انطلاقاً من أهداف متحف نفحات الماضي بمحافظه الحريق من خلال المساهمة في تطوير المواقع الأثرية والسياحية في المحافظة، وبعون من الله تعالى تحقق أول أهدافنا، وذلك بمساهمة منا ومن بعض فاعلي الخير، فقد انتهينا من إعادة تأهيل مسجد بن عرار التاريخي بمركز نعام، والذي يُعَدُّ من المساجد العتيقة، وذلك لأهميته التاريخية والسياحية، ويعد من معالم التراث العمراني الوطني ونموذجاً لعمارة المساجد القديمة، إذ إنه المسجد الوحيد على مستوى محافظه الحريق والمراكز التابعة لها والذي ما زال محافظاً على طرازه وتصميمه المعماري القديم بوجود أروقه مقسمة على أعمدة مبنية من الحجر (الخرز)، عليها تيجان وأقواس مبنية من الحجر على سارية واحدة في الناحية الغربية، تمتد من الجنوب إلى الشمال، وكذلك بنائه من اللبن والطين والأثل والجريد.
وكان مسجد بن عرار التاريخي بمركز نعام تعرض في السنوات الأخيرة للإهمال وتهدم أجزاء من الدرج وسترة السطح والمئذنة، كذلك تسرب مياه الأمطار داخله من خلال السقف وانخفض أرضيته عن مستوى الشارع........إلخ. ويقع المسجد وسط نعام (القاع) على خط طول 23.36.57.07 ودائرة العرض 46.38.26.07، ويشغل مساحة ما تقارب 223م2، وملحق به دورة مياه كان بها مسقاة (بئر) يستخرج منها الماء للوضوء والاستحمام قديماً، تقدر مساحتها ما يقارب 15 م2، وكذلك بستان صغير به بعض النخيل موقوفة للمسجد، ويشغل مساحة ما يقارب 25م2، ويحيط بالمسجد سكتان من الناحية الجنوبية والشرقية، أما الناحية الشمالية فهي ملاصقة لمنزلين، أما الناحية الغربية ملاصقة لمزرعة، وللمسجد مدخل واحد من الناحية الشرقية.
وعن تاريخ بنائه فهو قديم جداً، حيث إن الشيخ سعيد بن حجي (ت 1229هـ) عندما كان يقضي لأهالي حوطة بني تميم والحريق ونعام (الدولة السعودية الأولى/الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود) اتخذ له مسكناً بنعام، وقد تملك أرضاً في نعام تسمى (الزاوية) وقفها للمسجد، وإلى الآن لم نجد أي وثائق ومعلومات دقيقة عن تاريخ بنائه أو من قام ببنائه، وكذلك أوائل أئمته ومؤذنيه إلا ما نُقل لنا وعُرف من بعض الأهالي من معلومات شفهية بأن ممن أمَّ وأذَّن بالمسجد في منتصف القرن الماضي هو (راشد بن عبدالله بن مسعود - رحمه الله - وخلَّفه في الإمامة والأذان ابنيه (محمد/سعد)..................إلخ، أما سبب تسميته بابن عرار فالبعض رجح بأن سبب التسمية يعود لاسم الحي الذي به مكان المسجد والآخر نسب ذلك لأحد الأسر التي قامت ببنائه والتي سبق وأن سكنت نعام، ومما يميز المسجد في بنائه الحالي الآتي:
1. به أروقه مقسمة بأعمدة مبنية من الحجر (الخرز)عليها تيجان وأقواس مبنية من الحجر على سارية واحدة في الناحية الغربية، تمتد من الشمال إلى الجنوب مما أعطاه جمالاً.
2. وجود درج يؤدي إلى السطح لأداء الصلوات به في فصل الصيف وعند اعتدال الأجواء.
3. بقاء خشب الأثل الذي يربط بين جدران المسجد الداخلية والتي كان يضعها الأستاد (البناي) عندما يكون الجدار في وضع الليونة خوفاً من سقوطه.
4. وجود محراب بالسطح.
5. وجود رفوف مبنية من الحجر في الأعمدة لوضع المصاحف عليها.
6. به بستان صغير ملاصق للمسجد من الزاوية الجنوبية الشرقية به بعض النخيل كانت موقوف ثمرها للمسجد.
7. المسقاة ملاصقة للمسجد من الناحية الشرقية كان بها مكان للوضوء وبئر يستخرج منها الماء للوضوء والاستحمام.
8. كذلك به سرحه لأداء الصلوات بها في فصل الصيف وعند اعتدال الأجواء.
9. مسقوف من خشب الأثل وجريد النخل.
مراحل إعادة تأهيل المسجد:
1. بدأت الخطوة الأولى بمعاينة المسجد من قبل أحد المؤسسات الوطنية المتخصصة في مجال البناء والترميم للمباني التراثية ومدى إمكانية ترميمه.
