د.مهاتير محمد: مقومات القصيم تُمكِّنها من تحقيق قفزة تنموية ">
تحدث دولة رئيس وزراء ماليزيا الأسبق الدكتور مهاتير محمد عن التجربة الاقتصادية الماليزية ومقومات نجاحها وازدهارها، وكيف تأسست على بنية تحتية متطورة وخطط إستراتيجية تنوعت معها مصادر الدخل لتتحول إلى مجتمع صناعي، مشيداً بفكرة جائزة الشاب العصامي لتشجيع الشباب على الإبداع والعمل الحر والاعتماد على الذات وشق طريق العمل التجاري الحر للإسهام في تنمية الدولة، مباركاً للفائزين والفائزات هذا النجاح اللافت الذي حققوه, وقال: إن هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها منطقة القصيم، وإنه مندهش جداً لما رآه فيها من تطور حضاري وعمراني وما تتمتع به من مقومات وإمكانيات تجعلها مؤهلة للعب دورٍ بارزٍ في العملية التنموية، فهي تحتل موقعاً إستراتيجياً يتوسط المملكة وتمتلك شبكة طرق حديثة ومطاراً يسيّر رحلات دولية إلى عدة جهات في العالم ولديها ثروة زراعية ممثلة بالنخيل والتمور, مشدداً على أهمية الاستفادة منها بشكل أفضل وإدخال مادة التمر في صناعات تحويلية ومنتجات غذائية وطبية، واستغلال كميات الرمال التي تحتل مساحات شاسعة من الأراضي واستثمارها في صناعة الزجاج بكافة أنواعه واستخداماته وحتى في تجهيز العلب التي تغلف بها التمور, لافتاً إلى أن مشروع الميناء الجاف في حال تنفيذه بالمنطقة سوف يحدث نقلة نوعية في نشاط نقل بضائع الترانزيت ويكون له مردود إيجابي على القطاعين التجاري والخدمي بشكل عام.
وقال: إن العالم يشهد تطورات متلاحقة وتغييرات سريعة في كافة نواحي الحياة، ونحن لا نستطيع أن نعيش في معزل عن العالم وعلينا مواكبة هذه التطورات، وأن نفعل كل ما بوسعنا لنغير من واقعنا نحو الأفضل بالاستفادة من خبرات وتجارب الآخرين الذين سبقونا وأن تكون لدينا القدرة على الإنتاجية بأنفسنا، وذلك من خلال معرفة قدراتنا بشكل جيد حتى نستفيد منها بصورة مناسبة عبر خطط عملية منهجية وأهداف واضحة تسخّر لها كافة الإمكانيات المتاحة، موضحاً أن ماليزيا كانت دولة فقيرة تعتمد على صناعة الصفائح والمطاط ولكن اتجهت نحو التغيير المنتج بتطوير الأراضي الزراعية وصناعة زيت النخيل مع الحفاظ على الغابات في المنطقة وقررنا بعدها أن نتجه نحو الصناعة العامة لم يكن لدينا في ذلك الوقت التقنيات ولا القدرة المالية والخبرات الكافية، لكننا استطعنا أن نستفيد من نجاحات الآخرين حتى ننشئ النظام الصناعي وكان هدفنا الأول هو إيجاد فرص عمل ووظائف لأبناء البلد حتى إننا لم نكن نأخذ ضرائب على المستثمرين حتى نقوم بجذبهم للعمل في الداخل، وبعد فترة بسيطة أصبحنا دولة غنية عن طريق الاستيراد والتصدير وتعددت الموارد وأنشأنا بنية تحتية وخدمية متطورة وقوية وتحولنا من دولة زراعية إلى صناعية كبيرة.
وأشار إلى أهمية التعليم كمنطلق لبناء الإنسان والأوطان وباعتباره أساس التوعية والثقافة التي هي مجموعة من القيم المحلية والتي لا تمنع أن نأخذ المفيد من ثقافات الآخرين, وأن القرآن الكريم فيه من التوجيهات والتشريعات التي تحثنا على العمل وترشدنا إلى كيفية بناء الدولة والحفاظ على المجتمع.