كتب - سلطان الحارثي:
منذ بداية هذا الموسم والجميع يلحظ انخفاضًا حادًّا في المستويات العامة لفرق دوري عبداللطيف جميل، ولم يعد هناك أي فرق بين أنديتنا جميعًا؛ إذ التقهقر، وتذبذب المستويات، وعدم الثبات.. وإن حصل وقدم فريق معين في مباراة معينة مستوى جيدًا، يرتاح معه الأنصار، ويتمنون استمراره، فإن المباراة التي تليها يعود للإخفاق. ولعل في فرق المقدمة (الأهلي والهلال والاتحاد) ما يكفي عن الحديث؛ فهذه الفرق الثلاث تأتيها الفرص تلو الفرص للابتعاد بصدارة الدوري، لكنها تأبى ذلك، وفي كل فرصة يتسنى لها ذلك تعود لدائرة الإخفاقات والانتكاسات التي استمرأتها!!
وإن جئنا لفرق الوسط فإن ما يقدمه فريق الشباب لا يمكن أن يمت لهذا الفريق العريق بصلة. ويكفي أننا لن نقول إنه خرج من هذا الموسم خالي الوفاض بعد أن خرج من كأس الملك على يد فريق الرائد (صاحب المركز الثالث عشر) في الدوري، فضلاً عن خروجه المبكر من المنافسة على لقب الدوري. كما أن بطل دوري العامين الماضيين لو قلنا لمن لا يعرفه إنه يحتل المركز التاسع فلن يصدق، ولكن هذه هي الحقيقة المرة التي يصعب تصديقها، ولكن يجب الإمعان فيها جيدًا لمعرفة أسباب تدهور أنديتنا؛ فالإخفاقات أصبحت ديدنها، وهذا سينعكس عليها بشكل سلبي في المشاركات الخارجية!
ويبقى فريق التعاون الذي يجمع الجميع على أنه الفريق الوحيد الذي يقدم مستوى مميزًا، فيه من الإبداع الكروي ما يكفي عن مشاهدة بقية الفرق!
هذا على المستوى المحلي، أما على المستوى الآسيوي فحدِّث ولا حرج. فما تقدمه أنديتنا محليًّا ينعكس عليها آسيويًّا حتى وإن كانت تلعب مع فِرق خليجية، كانت إلى وقت قريب تتمنى اللعب مع أنديتنا حتى تملك الخبرة، فإذا بها تنافسها، بل تستطيع هزيمتها بسهولة!!
بالأمس القريب، وفي الجولة الثالثة من دوري أبطال آسيا، أخفقت كل فرقنا آسيويًّا؛ إذ تعادل الهلال مع فريق الجزيرة الإماراتي في مباراة كانت في متناول اليد، ولكن الهلال باستهتار لاعبيه، وإخفاق مدربه، سهّل من مهمة الجزيرة؛ ليتعادل معه في الثواني الأخيرة من المباراة! كما خسر الاتحاد من فريق النصر الإماراتي في مباراة لم تشهد أي مستوى من قِبل الاتحاد الذي دائمًا ما يتغنى أنصاره به في هذه البطولة، ولكن نصر الإمارات جعل من الاتحاد ندًّا ضعيفًا!! وفي الإمارات خسر فريق الأهلي من عين الإمارات؛ ليكتمل مضلع إخفاقات فرقنا بتعادل النصر مع فريق لخويا القطري على استاد الملك فهد الدولي!
هذه حكاية فرقنا في الجولة الثالثة من دوري أبطال آسيا، تلك البطولة التي تزعمها الهلال، وآخر من حققها الاتحاد قبل عشرة أعوام، أصبحت تبتعد عنا شيئًا فشيئًا، وأصبح تحقيقها بالنسبة لفرقنا حلمًا يتمنى الجميع أن يتحقق، ولكن بهذه المستويات الهابطة لن نحقق أهدافنا، وستكون الآسيوية صعبة قوية ما لم تتدارك الأندية أوضاعها، وتحاول حل مشاكلها! بقي أن نقول: أنديتنا أصبحت شبه متهالكة، وكأنها تتنافس على الإخفاقات بعد أن كانت مضرب المثل في تحقيق الإنجازات؛ ولهذا أسباب كثيرة، منها ما يخص اللاعبين، ومنها ما يخص الأجهزة الفنية، ومنها ما يخص العمل الإداري. وإن أردنا عودة فرقنا لجادة الصواب فعلينا دراسة هذا الموسم وما حصل فيه من تنافس على الإخفاق لا على الإنجاز!!