صلاح بن سعيد الزهراني ">
من آن لآخر يفاجئنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - بتحرك إستراتيجي جديد لجمع القوة العسكرية الضاربة للدول الإسلامية, لتكون جاهزة في مواجهة ما يحاك لهذه الأمة من مؤامرات وما يواجهها من تحديات، ويقفز فوق الأحداث باعثاً الأمل من جديد في جمع القوى الإسلامية استعداداً لمواجهة المخاطر المتنامية وإعادة المتربصين بالأمة إلى جحورهم، فلا طاقة لهم بمواجهة جحافل القوة الإسلامية المتنامية وجيوش (20) عشرين دولة أرسلت نخبة من قواتها إلى المملكة للقيام بتمرين (رعد الشمال) الذي انطلق منذ أيام بمدينة الملك خالد العسكرية بمنطقة حفر الباطن شمال شرق المملكة بالقرب من الحدود السعودية العراقية، لقد أصبح التحالف الإسلامي حقيقة واقعة وهو ما يذكرني بخروج صلاح الدين الأيوبي لصد هجوم البغاة وتحرير مدينة القدس وانضمام المجاهدين من كل فج وصوب إلى جيش الإسلام لرد البغي والعدوان عن مدينة السلام وإنقاذها من براثن المحتل البغيض.
وتعد مناورات رعد الشمال أضخم المناورات العسكرية على مستوى العالم سواء من حيث اتساع نطاق المناورات أو عدد وتشكيل القوات المشاركة فيها وعدد الدول المشاركة في هذه المناورات، وتهدف هذه المناورات إلى مواجهة الجيوش النظامية أو غير النظامية (الجماعات الإرهابية)، وتتضمن القوات المشاركة قوات برية وقوات بحرية وأخرى جوية، وتأتي هذه المناورات للرد على تنامي التهديدات وما تشهده المنطقة من عدم الاستقرار سواء الأمني أو السياسي وذلك للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، في إشارة إلى اصطفاف الأشقاء والأصدقاء لمواجهة التحديات سواء الضمنية أو المعلنة وهو ما يسهم في حفظ السلم والأمن العالميين.
ويعد تنظيم المملكة لهذه المناورات تعظيماً للدور السعودي الإقليمي المتزايد، ومولداً للتحالف العسكري الإسلامي ضد الإرهاب، وفي القريب العاجل إن شاء الله سوف يعود السلام إلى كل من اليمن ليعود سعيداً كما كان وإلى الشام، اللذين دعا لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال:» اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا» كما رواه البخاري في صحيحه.
حماك الله يا سلمان العروبة والمسلمين فقد اخترت الوقت المناسب لإرسال رسالتك العسكرية إلى الغافلين والمتعجرفين لعلهم يرتدوا عن غيهم وضلالهم ويعود السلام إلى أرض العروبة والإسلام، ولا يفوتني أن أثمن جهود ولي العهد الأمين الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. حفظ الله المليك والوطن وكتب له النصر المبين على كل معتد أثيم، وجمع أمة الإسلام على نصرة الحق إنه ولي ذلك والقادر عليه.