عن صدق هذا الخبر وكذبه, يكفي أن تروج مثل هذه الفكرة، وتلوكها الألسن؛ لنتأكد من أن هناك من سعى لنشرها لهدف ومغزى.
عندما ظهر مقترح أعضاء مجلس الشورى فيما يتعلق بإظهار نسخة من (كارت العائلة) خاصة بالأم تسهيلاً لتعامل المرأة مع الدوائر الحكومية فيما يتعلق بأولادها في حال وفاة الزوج, أو سفره، أو طلاقها منه, وعلى أن الغاية من هذا المقترح تحمل أهدافًا سامية, وجدت من يحور هذه المعاني السامية لغاية في نفسه, ويطلق وسمًا مكذوبًا بعنوان: (إلغاء لقب رب الأسرة) لتفجير غضب الرجل السعودي؛ فإلغاء لقبه يعني إلغاء قوامته التي حفظها الله له بما أنفق وبما فضله الله به على المرأة من أمور فندها الشرع.
كذلك عندما استقلت جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بوصفها أول جامعة نسائية في المملكة العربية السعودية, راجت الأقاويل المسيئة والتحذيرات من أمور لا أصل لها, بل تعدى الأمر إلى أن أحد المشايخ وجَّه نداء لوزير الداخلية يخبره بأن الإخوة يستأذنونه عقب صلاة الجمعة لعمل مظاهرات عند باب الجامعة!!
وعندما أخبرت هذا الشيخ في حسابه عبر تويتر بأنني واحدة من منسوبات الجامعة، وأن عليه أن يتقي الله فيما يقول وما ينادي به, وأننا نساء لنا أهل, وتشهيره كأنه قذف للجامعة بكل من فيها على أنها كباقي جامعات البلد, بل تزيد على باقي الجامعات بأنها تضم معظم الداعيات من النساء اللواتي لهن بصمة لا أقول محلية, بل عالمية أيضًا، وهذا من فضل ربي, لم يرد بكل أسف, وتمادى في نفخ الآخرين له, وكان حريًّا به لو أراد الحق أن يفعل, ويتثبت, قبل أن يسهم في تشويه صورة المرأة المسلمة في بلده.
الحديث عن هذا الأمر ذو شجون, وحتى لا يطول أريد أن أختم بهذه التساؤلات: الرجل الذي يسمي زوجته في هاتفه باسم رجل, والابن الذي يكني أمه أمام أصدقائه حتى لا يقول: أمي.. هل يؤمنون في قرارة أنفسهم بأن المرأة عار؟ هل هذا التصرف من الدين؟! وأخيرًا للسالف ذكرهم: أين أنتم من «خذوا دينكم عن هذه الحميراء»؟! أين أنتم من «هيه يا خناس»؟! أين أنتم من «استوصوا بالنساء خيرًا»؟!
- د. زكية بنت محمد العتيبي
Zakyah11@gmail.com