عبدالله بن حمد الحقيل ">
كثيراً ما كتب الكاتبون عن تاريخ الجزيرة العربية من عرب ومستشرقين وأوروبيين تجلى في كتاباتهم عن الرحلات التي قاموا بها للحجاز ونجد وشبه الجزيرة العربية، كما أن هناك الكثير من المخطوطات والوثائق العربية والعثمانية والإنجليزية والإسبانية في مختلف العصور القديمة والوسطى والحديثة.. كما أن مكتبات المغرب العربي تحفل بالمزيد من الكتب والمصادر لإخواننا المغاربة ورحلاتهم للجزيرة العربية. ومع هذا الزخم الهائل من مصادر المعرفة عن تاريخ الجزيرة والذي ما فتئ مبعثراً ومشتتاً في دنيا المكتبات العامة والخاصة ولدى بعض المؤسسات العلمية وإن اهتمام جامعاتنا بعقد ندوات تاريخ الجزيرة العربية لأمر يستدعي الشكر والتقدير.. لأننا في الواقع في حاجة إلى موسوعة تاريخية تكون وافية ومستوعبة لمصادر تاريخ الجزيرة، ولقد سبق أن دعونا لهذه الفكرة منذ سنتين لأهميتها وللدور الذي سوف تلعبه.. وكثيراً ما التقيت ببعض الأخوة الذين يحضرون رسائل الماجستير والدكتوراه وكانوا يسألون باستمرار عن المصادر التي يمكن أن تفيدهم في تاريخ الجزيرة العربية، والجزيرة العربية تحفل بتراث عظيم وتاريخ ناصع بالمفاخر والأمجاد فمفاخر التاريخ قد كانت بها.
وقد مرت بها أحداث عظيمة وفترات تاريخية مضيئة منذ فجر الدعوة الإسلامية وما صحبه من تغير في حياتها وأحوالها الاجتماعية والاقتصادية والدينية. ولقد كان للجغرافيين العرب فضل في التعريف بالجزيرة العربية لا يقل عن دور الشعراء.
إن هناك الكثير من الوثائق والسجلات والسير والتراجم والنقوش والمخطوطات.. كل ذلك يستدعي إنشاء مركز دائم للبحوث والدراسات التاريخية إلى جانب البدء في تأليف موسوعة تاريخية تغني المكتبة العربية وتسد حاجة الباحثين والمهتمين بتاريخ الجزيرة العربية.