أحمد محمد مليجي ">
تواجه مجتمعاتنا العربية والإسلامية تحديات خطيرة بسبب التعصب الذي يعتبر مرض هذا العصر، وكما نعلم يعرف التعصب بأنه عدم القبول بالرأي الآخر وعدم القبول بالحقائق حتى بعد ظهورها، والتعصب كما هو معروف ظاهرة سلبية قديمة وحديثة في نفس الوقت ترتبط بالعديد من المفاهيم الخاطئة القائمة على الفكر الضال كالتمييز العنصري والديني والطائفي والطبقي، وإذا أردنا مواجهة هذه الظاهرة يجب علينا أولاً: أن نعود إلى الفهم السليم للتعاليم الدينية التي حث عليها الله عز وجل في كتابه ورسوله الكريم في سنته صلى الله عليه وسلم وكذلك يجب علينا الرجوع للتعاليم الأخلاقية والإنسانية التي تعلمناها من آبائنا وورثناها عن أجدادنا بالإضافة إلى التمسك بعاداتنا وتقاليدنا التي تدعو إلى المودة والرحمة والمعاملة الحسنة واحترام الآخر، فنحن أصبحنا في حاجة ماسة إلى التعايش السلمي لكي ننهض بمجتمعاتنا ونلحق بسفينة التقدم والازدهار مع بقية الأمم التي سبقتنا بمراحل رغم أننا نملك حضارة عظيمة تؤهلنا أن نكون في المقدمة، فيجب علينا أن نتقبل الحوار بين الثقافات والأديان بصدر رحب، وعدم ربط الأفعال والأقاويل العدوانية التي تصدر عن المتعصبين بالدين مع اتباع ثقافة الاعتذار والاعتراف بالأخطاء، وهو ما يدعوننا إلى الاستماع إلى نقد الآخرين دون انفعال أو الدخول في جدال، ولكي نقاوم الاستفزاز القائم على إثارة الفتن والطائفية علينا بكظم الغيظ وأخذ الحذر من الدعاوي والرسائل المغرضة والآراء الهدامة التي أغلبها يصدر عن الإعلام المضلل الباحث عن الشهرة والانتشار حتى لو كان ذلك على حساب دمار أمة بأكملها، ونتذكر دائماً أن إسلامنا برسائله السامية السمحة قائم على المحبة والسلام واحترام مشاعر الآخرين.