إطالة السجود
* في سجود الصلاة في الفرض هل لي أن أطيل مع التسبيح بالدعاء؟
- نعم، الواجب في السجود (سبحان ربي الأعلى) ولو مرة، ثم إذا زاد فهو أفضل وأكمل، وينبغي أن يستغل السجود في الدعاء؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: «أما الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم» [مسلم: 479]، وجاء عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: «أقرب ما يكون العبد من ربه، وهو ساجد، فأكثروا الدعاء» [مسلم: 482]، فيدعى فيه بما أحب وما شاء من أمور دنياه وآخرته، وإن كان بعضهم يخص ذلك بأمر الدين وأمر الآخرة ولا يدعو بأمور الدنيا في السجود ولاسيما في الفريضة، لكن عموم الأحاديث «فأكثروا الدعاء» يشمل ما يحتاج إليه من أمر الدنيا والآخرة.
* * *
نعيم القبر وعذابه
* ما هي الأدلة على نعيم القبر وعذابه؟
الجواب: الأدلة على ذلك متواترة منها ما في القرآن {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: 46]، {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} هذا في البرزخ في القبر؛ لأنه قال بعد ذلك: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}، فدل على العذاب في القبر، والنبي -عليه الصلاة والسلام- مر بقبرين وقال: «إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير» [البخاري: 218/ مسلم: 292]، وهذا الحديث متفق عليه، المقصود أن نعيم القبر وعذابه ثابت مقطوع به مجزوم به عند أهل السنة وإن نفاه المعتزلة وبعض المبتدعة، لكن المقرر عند أهل السنة أن هذا مما هو ثابت بالدليل القطعي، وأنه يجب اعتقاده، وأنه لا بد منه، والنعيم كذلك. والعبد المسلم أو المقبور عمومًا إذا دفن في قبره وأدبر عنه أهله ومشيعوه وإنه ليسمع قرع نعالهم يأتيه ملكان فيجلسانه ويسألانه الأسئلة المعروفة: من ربك؟ وما دينك؟ وما تقول في هذا الرجل؟ المقصود أنه يُسأل عن الأصول الثلاثة التي يجب على كل مسلم أن يتعلمها ويتقنها بأدلتها ويعمل بمقتضاها حتى يوفق للجواب في قبره، ثم إذا كان المسؤول مؤمنًا أجاب بالأجوبة قال: الله ربي، وديني الإسلام، ونبيي محمد، ثم يقال له: نم فيفتح له فتحة من قبره إلى مقره من الجنة فيأتيه من نعيمها وروحها، المقصود أنه يُنعّم في قبره، والمؤمن قبره روضة من رياض الجنة، والكافر حفرة من حفر النار، والأدلة على ذلك كثيرة، واستقصاؤها يصعب في مثل هذا البرنامج.
يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور - عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء