صباح ">
نادتني ..يا صبية..
على حافة الرصيف كانت جالسة مع ابنتها تنتظران عطفاً من المارة ..
انتزعت لها ضحكة لعل الصباح يصبح سعيداً..
ردت بلهجتها البسيطة: الله يخلي لك ها الضحكة الحلوة..
- هذه الضحكة ليست لي يا خالة.. رسمتها لك ولأجلك
لرؤيتك هنا تنشدين أزراً لبؤسك..
فقد ذكرتني أن أياً مما يقتلني الآن لن يصل أدنى ما في أحزانك..
فوهبتها لك..وهي كل ما احمل..
- اسمعيني بحياة الغوالي..خسرنا كل شيء كل شيء باللي فيكِ ساعدينا بللي فيكِ ..
- يا للرجاءات القاتلة ..
هل أقسم بأولئك الغوالي الذين تذكرين يا خالة ..أني مذ خسفت بكم الأرض وأنا أغص بكل لقمة، متمنية لو شاركتها معكم..كي أهرب من هذا الحمل الثقيل الذي يقتلنا منذ أول مصيبة..
وزعت كل ما كان فائضا وليس بفائض..كي أتخفف ولو قليلاً من العبء .. ولكن ماذا يسعني لأفعل ؟؟ انا , الوحيدة العاجزة
أعدك سأفعل كل ما
تجديني هنا ..فهنا قد أحصل على شيء ما..ولو ذهبتِ هناك حيث أقيم لتهافتت الأيدي على ما تحملين وربما سلبتك ثيابك...
على الهاتف..اخاطب مسئول الجمعية الذي سألني يوما عن محتاجين اعرفهم.. . قريبا من دوار العنقود.. مجموعة نازحين كبيرة..كبيرة جداً وجائعة..
يأتيني صوته مليء بالقنوط .. أخذنا لهم معونة كبيرة مرة ..فمزقوا الاكياس كبدائيين..وبعثروا كل شيء على الأرض دون ان يستفيد منه احد هؤلاء جائعون جداً..أكثر بكثير من ان نسد جوعهم..
ولو بقينا لحطمونا مع السيارة..إنهم جائعون لدرجة نسوا كيف يتصرفون كبشر ..
لم يعد الأمر ضمن طاقة أعمالنا الخجولة .. الرحمة من هذه الخيبة ..
تلك النداءات التي تقطع الطريق. كل صباح...وقد تمنعنا من عبوره..
تلك الجموع المتزايدة المترامية هنا وهناك. . وما بوسعنا نحن.. أتستطيع مدينة صغيرة فقيرة.. أن تحتوي فائض ويلات المعارك الكبيرة.
ماذا أقول لك يا خالة..
ماذا أستطيع لأجلك كي تتمني لي مجدداً..أن تبقى لي ضحكتي الحلوة..
ضاعت ضحكتي.. عجبا كيف استطعت رسمها لك ذاك الصباح ؟..
- آمال عبدالصمد
amal511as@gmail.com