شاكر بن صالح السليم ">
مع وجود التقنية والأجهزة الحديثة استطاع الإداري والقائد تحقيق أعلى درجات المهنية في أعمال فريقه، والمضي معهم بنفس الخطوات، لتحقيق المعادلة الصعبة، فهو بذاته يلتزم بالمهنية المطلوبة، لأنه يتقيد بما تفرضه التقنية من إجراءات، سواء فرح بذلك البعض أو تذمر منه.
الأعمال المطلوبة من خلال الورق يمكن التلاعب بها أو إخفاء التزوير وما شابه ذلك، ولكن بفضل الله ثم التقنية لم يعد إخفاء الحقيقة أو الهروب من مكان العمل يسيراً، بل ولا تأخر المعاملات لدى الموظفين، سواء الإداريين أو المعلمين.
نظام نور التعليمي ورغم تقليدية التعامل معه، إلا أنه يمنع تأخر المعلم عن تسليم نتائج الطلاب، والحال ستكون أفضل بكثير، لو تم تطويره لتكون أعمال المعلمين لحظية، وبالدقيقة والثانية، ووفق أعلى درجات المهنية التعليمية والتربوية.
نظام أبشر استطاع اختصار الكثير من المعاملات والموظفين، والقضاء على نسبة من الواسطة، وإجبار الجميع على مهنية محددة في التعامل مع المستفيدين.
التقنية اليوم تشارك في ضبط السلامة المرورية وإجبار الناس على اتباع الأنظمة المرورية، حتى لو تخلى المسؤول عن تجوال رجال الأمن في شوارعنا.
كل ذلك يحقق المهنية الجبرية، ويجبرنا جميعاً على المضي في أعمالنا ومتطلباتنا وطلباتنا بمهنية، وبرضى الجميع أو بسخطهم، وتكون المهنية عالية ومميزة كلما سارعنا إلى أفضل البرمجة.
نادل المطعم الذي يقف على طاولة الطعام، ويسجل طلبات الزبون عبر جهازه الإلكتروني، يشرف على الطاولة ومن يجلس عليها، وإلا فيمكن الإستغناء عن نصف زملائه، ومنح رواتبهم لمواطن عاطل، ويتحقق ذلك حينما نعيد برمجة الجهاز ليكون ثابتاً وبلا وساطة العامل أو نادل المطعم. الأعداد المهولة من محطات الوقود والتي يعمل بها مئات الوافدين يمكن اختصارها بالمهنية الجبرية وتسليم تشغيلها للمواطنين وعبر أجهزة متطورة تختصر رواتب العمالة الوافدة لتكون من نصيب مواطن واحد أو ثلاثة أو أقل أو أكثر، بحسب مساحة المحطة وعدد المستفيدين منها.
المهنية الجبرية في وطننا لم تعد حاجة كمالية للتطوير أو للفرح بما تفرزه التقنية والأجهزة الذكية، بل لاختصار الرواتب المتعددة والتي تدفع للوافدين، ثم إجبار المستثمر ليجعلها لأبناء الوطن.
مقبلون على زيادة الشعب ولا يمكن الاستمرار في توظيف كل الشعب كمعلمين ووكلاء ومرشدين ومشرفين وكوادر مهولة في هيئة التقويم، ونحن نشاهد التقنية والأجهزة الذكية وغيرها من مخترعات تفرض اختصار التوظيف.
ولن ولا أطالب بتوقف التوظيف، بل لنجعل أعمالنا وتحولاتنا مواكبة للتطور بحيث نستثمر المواطن ليعمل بكل مكان، وباستغلال ما ندفعه متفرقاً لعدد مهول من الوافدين ليكون مجتمعاً لأفراد وبعدد أقل من المواطنين في المكان الواحد، فراتب عشرة وافدين في مكان ما، وبدون التقنية، يمكن منحها مواطن واحد بفضل التقنية.
المهنية الجبرية والتي فرضتها التقنية والأجهزة الذكية عالم جميل، وعلينا التفكير بجدية، للعمل نحو المهنية الجبرية واستغلال ثمراتها.