علي خضران القرني ">
القرار الذي اتخذه بالإجماع مجلس التعاون الخليجي في اليومين الماضيين والذي صنّف فيه (حزب الله) ضمن منظومة الإرهاب للأحداث الإرهابية التي قام ويقوم بها من حين لآخر ضد الإنسانية في المنطقة العربية.. قرار صائب وشجاع، جاء في وقته المناسب، وعلاجاً شافياً للتجاوزات التي يقوم بها هذا الحزب ومن يديره، وكان له الأثر الفاعل والصدى الواسع وأيدته معظم الدول المحبة للسلام.. لأنه ينطلق من أحداث أثبتت تضلعه في الجرائم التي جرت وتجري في المنطقة العربية على امتداد تاريخه الأسود وأنه أداة فاعلة تديرها إيران ضمن سياستها العدائية والتوسعية في المنطقة.
* * * * *
لم يأت قرار مجلس التعاون الخليجي من فراغ.. بل من وقائع إجرامية ثابتة يمثّلها حسن نصر الله وسياسته الإرهابية ومن يسير في ركابه تحقيقاً لمخطط أسياده في إيران.. بل جاء عن قناعة وتأييد معظم دول العالم العربي والإسلامي.
* * * * *
لقد كشف حسن نصر الله سياسته العدائية وأثبت عمالته لإيران يؤكد ذلك «الفيلم» الذي تم عرضه على الملأ في الأيام الماضية في اليمن والذي كان بطله «أبو صالح» الموفد من حزب الله لتدريب الحوثيين في اليمن ضد الحكومة الشرعية وأبناء اليمن الآمنين الشرفاء. فلا غرابة إذن أن يصنّف ضمن دائرة الإرهاب.
وحق للشعب اليمني أن يطلب من محكمة العدل الدولية مجازاته بما تقضي به الأنظمة الدولية لثبوت توغله في الإرهاب والقتل والتشريد وزرع الفتن والتفرقة بين الأمتين العربية والإسلامية.
* * * * *
حسن نصر الله جن جنونه هذه الأيام، فأصبح يتخبط كالذي به مس، ويصب جام غضبه على السعودية، لأنها كشفته على حقيقته وعرّت مزاعمه، ولقنته درساً لن ينساه، فلم يكن يتصور أن قراراً حاسماً سيجعله - بقدرة قادر - ضمن دائرة الإرهاب، وأن مليارات المساعدات للجيش اللبناني تم إيقافها، وأن عاصفة الحزم، خيبت آماله في تحقيق مطمعه الإيراني بتحويل اليمن لإيران ثانية ومرتكزاً لها هناك.
ثلاثة أمور هامة اكتوى بنارها حزب الله ممثلاً في حسن نصر الله، وخيبت آماله وآمال أسياده في إيران، وكونت جرحاً عميقاً، في قلبه لا يمكن اندماله مدى الحياة، ونسي خاب ظنه: أن السعودية التي استهدفها في خطبه وتصريحاته ومؤامراته بين الفينة والأخرى أنه لن يطالها بشيء، وسيظل أمامها كالغراب الذي يمضي نهاره في النعيق وراء الديدان والجيف أو كما قال الشاعر العربي القديم:
كناطحٍ صخرةٍ يوماً ليوهنها
فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
* * * * *
وختام القول: فقد أحسن مجلس التعاون الخليجي صنعاً بقراره الفاعل والحاسم بتصنيف «حزب الله» ضمن دائرة الإرهاب، وهو قرار فاعل، رحبت به معظم الدول العربية المحبة للسلام والأمن والأمان ومحاربة الإرهاب.
والمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - يحفظه الله - قادرة بفضل الله وتوفيقه على حماية أرضها وحدودها بسواعد وتكاتف شعبها الوفي، وجيشها المظفر والوقوف إلى جانب شقيقاتها وجاراتها بالمال والعتاد، وهو ما دأب عليه حكامها بدءاً من المؤسس جلالة الملك عبد العزيز - طيّب الله ثراه - وانتهاءً بأبنائه البررة الذين ساروا على نهجه من بعده.
والله الموفق.