انتقلت إلى رحمة الله تعالى مغرب يوم الأربعاء الموافق 7-6-1437هـ طرفة عبد الله العكرش - يرحمها الله - بعد معاناة شديدة وصراع مرير مع المرض الذي لازمها سنين إثر مرض ألمّ بها، رحمك الله يا أم فهد، قاسيت شدة الأمل وتحملته وواجهته بكل صبر وصمود، فهنيئاً لك إن شاء الله، قال الله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} (10) سورة الزمر.
والله إن مصابنا بك لجلل، وفقداننا لك لهو الخطب العمم، حقاً الدنيا تضحك وتبكي وتجمع وتشتت، شدة ورخاء، سراء وضراء، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فعليه السخط.. إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله.
رحمك الله، يا أم فهد، والله إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، وإن رحمك الله أندى رحمة وعليكم منه أجل مغفرة، فكل القلوب نارها تأجج، وكل الألسن لك تلهج، اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلف لنا خيراً منها.
رحمك الله فقد كنت نِعمَ الأم والأخت والخالة والعمة، عادلة في إصدار أحكامها، متواضعة لين جانبها، لبقة في تعاملها، بارة بوالديها، محبة للجميع محبوبة عند كل من يعرفها حتى لو رآها لأول وهلة.
جسم رحل، وصوت اضمحل، ولكن له في القلوب أجلّ محل، والمتأمل في الموت يعرف حقاً إنه أمر كبار وكأس تدار على من أقام أو ساد يخرج منه العباد من الدنيا إلى جنة أو نار.
اللهم ارحمها برحمتك، وأسكنها فسيح جنتك، اللهم اكتبها عندك في المحسنين وارفعها في عليين، وكفّر سيئاتها وأعذها اللهم من عذاب جهنم ومن عذاب القبر، واجمعنا بها في مستقر رحمتك يا أرحم الراحمين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
محمد عبد الله العكرش - الرياض