حمد بن عبدالله القاضي ">
سرني خلال الفترة الأخيرة ما رأيت عليه خطب الجمع من اعتدال بالطرح، وتناول لسماحة الإسلام والحديث عن قضايا المجتمع والوطن من منظور معتدل يبلور سماحة الإسلام، ويكافح الأفكار المنحرفة والهدامة، فضلاً عن تناول الخطباء كل ما يرسخ مكافحة الإسلام للتطرف والتكفير.
ولا جرم أن دورهم مهم ومحوري للتطرق إلى أهمية الانتماء لهذا الوطن الوحيد بالعالم الذي دستوره القرآن، ويطبق شرع الله في كل صغيرة وكبيرة، وكم هو جميل -أخيراً- التزام الخطباء بالدعاء لولاة الأمر بالتوفيق والسداد لهم ولهذا الوطن بدوام الأمن. ولا نجد -بحمد الله- من الخطباء والدعاة من يشذ عن هذا النهج إلا نادراً و»النادر لا حكم له».
إن وزارة الشؤون الإسلامية نجحت في الوصول إلى هذه الغايات النبيلة لجعل أهم المنابر ومنصات الدعاة مواقع خير لبلورة سماحة الإسلام، وبيان آثار التطرف، وبيان أن المواطن والمقيم معنيّ بالحفاظ على أمن هذا الوطن، وسماحة الدين، وبُعد الإسلام عن الغلو والإرهاب. وقد كان من آخر جهود وزارة الشؤون الإسلامية: «ملتقى الانتماء والمواطنة ودور الخطباء والأئمة والدعاة بترسيخها». وقد وفقت الوزارة باختيار موضوع هذا الملتقى بهذا الوقت تحديداً الذي يواجه فيه وطننا تحديات كبيرة داخلية وخارجية تريد أن تنال من استقرار ترابه وانتماء أبنائه، وتفريق صفه، ووحدته. لقد بلور الملتقى الدور العظيم المناط بالخطباء والدعاة لترسيخ هذه المبادئ المهمة ليبقى هذا الوطن آمناً مطمئناً بتطبيق شرع ربه ثم جهود قادته وإنجازات رجال أمنه وجيشه، ومشاركة مواطنيه والمقيمين على أرضه.
ويحسب لهذا «الملتقى» أنه سعى لتوصيل هذه الأهداف عبر حراك عملي وليس نشاطا قوليا فقط، فقد نظم «الملتقى» ورش عمل للرجال، لتعزيز قيم الانتماء لدى العاملين بالمجال الدعوي لمواجهة الأفكار المنحرفة، وتوظيف التقنية الحديثة لتحقيق المواطنة الصالحة كما عُملت «ورش للنساء» لتفعيل الانتماء وقيمه لدى الأوساط النسائية، وتوظيف الطاقات النسائية للعاملات بالمجال الدعوي لتعزيز الانتماء لدى نساء الوطن عبر مناشط عملية فاعلة.
- لقد لقي «الملتقى» تفاعلاً جيداً، وشهد حضوراً كبيراً من المعنيين كافة بالجانب المنبري والدعوي سواء بـ»ورش الرجال» أو «ورش النساء»، ولعله من أهم الملتقيات التي تم عقدها لموضوعه البالغ الأهمية وبأهدافه السامية وبالوسائل العملية التي أعدها القائمون على «الملتقى» لتنطلق هذه الأهداف من التنظير إلى التطبيق ومن الورش إلى الميدان.