رئيس بلدية بيشة لـ«الجزيرة»: واجهنا المشكلة بمشروع تصريف قيمته 80 مليون ريال ">
بيشة - علي ال بخيتان:
أظهرت الدراسات الهيدرولوجية أن مدينة بيشة مهددة بكارثة قد تحل بها عند هطول الأمطار وجريان السيول بكميات كبيرة. فقد رصدت هذه الدراسات أن مدينة بيشة تقبع على عدد كبير من مجاري الأودية المتفرعة من الجبال والمنحدرات المحيطة بها وتصب جميعها في وادي بيشة، أحد أكبر الأودية في المملكة، والمنحدر من روافد جبال السروات. هذه المجاري المخترقة باطن بيشة كافية لاجتثاث مدينة بيشة بكاملها في حالة وجود كميات أمطار وسيول عالية ،خصوصاً أحياء جنوب المدينة وجميع والخليج، بالإضافة إلى خلو المدينة من أي شبكة تصريف سيول أو تجمعات مياه.
كما أوضحت خرائط الدراسات الهيدرولوجية وجود عدد كبير من المساكن والعقوم الترابية والتعديات داخل المجرى الرئيسي لوادي بيشة وتحتل مساحة تزيد عن 25 في المائة على ضفتي مجرى الوادي.
بلدية بيشة وحسب ماذكره رئيسها المهندس محمد البشر، لـ«الجزيرة» استشعرت هذا الخطر وسعت منذ ثلاث سنوات سابقة لإيجاد الحلول المناسبة والجذرية لهذه الإشكالية، وبدأت حينها بالتعاقد مع أحد المكاتب الاستشارية المتخصصة في الدراسات الهيدرولوجية، وتم عمل مسح كامل للمدينة واقتراح قنوات لتصريف مياه الأمطار والسيول.
وأشار البشر، إلى أنه قد تم اعتماد مشروع لتصريف السيول وتجمعات مياه الأمطار بلغت قيمته 82 مليون ريال، سيكفل بمشيئة الله انتهاء مخاطر السيول أو تجمعات الأمطار التي تعانيها بيشة في الوقت الحالي، وقد تم الانتهاء من مرحتله الأولى وهي دراسة مسارات الأودية، وجاري العمل في المرحلة الثانية على عمل التصاميم النهائية لقنوات التصريف الرئيسية، وسيتم الانتهاء منها خلال الشهرين القادمة، لتبدأ بعد ذلك مرحلة التنفيذ المتوقع لاكتمالها عامين في حالة عدم وجود اعتراضات أو عوائق.
وبين البشر، أن القنوات الرئيسية المقترحة هي قناتين خرسانتين مفتوحة لحماية المدينة من السيول المنقولة من خارج بيشة, الأولى لحماية المدينة من سيول شرق وجنوب بيشة ويبلغ دولها 17 كيلومتر وعرضها 40 متر وبعمق 2متر ونصف، وتبدأ من الناجية الجنوبية للمدينة من مستشفى الولادة والاطفال باتجاه المنطقة الصناعية ،ومن ثم تتجه غرباً بمحاذاة طريق بيشة خميس مشيط ثم تنحدر شمال غرب حتى تصب في وادي بيشة, فيما جاءت القناة الثانية لحماية المدينة من سيول الشرق والشمال وهي المنطقة الممتدة على طريق بيشة الرين.
وفي المرحلة الأخيرة من المشروع سيتم عمل شبكات تصريف داخلية تعمل على تصريف السيول وتجمعات المياه داخل الأحياء السكنية أثناء هطول الأمطار لتصب في القناتين الرئيسيتين بشكل مباشر ومن ثم لوادي بيشة.
وحول افتقار مدينة بيشة لشبكات تصريف وكثرة مواقع تجمعات المياه خصوصا داخل الأحياء أكد البشر، على عدم وجود شبكات تصريف في بيشة بكاملها وأماكن تجمعات المياه فيها،وتبلغ قرابة 27 موقع تجمّع، اتضح أنها في الأصل مجاري أودية وتم إغلاقها بالطرق أو المباني، مثل تقاطع الملك خالد مع شارع الرياض، وتقاطع طريق الملك خالد مع تقاطع شارع الأمير سلطان ودوار الكور بطريق الملك سعود المحاذي لمطار بيشة, والاعتماد الحالي في تصريف تجمعات المياه قائم على عمليات الشفط، وقد تم البدء في معالجة بعض المواقع من خلال إنشاء عبارات في المناطق المنخفضة تسمح بعبور المياه في مجراها الطبيعي, فيما تم تلافي مشكلة تجمع المياه بنسبة 97% في أحياء المطار والعزيزية والخالدية ،وذلك برفع مناسيب السفلة داخل هذه الأحياء من خلال إزالة السفلتة السابقة، وعمل سفلتة جديدة بمناسيب أعلى وتم اعتماد مشروع مماثل لأكبر أحياء بيشة «حي الحزامي» بمشروع بلغت تكلفته 14 مليونا.
وحول عدم تنفيذ التوجيهات السابقة التي قضت بتحديد مسار وادي بيشة من الجهتين وإزالة المباني والإحداثات الواقعة داخل حدود مسار وادي بيشة، نفى البشر علاقة البلدية بالأودية، وأشار إلى أن هذا الأمر من اختصاص لجنة الأودية ومديرية الزراعة وفرع مديرية المياه في بيشة.