الجزيرة - طفلة النفيعي:
بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون أقام المركز الوطني «فطن» دورة تدريبية بعنوان «إدارة الوقت بذكاء» نفذها الدكتور ناصر بن ابراهيم آل تويم-أستاذ الإدارة المساعد بجامعة الملك سعود،ورئيس الجمعية السعودية للإدارة.
وانطلاقا من مفهوم كيفية تنظيم الوقت شدد الدكتور ناصر آل تويم على ضرورة تصحيح هذا المصطلح من تنظيـم الوقت إلى قيادة الذات؛ لأن الوقت منظم من تلقاء نفسه وإنما نحن من علينا إدارة ذواتنا بالشكل الصحيح لنسيرها وفق هذا الوقت.
وقد أوضح د. ناصر للمتدربين أن كل من يريد النجاح في هذه الحياة عليه أن يعرف أولا الأدوار المنوطة به ويؤديها على أكمل وجه وبالتالي الوصول الى تحقيق الأهداف كنتيجة طبيعية بعد تفهم الدورك الحقيقي المناط بالانسان، موصيا بتحديد الأنشطة اليومية بحسب المستعجل والمهم منها، ومحاولة استبعاد الأمور الروتينية وغير المهمة.
وأشار إلى أنه ذات مرة قام بعمل تحليل لأوقات بعض الطلاب فكان أغلبها تنقضي في أمور غير مهمة وغير عاجلة وهذا مايضيع ويدمر الطموح لديهم.
ولفت د.ناصر إلى أهمية الاتصاف بالشخصية القيادية لتقود أوقاتك نحو أهدافك، منوها بأهمية معرفة الفرق بين الفعالية والكفاءة، حيث إن الفعالية تعتبر صفة قيادية ترتبط بتحديد الإنجازات ونوعيتها لتنفيذ الخطط والاستراتيجيات،
بينما تعتبر الكفاءة صفة إدارية ترتبط بآلية توظيف الموارد المتاحة، وهذا ماتسعى المملكة الآن العمل عليه لظروف قوية على خلاف السبعينيات من القرن الماضي حيث كانت تعتمد على الفعالية آنذاك، مع العلم بأن التميز يكون في الجمع بينهما.
و بين د.ناصر أنه ليس شرطا أن تكون مديرا لتتصف بالقيادة بل إن القيادة تعتمد على مدى تأثيرك وليس بحسب مركزك أو وظيفتك.
وجمع د.ناصر عددا من أبرز مضيعات الوقت والتي من شأنها الوقوف أمام تحقيق الأهداف كعدم التخطيط وعدم تحديد الأدوار والأهداف،كذلك كثرة التسويف والتأجيل وفقدان الرغبة والعزيمة والملل وتكلف المثالية الزائدة وغيرها الكثير..موضحا أنه كلما زاد وقتك الذي يتحكم فيه الناس قل تحقيقك لأهدافك وكلما زاد وقتك زاد الإنتاج لديك، مطالبا الشباب بالالتفات الى العلم والمهارة لأن العلم يبني القادة والمهارة تحتاج لصقل وإعمال.
وحذر د.ناصر مما يسمى بـ(مرض الفراشة) وهو أن تبدأ عملا ما وتقطع شوطا كبيرا فيه ثم تنشغل بغيره قبل أن تنجزه، بل علينا أن نكون كالنحلة تذهب مباشرة لهدفها وتنتج شهدا.
ونصح د.ناصر بالعمل على قانون 80-20 والذي يقوم على العلاقة بين الوقت والجهد المبذول ،حيث إننا لو أتقنا 20%من الوقت المهم لتحققت لنا 80%من أهدافنا.
وفي مداخلة له أثناء هذه الدورة تساءل الدكتور ناصر العريني-مدير عام برنامج»فطن»عن إمكانية وجود المدير القائد بدلا من التحول الموجود حاليا إلى القائد التربوي في مدارس التعليم رغم أن نقل مصطلح مدير المدرسة الى قائد المدرسة قد لايغير في المنظومة الموجودة بقيادة هذه الكفاءة.
وطالب العريني كل من لديه فكرة ويسعى لتحقيقها بألا يفكر في الحل الصعب لتحقيق غنى أعلى بل اعمل على الحل الأسهل لتحقيق غنى أكبر، مستشهدا بالحديث القدسي «أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي عبدي ماشاء»مؤكدا بأن الظن المقصود في الحديث هو الظن اليقيني. وفي نهاية الدورة فتح باب النقاش والاسئلة للمتدربين.