شاكر بن صالح السليم ">
عندما تعجز عن إثبات حقك فتعمد لشهادة مصنوعة من قِبل زملاء أو أصدقاء أو أقارب من غير قرابة الدرجة الأولى ونحوهم، وتحاول إرغام المتهم أمام القاضي بهذه الشهادة، وبما يشير إلى إرهاب المدَّعى عليه، بالاستشهاد عليه، فالقاضي لا يحكم لك بكل ما جاء في الشهادة، وقد يردها كاملة.
هذا ما يفعله بعض طلابنا عند استثارتهم للمعلمين المساكين، وتصوير معلميهم في الموقف الأخير من مسرحية (ضربني وبكى وسبقني واشتكى).
إرهاب المعلمين والطلاب بكاميرات التصوير في مواقفهم التعليمية جريمة تعليمية وتربوية، قبل الحكم عليها بأنها جريمة إلكترونية، والسكوت عليها أو تشجيعها يترتب عليه توقف اجتهاد المعلم والطالب معاً، ولزومهما الصمت عن كل ما يريانه مناسباً أو غير مناسب. النظر للمواقف يتغاير بحسب المتلقين؛ فقراءة المواقف يختلف عليها الناس، بحسب ثقافتهم وتربيتهم واطلاعهم على الأسرار والخفايا.. ونقلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتدليل على الطالب أو المعلم غير مقبول في نظر العقلاء. أما غير العقلاء فستغريهم التقنية؛ ليقتلوا الأمل في كل المواقف التعليمية.
قبول المسؤول والمجتمع لما جاء في تصوير المعلم في هذا العام أو في غيره، وقلب الطاولة على المعلم المتهم والمسكين، وأعمال هؤلاء الأطفال لا يختلف عن جلب الفتيات في مجلس العلماء والوجهاء وأئمة المساجد، فالنتيجة واضحة، وقوع الفريسة بشباك الاتهام، والاستجابة لخساسة صانع الحدث المشين.
اعذروني عند اختيار مفردة غير لائقة بعد هذا الحدث وغيره من التصوير المتعمد داخل فصول التعليم وغيره من الجهات الحكومية.
الشهادة بالمصادفة على حق ينكره المدعى عليه قد يقبل عند القاضي، ولكن التحسس والترصد والتجسس والتردد لوضع المسلم في قفص الاتهام لا يخلو من قلة المروءة وسوء التقدير.
تعمُّد تركيع المسلم فضلاً عن المعلم لا يخلو من قلة الأدب وسوء الطوية وقسوة القلب وتراكم الخلق السيئ وخساسة الأخلاق.. ونحن في زمن التصوير العريض، وقد وقع الكثير في أعراض الناس ونياتهم، فضلاً عن المعلمين والوجهاء، بسبب هذه الأجهزة التي تتعمد تصيُّد الأخطاء أكثر من قطف المعطيات والنتائج المميزة. وعلى العقلاء التصدي لهذه الأفعال بكل أشكالها وألوانها، وبخاصة داخل المدارس.
لن أقف مع المعلم أو الطالب، بل ضد صناعة الشهادة المشكوك في أمرها.. ولا أقبل تربية الأجيال على اعتبار المعلمين أعداء، يترصدونهم بجوالاتهم. والله حسبي ونعم الوكيل.