إعداد - فواز أبو نيان:
ضمن سلسلة جمهرة الرحلات للأستاذ أحمد محمد محمود صدر كتاب الرحالة الأجانب إلى الجزيرة العربية والكتاب يحمل الرقم (16) في سلسلة الإصدارات، حيث قام الأستاذ أحمد محمود ومنذ سنوات بجهد كبير في هذا المشروع التوثيقي نال إعجاب المتابعين والمحبين لأدب الرحلات وهو أدب مميز.. وفوائده عديدة. ويقول الأستاذ في مقدمة الكتاب: في هذا الجزء من (الجمهرة) أقدم عدداً من الرحالة معظمهم من غير العرب والمسلمين زارو الجزيرة العربية لشتى الأغراض المعلنة وغير المعلنة.
وقدموا في كتب رحلاتهم وصفاً بديعاً لما شاهدوه من طبيعة الجزيرة العربية معمورها وصحاريها على حد سواء.
إلى جانب ما لمسوه من أخلاق العرب الجميلة في التعامل مع الأجنبي مما يفرضه خلق المسلم.. وقد رأيت أن أقدم ما كتبه عرام بن الأصبغ السلمي في القرن الثالث الهجري عن رحلاته في جزء من أرض الحجاز.. بعد ترحاله في أرجائها.
ولقد لفت نظري: السجال بين رحالين انجليزيين حول مشاهداتهما في (نجد) هما وليام جيفورد بلجريف وسنت جون فيلبي، حيث حاول الأخير أن يثبت أن بلجريف لم يقم بزيارة نجد رغم ما قدمه من وصف صادق في معظمه لمشاهداته وملاحظاته عن أئمتها، ومن إعجابه بحكمهم في وصفه للطريق بين الرياض والأفلاج نفذ منها فيلبي محاولاً نسف حقيقة رحلة بلجريف إلى نجد كلها واعتباره أن وصفه لها كان من نسج خياله.
وفي هذا الجزء رحلة إلى الجزيرة العربية لمحمد بهجة البيطار يصف فيها ما شهدته الجزيرة عام رحلته سنة 1338هـ.
كما تضمن كتاب الرحالة الأجانب إلى الجزيرة العربية عرضا لكتاب أعمدة الحكمة السبعة أشهر ما كتب لورنس العرب (توماس ادوار لورنس) ورصد فيه نشاطه ورحلاته في الجزيرة العربية ضد العثمانيين وقد ساعده أديب انجلترا (برنارد شو) في صياغة كتابه.
وقد اتهم العديد من النقاد الانجليز والعرب كتابات (لورنس) باختلاق أسباب البطولة وبالخلط بين الحقيقة والخيال، ومع ذلك فهناك إجماع على اعتبار كتابه هذا تحفة جميلة من تحف الأدب النثري.