غدير الطيار ">
لا أدري ماذا أكتب في حقّ وطن عظيم، أو من أين أبدأ كلامي؟ فأعماقي مليئة بكلمات لا أعرف لها وصفاً،كلمات الشّكر لك يا أغلى وطن نعم يولد حبُّ الوطن مع المواطن منذ الولادة؛ لذلك يُعتبر حبُّ الوطن أمراً فطريَّاً ينشأ عليه الفرد؛ حيث يشعر بأنَّ هناك علاقة تربط بينه وبين هذه الأرض التي ينمو ويدفأ في حضنها. وحبُّ الوطن ليس حكراً على أحد؛ حيث إنَّ كلَّ فرد يعشق ويحبُّ وطنه، وإنَّ ديننا الإسلاميَّ يحثُّنا على حبِّ الوطن والوفاء له، ولعلَّ أكبر مثال نورده في هذا الموضوع حين أُجبر رسولنا الحبيب -صلَّى الله عليه وسلَّم- على فراق وطنه الغالي مكَّة، فعندما خرج منها قال: «ما أطيبكِ من بلد، وأحبَّكِ إليََّ، ولولا أنَّ قومك أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ»؛ فمن كلام رسولنا الكريم يتبيَّن لنا واجب الحبِّ الذي يجب أن يكون مزروعاً في قلب كلِّ شخصٍ سواء كان صغيراً أم كبيراً. ويعتبر حبُّ الوطن رمزاً وفخراً واعتزازاً؛ لذلك يجب علينا أن ندافع عنه ونحميه بكلِّ قوَّة، وأن نحفظه كما يحفظنا، وأن نقدِّره لتوفيره الأمن لنا؛ فلهذا الوطن حقوقٌ يجب على كلِّ فرد أن يلتزم بها. وأتذكر قول أحد جبابرة التاريخ «أحسوا بحب الوطن»، ولقد قال نابليون بونابرت في منفاه وهو على سرير الموت: «خذوا قلبي ليُدفن في فرنسا». ما أكتبه وانثرة لما في قلبي من محبة لهذا البلدحيث ليس في القلب والفؤاد شيء إلا حب هذه الأرض العزيزة التي عشنا على ثراها وسطرنا عليها تاريخنا وأمجادنا ومنجزاتنا،ً لقد ذقت مراراة الفراق عن هذا الوطن المملكة العربية السعودية والتي هي التاج الذي على رؤوسنا، وهي الهوى المتغلغل في أعماق أفئدتنا، فليس في القلب والفؤاد غيرك يا وطني فأنت عشقي الأول،، أبعد ذلك أسأل عنك يا وطني.
لابد من تحقيق حب الوطن والمواطنة الحقة لدى الأجيال ولدى الأبناء وأن نحقق المواطنة الصالحة الحقة والتي تظهر في سلوك المواطن ومعاملاته المختلفة مع الآخرين، وهذا بالإضافة إلى مجموعة من الحقوق والواجبات المتبادلة بين المواطن ومجتمعه ككل، والحقوق والواجبات المتبادلة بين المواطن والوطن، وبما يضمن العيش المشترك على تلك الأرض بسلام وأمان.
وأن نربي أبناءنا وبناتنا على حب الوطن حيث يعتبر من المعاني المهمة التي يجب أن يعتني بها الآباء والمربون؛ لأنه يولّد عند الأبناء الولاء والانتماء والعمل المتواصل لنهضة ورفعة وطنهم، كما أنه يعلمهم أن هناك هدفاً يسعى لتحقيقة: ليت شعري يستطيع أن يعبر عما يخالجه ليت قلمي يعبر عما يكنه من مشاعر تجاه هذا الوطن الغالي على قلوبنا ويجب أن يكون هناك قدوة حسنه لدى الأجيال من الآباء والأمهات في التعبير عن حبهم للوطن وكذلك تدريبهم على الولاء وتعويد الأجيال على حفظ الأناشيد الوطنية مما له أكبر الأثر في تنمية الحس الوطني.
وكذلك الاستعانة بالرسومات في المناسبات الوطنية والتي تعبر عن حب الوطن.
- تشجيعهم على إبراز حبهم لوطنهم بالتعبير عن ذلك الحب بالكلام والكتابة والشعر والمناقشات بينهم وبين الوالدين.
هذا ما يجب زرعه في نفوس الأجيال.
جميل أن تتجلى جميع صفات المواطنة الصالحة في الأجيال وهي الانتماء إلى الوطن، والولاء له، والاعتزاز به والإسهام في بنائه وتقدمه ونحن نقول أنت يا مملكتنا تاج على رؤوسنا، وأنت الهوى المتغلغل في أعماق أفئدتنا، فليس في القلب والفؤاد شيء إلا حب هذه الأرض الطاهرة ، نعم الوطن هو أَجمَلُ قَصِيدَةُ شِعِرٍ فِي دِيوَانِ الكَوَنِ. وأكرر دائماً (دمت يا وطني شامخاً).