2. تمت مخاطبة إدارة الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد بمحافظة الحريق بطلب ترميم المسجد وبعد الموافقة تم استخراج فسح الترميم من بلدية الحريق والتوقيع مع المؤسسة بحضور مدير إدارة الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد.
3. بدأت المؤسسة أعمال الترميم بإزاله سقف السطح لوجود تشققات به وكذلك جريد النخل لعدم صلاحيته وانتشار الأرضة به وتركيب جريد جديد وتغطيته بورق الجريد (الخوص) ثم وضع الطين عليه، بعد ذلك وضع عازل من البلاستيك ثم فرشه بشبكة من الحديد مقاس 6ملم ثم صب الخرسانة وتركيب عازل مائي ووضع تصريف لأمطار السطح عبر مرزامين خشبية, كذلك إزالة لياسة الجبس التي كانت تكسو الجدران والأعمدة الداخلية لعدم صلاحيتها وعمل لياسة جديدة من الجبس وعمل عليها دهان بوية باللون الأبيض.
4. تم رفع منسوب أرضية المسجد الداخلية والسرحة بمقدار 40 سم لكون الأرضية منخفضة عن الشارع ثم عمل بلاط من الأحجار وعمل وزرة من الحجر أسفل الجدران بارتفاع 60سم.
5. تم رفع سترة السطح مقدار مترين.
6. كذلك إزالة سقف الدرج المؤدي إلى السطح وتركيب جريد جديد وتركيب بلاط من الحجر.
7. إعادة تأهيل دورة المياه القديمة وإنشاء حماميين ومكان للوضوء وعمل وزرة بارتفاع 180سم وضع مجسم للبئر القديمة (المسقاة) وتركيب عليها محاله ودلو.
8. الاستفادة من بيت الدرج مستودع.
9. إعادة تأهيل جدار البستان وتهذيب النخل الموجودة وعمل لها أحواض وتبليط بقية المكان بالأحجار وإيصال الماء لها ووضع رصيف خارجي بعرض 30سم وعمل وزرة من الأحجار الجدران بارتفاع 60سم.
10. تركيب أبواب من الحديد وشبابيك ودهنها باللون التراثي وزخرفتها بنقشة قديمة عليها.
11. بناء مئذنة جديدة 2×2 وبارتفاع 4م ووضع فتحتين للميكروفونات.
12. وضع رصيف خارجي من الناحية الغربية جهة المزرعة، وكذلك من الناحية الشرقية بعرض 80سم.
13. جميع الأعمال الطينية تم عملها بالطين والتبن وبعد ذلك دهنت بالغراء كمثبت.
14. تم إعادة فتح الشبابيك القديمة ولياستها بالجبس وعمل عليها ديكورات جبسية من الداخل والخارج.
15. تم إنشاء أربع كوات في الجدار الغربي لوضع إنارة بها (سرج) أو مصاحف.
16. إنشاء خزان أرضي يسع لـ 5000 لتر وكذلك تركيب خزان علوي فوق سطح الحمامات يسع لـ 1500 لتر.
17. إجراء تمديدات كهربائية جديدة شملت تأسيس إضاءة داخلية وخارجية وتأسيس مكان للمكيفات.
18. تركيب إنارة داخل المسجد من نوع الفوانيس المعلقة من الطراز الإسلامي عدد (13) فانوساً.
19. تركيب مكيفين من نوع السبلت (دولاب).
20. وضع إطار من ديكورات الجبس في الحائط الخارجي للمسجد موضحاً به اسم المسجد وتوثيق من قام بإعادة تأهيله وتاريخه وكذلك وضع إطار آخر داخل المسجد ذكر فيه معلومات عن تاريخ المسجد.
21. إنشاء بيارة جديدة تخدم دورة المياه.
22. تسوية السكة الجنوبية وعمل لها تبليط بالحجر وفقاً لميول الأرض.
وفي الختام أتقدم بالشكر لسعادة محافظ الحريق الأستاذ محمد بن عبدالعزيز الثاقب على تشريفه دشين المسجد بعد إعادة تأهيله ولبلدية محافظة الحريق لمساهمتها بتنظيف المنطقة المحيطة بالمسجد ممثلة برئيس قسم الخدمات الأستاذ/خالد بن حمد الهزاني والعاملين معه ولمدير إدارة الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد بالمحافظة الشيخ /عادل بن سعد العيسى لتسهيل عملية الترميم ومخاطبته الجهات المختصة بالمحافظة والشكر لكل من أسهم معنا بالدعم المادي وكذلك من تطوع بمتابع أعمال البناء وهم كل من الأستاذة/عبدالله بن إبراهيم الفريح وخالد بن حسن الزنان ونايف بن إبراهيم الخضير وكذلك الشكر لمن أسهم بتامين الفرش والمكيفات كما أدعو جميع زوار محافظة الحريق وخاصة نعام زيارة المسجد، وهذا سوف يسهم في نمو الجذب السياحي لنعام ومحافظة الحريق بصفة عامة.
محمد ناصر الجمعان - مدير متحف نفحات الماضي بمحافظة الحريق