الزلفي - خالد العطاالله:
كرة القدم اللعبة صاحبة الجماهيرية الجارفة لا تتوانى عن تقديم المفاجآت، بل إنها تثبت بين الحين والآخر أنه لا مستحيل في عالمها، وأن الفكر السليم يتغلب أحيانًا على المال الوفير.
نادي (ليستر سيتي) أحد الأندية المغمورة في الدوري الإنجليزي الممتاز (الأقوى والأغلى عالميًّا) لفت أنظار العالم نحوه، وجعلهم يقفون احترامًا له، لِمَ لا وهو يتصدر دوري يضم السيتي والمان يونايتد وتشيلسي والليفر وأرسنال الأندية المتصدرة في ترتيب أغنى أندية العالم، والعالية بمستواها الفني وجهازها التدريبي المتمرس. (ليستر سيتي) الذي كان في دوري الدرجة الثانية قبل سنوات قليلة جدًّا، وتحديدًا في عام 2008 - 2009، ثم صعد للدرجة الأولى الموسم الذي تلاه، ثم إلى الدوري الممتاز (البريمرليغ) 2014 - 2015 (بعد عقد كامل من الغياب!!)، ذلك الموسم الذي نافس فيه على الهبوط لولا انتصاره في بقية المباريات وتسجيله رقم أفضل هروب من الهبوط في تاريخ الدوري الإنجليزي.
النادي الذي تعود ملكيته لرجل أعمال تايلاندي، ويلقب بنادي الثعالب، لم يرصد ميزانية ضخمة، ولم يعقد صفقات باهظة الثمن، بل أحضر نجمه وهدافه الجزائري رياض محرز بمبلغ يقل عن نصف مليون باوند، والآخر (فاردي) بمبلغ يقارب المليون، وكانت أبرز صفقاته من نصيب الفرنسي كانتي بمبلغ ثمانية ملايين باوند، بل إن مجموع رواتب لاعبيه لا تتجاوز مبلغ 55 مليونًا!! فريق اعتمد على الفوز بهدف والمحافظة عليه (13 مباراة). وهذه الطريقة تتميز بها الأندية الإيطالية التي تبحث عن لقب الدوري، وخصوصًا (السيدة العجوز)، فلا غرابة في ذلك ما دام أن من يقود جهازه الفني هو الإيطالي رانييري. الليستر الذي تغلب على كل من تشلسي والليفر والسيتي من بين الأربعة الكبار يعتمد على عمود فقري مكون من حارس مرمى شمايكل (ابن الأسطورة بيتر شمايكل)، ومحور ارتكاز كونتي، وجناح وصانع لعب رياض محرز، ومهاجم متميز (فاردي). هذا العمود المتميز جعله يمسك بزمام المباريات، ويتفوق في أغلبها، ويغرد وحيدًا في الصدارة. وللمعلومية، فقد كان مهاجمه (فاردي) عاملاً بأحد المصانع قبل خمس سنوات، وهو الآن يحطم الرقم القياسي (تسجيل أهداف في 11 مباراة متتالية)!!
حقًّا، إنك لتتعجب أن يحقق فريق مغمور كل هذه الأرقام، ويسقط الأندية الكبيرة واحدًا تلو الآخر، ويكبد شركات المراهنات خسائر فادحة. كل هذا وهو فريق صاعد من الدرجة الثانية.