يوسف بن عبدالعزيز الطريفي ">
من يزور المدينة المنورة على مدى السنوات الأخيرة يرى التطور المتسارع والتنمية الهائلة في مختلف قطاعاتها في الطرق والمواصلات والصحة والمحلات التجارية وغيرها مما يلمسه المواطن والمقيم والزائر، وقد نال المسجد النبوي نصيبه الأكبر من التوسعة التي تعد الأوسع على تاريخ الحرم النبوي وتطوير مرافقه، وكل ذلك بفضل الله - عز وجل - ونعمته ثم جهود ولاة الأمر وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه - وولي عهده وولي ولي عهده، وكذلك جهود صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - أمير منطقة المدينة المنورة، فمنذ توليه إمارة المدينة المنورة وعمله امتداداً لعمل سلفه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - فهو خير خلف لخير سلف. والأمير الدكتور فيصل سيرته الذهبية تدل على عظم جهوده بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن سيرته: فهو صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. ولد في جدة 25 ديسمبر عام 1970م، ووالدته سمو الأميرة سلطانة بنت تركي الأحمد السديري - رحمهما الله - والتي توفيت يوم الثلاثاء 2 رمضان 1432 الموافق 2 أغسطس عام 2011م عن عمر 71 سنة بعد معاناة مع المرض، وهي ابنة حاكم منطقة عسير سابقاً، والراحلة الأميرة سلطانة بنت تركي السديري والدة كل من صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلمان بن عبدالعزيز - رحمه الله، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز - رحمه الله، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز مساعد وزير البترول والثروة المعدنية للشؤون البترولية، وصاحبة السمو الملكي الأميرة حصة بنت سلمان بن عبدالعزيز - حفظهم الله.
وتقول - رحمها الله - في لقاء لها مع صحيفة عكاظ قبل وفاتها: (حين غادر ابني فيصل للدراسة في الخارج لم يشعر أنه ابن سلمان بن عبدالعزيز، بل إنه حرص أن يمضي في دراسته العليا وسط زملائه بشكل اعتيادي، إذ رسخنا في داخله أن يركز في المقام الأول على تحصيله العلمي ويحقق مبتغاه)، (أنا لست أمَّاً لسلطان وحده بل لفهد، أحمد، عبدالعزيز، فيصل، وحصة وكلهم ربيتهم للوطن ولم أربهم لي لوحدي).
والأمير فيصل هو الابن الخامس لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وقد درس المراحل الدراسية في السعودية وبعد تخرجه من الثانوية التحق بجامعة الملك سعود والتحق بقسم العلوم السياسية وحصل على البكالريوس والماجستير منها، وحاصل على درجة الدكتوراه من جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة في العلاقات الدولية عام 1999م، وبعد تخرجه عمل ببعض الأعمال الخاصة فتولى شركة جدوى للاستثمار وغيرها، ثم بعد وفاة شقيقه الأمير أحمد - رحمه الله - 2002م شغل منصب رئيس مجلس إدارة المجموعة السعودية للأبحاث والنشر والتسويق، ولقب برجل العام في الأعمال سنة 2004م، ونال عدداً من الأوسمة والجوائز والشهادات خلال تلك الفترة، غير اهتمامه الأكثر بالخيول العربية الأصيلة، وله إسطبل فيه عدد من الخيول المشهورة عالمياً والتي نالت عدداً من الجوائز العالمية والمحلية.
وقد صدر الأمر الملكي الكريم رقم: أ/70 التاريخ: 2-3-1434هـ بتعيينه أميراً لمنطقة المدينة المنورة بمرتبة وزير. وقد استقال بعد عشر سنوات من رئاسة المجموعة السعودية للأبحاث والنشر والتسويق، وفي اجتماع مجلس الإدارة المنعقد بتاريخ 7-2-2013م قرر المجلس تعيين الأمير تركي بن سلمان بن عبدالعزيز رئيساً لمجلس الإدارة. وقد بذل الأمير فيصل كل جهده للمدينة المنورة التي تشرفت بمؤل الرسول صلى الله عليه وسلم ووفاته فيها، فهي تستحق بذل المال والنفس والنفيس للرقي بها وتطويرها لمكانتها الإسلامية وكثرة زائريها. وقد قام الأمير فيصل بأعمال تنموية مع مسؤولي المنطقة وأبنائها حتى يتحقق لها الرخاء والتنمية كما شهدته باقي مناطق المملكة.
وللأمير جهود مباركة بعدد من المشاريع الاجتماعية والإنسانية والخيرية منها: عضو المجلس الدولي للدراسات الإستراتيجية 2009م. ورئيس مجلس المسؤولية الاجتماعية بالرياض، ورئيس اللجنة التنفيذية لجمعية إنسان، ورئيس لجنة أصدقاء الأيتام بالجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بالرياض، وعضو مجلس الأمناء بمركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة الدورة الثالثة، ورئيس لجنة تنمية الوقف والاستثمار بالمركز، وسموه متزوج من سمو الأميرة (لولوة بنت أحمد بن مساعد بن أحمد السديري) بتاريخ الخميس 26 نوفمبر 2004م، بقصر الثقافة بحي السفارات بالرياض، وله ولدان هما (فهد وأحمد)، حفظهم الله جميعاً. ولا شك أن خدمة المدينة والحرم النبوي فيه أجر عظيم من الله - عز وجل - فجزاه الله خيراً على تلك الجهود المباركة وأعانه على تلك المسؤولية العظيمة.