طفله النفيعي ">
من سنن الكون أن خلق الله عز وجل الذكر والأنثى للتكاثر والتناسل لإعمار الأرض ومن هذه السنن الإلهية والفطرية تتشكل النواة الأولى للأسرة وأفرادها لتقوم بدورها في الحياة وذلك ببناء الذات خاصة ومن ثم الوعي التام بأهمية دورها المطلوب منها مع باقي أفراد المجتمع بشكل متماسك ومترابط كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا لاستشعارها بالمسؤولية التي تحتم عليها المشاركة الفاعلة في البناء والنماء للمجتمع من الناحية الدينية - الاجتماعية - التعليمية - الوطنية - الأمنية وهي من أهمها لأن الأمن سبب بعد الله في استقرار الشعوب والمجتمعات وهو محور حديثنا لأن الأسرة تعتبر شريك ورجل أمن أول من خلال تحصين أفراد وأبناء الأسرة ضد الانحرافات الفكرية والسلوكية وكل ما يمكنه أن يخل بالأمن بجميع أشكاله حتى يهنئ الجميع برغد العيش ويحيا الجميع حياة طيبة.
عندما يركز البرنامج الوقائي الوطني (فطن) على الفئة العمرية الشابة فذلك لأنهم أغلب أفراد المجتمع:
على الأم والأب وأيضا المربي ومن يقوم مقام الوالدين الوعي التام بدورها تجاه أبنائه والمجتمع وأن تقوم بدوره على أكمل وجه وإلا حصل خلل وقصور يؤدي إلى نتائج سلبية تجاه الأمن المطلوب في الوطن. قال صلى الله عليه وسلم (المؤمن كيس فطن) لذا من الأدوار الوقائية لحفظ أمن المجتمع تربية الأولاد على أهمية المحافظة على أوقاتهم وصرفها فيما يعود عليهم بالنفع في الدنيا والآخرة كذلك استغلال تلك الطاقات وتوجيها نحو البرامج العلمية النافعة والدورات التدريبية المفيدة وممارسة الرياضة البدنية فكل هذه وسائل بديلة يجب على الأسر أن تستثمرها بدلا لما قد يتعرض له الأبناء من وسائل الغزو والانحراف. إن الأسرة هي المحضن الطبيعي الذي ينشئ فيه الطفل وهي التي ينعقد عليها الأمل بعد الله في تخريج أفراد صالحين مصلحين للمجتمع يقوم عليهم أمن الوطن وعماده، وأي تربية خارج نطاق الأسرة غالبا ما يصاحبها خلل تربوي يخرج لنا أفراداً يعانون من مشكلات نفسية - واجتماعية، فعندما تقوم الأسرة بالأدوار المناطة بها متخذة حديث الرسول صلى الله عليه وسلم منهاجا ونبراسا لها كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته... لسلم المجتمع من مشاكل الانحراف والشطط بكافة أشكاله ولعاش الجميع فيه بأمن وأمان.